IMLebanon

كيف وصل إنفلونزا الطيور الى لبنان؟

h5n2

 

كتب سامر الحسيني في صحيفة “السفير”:

كانت بلدة النبي شيت الخميس 21 نيسان على موعد مع الإنفلونزا التي حصدت نحو 35 ألف طير موزعة على أربع مزارع. على أن العدد سيرتفع إلى 100 ألف طير، خصوصا بعد إعلان وزارتي الصحة والزراعة عن قرار بإعدام طيور موزعة على 10 مزارع أخرى. وذلك في إطار محاصرة هذا المرض. علماً أن أصحاب المزارع في النبي شيت أشاروا إلى أن نفوق الطيور قد توقف.

ولعل أخطر ما في الانفلونزا، التي أكد وزير الزراعة أكرم شهيب وجودها داخل المزارع في النبي شيت، هو عدم وجود لقاحات في لبنان من أجل تحصين بقية المزارع وطيورها على طول الأراضي اللبنانية، الأمر الذي قد يفتح الباب واسعا على كارثة اقتصادية لن يسلم منها العشرات من أصحاب المزارع في البقاع الذين عاشوا يوماً من الهلع والرعب خوفاً على مزارعهم وطيورهم. كذلك بروز مخاوف من اتساع رقعة الكارثة الاقتصادية التي ستلحق بقطاع الدواجن، من جراء الركود وأزمة تصريف الإنتاج، الأمر الذي يعني أن الخسارة المالية قد لا تقتصر على المزارع الموبوءة إنما قد تطال القطاع في مختلف أنحاء لبنان.

لكن كيف وصل المرض إلى النبي شيت؟

بحسب بعض الروايات، فقد وصل الفيروس إلى بعض مزارع بلدة النبي شيت إثر استقدام أحد جيران هذه المزارع عدداً من طيور البط والحبش من سوريا. ومن المعروف أن انفلونزا الطيور تصيب طيور البط التي لا تنفق بسببه إنما تنقل المرض إلى الدجاج وهذا ما حصل في المزرعة الأقرب إلى طيور البط. ومنها بدأت عملية الانتشار لتطال أربع مزارع، ثلاث منها تقع على الجهة الشمالية بالتدرج.

واللافت للانتباه أن الظهور الأول للمرض كان قد اكتُشف داخل مزرعة حسن أبو خليل الموسوي في النبي شيت منذ عشرة أيام، بعد نفوق عدد من الطيور في شكل مريب ثم تكررت حالات النفوق في المزرعة المجاورة التي يملكها عبدو علي الموسوي، ومن ثم مزرعة محمد حمود الموسوي وصولاً إلى مزرعة حيدر الموسوي، مع الإشارة إلى أن المزارع الأربع تقع ضمن دائرة لا تتجاوز مساحتها كيلومتر واحد.

ومن خلال دراسة العوارض التي أدت إلى نفوق الدجاج تأكدت وزارة الزراعة، بعد تواصلها مع خبراء زراعيين وصحيين، من إصابة الطيور بالمرض، ثم أخذت عينات دم من الدجاج النافق وأُرسلت إلى مختبرات الثروة الحيوانية في الفنار التابعة لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، والتي أكدت بدورها إصابة الدجاج بهذا المرض. وعليه ارسلت وزارة الزراعة فريقاً اختصاصياً منذ يوم أمس الأول إلى بلدة النبي شيت وباشر بإجراءات لتطويق ظاهرة المرض الذي من المتوقع له أن يصيب بقية المزارع الأخرى بواسطة الهواء حسب بعض الخبراء البيطريين.

وشكلت وزارة الزراعة خلية أزمة في إحدى قاعات بلدية النبي شيت، وقام فنيوها أمس بالكشف على 12 مزرعة تقع في جوار المزارع المصابة. وتم أخذ قرار بإعدام كامل الطيور بداخلها، كما كشف الفريق الرسمي على طريقة التخلص من الطيور النافقة التي تمت بواسطة حفرة كبيرة استحدثتها البلدية بعيداً عن المزارع والمناطق السكنية حيث تم رمي كل الدجاج النافق في داخلها ثم سُكب عليها مادة الكلس وجرى طمرها.

وأخضعت فرق وزارة الصحة كل العاملين وأصحاب المزارع إلى إجراء لقاح طبي مضاد للإنفلونزا كاحتراز وقائي.

وفي السياق نفسه، خلص اجتماع عُقد في وزارة الزراعة برئاسة شهيب، وحضور رئيس نقابة مربي الدواجن في البقاع علي الحاج حسن وعدد من أعضاء النقابة إلى تأكيد شهيب على إعلان حالة الطوارئ والعمل لمواجهة هذا المرض بما يضمن سلامة هذا القطاع، وضمان مصالح مربي الدواجن والتعويض عليهم من جراء قرار الوزارة “بإعدام الطيور” التي تقع داخل دائرة المزارع الموبوءة. وذلك حرصاً على استمراريتهم في قطاع الدواجن، بحسب ما أعلن الحاج حسن الذي أشار لـ”السفير” إلى أن مربي الدواجن لا يمكنهم تحمل هذا المرض من دون التعويض عليهم وهم من صغار المزارعين الذين يعتمدون بشكل أساسي في معيشتهم على هذا القطاع الحيوي في البقاع.