IMLebanon

“3D Printing” تحوّل الصور قطعاً ملموسة ولبنان على موعد مع انتشارها في غضون سنوات

3dPrinting

ميليسا لوكية

لا يخلو جيب التكنولوجيا من المفاجآت التي ترمي إلى تسهيل حياة الناس ومنحهم فرصة القيام بكلّ ما قد لا يستطيعون القيام به بمفردهم. وإذا كان هؤلاء قد واجهوا في السابق صعوبات في إيجاد قطع للسيارات، آلات، أصنام أو حتى قوالب فُقدت من السوق، فإنَّ تقنية الـ”3D Printing” جاءت لتعزّز القدرة على إعادة إحيائها وتصنيعها، وذلك من دون إضاعة الوقت وبتكلفة أقل.

على الرغم من أنَّ اسمها اقترن بالطباعة، فإنَّ الـ”3D Printing” التي دخلت لبنان في تشرين الثاني 2015 بمبادرة من “مؤسسة رعيدي” لا تمت الى هذا القطاع بصلة، لأنَّ سماتها تمتدّ لتشمل أكثر من قطاع.
وفي حين أنَّ الإنترنت حقّق ثورة في عالم التكنولوجيا، يرى المدير العام للمؤسسة ضومط رعيدي أنَّ هذه التقنية ستشكّل بدورها علامة فارقة في هذا الفلك المتطوّر، خصوصاً أنَّها قادرة على الحلول مكان المخازن، وتالياً المساهمة في خفض تكاليف الشحن عبر تخفيف الحاجة إلى الاستيراد.
وتُعتبر “مؤسسة رعيدي” الوكيل الرسمي لهذه التكنولوجيا في لبنان، إذ عملت على نشر التوعية في كانون الأول 2015 في مجمّع ABC، فضلاً عن أنَّها أطلقت حملة ترويجية على مساحة البلاد، فتبيّن أنَّ عدداً كبيراً من المواطنين كانوا مطّلعين على الموضوع.
ويشرح رعيدي لـ”النهار” طريقة عمل هذه الآلات التي تعتمد مبدأ تجميع الطبقات، أي وضع طبقة فوق أخرى للوصول في نهاية المطاف إلى شكل المنتج المطلوب الذي يكون مصنوعاً إمّا من الزجاج، النحاس، الخشب وغيرها. ويؤكّد أنَّ الآلات التي تملكها المؤسسة تصنع القوالب والمنتجات بواسطة مادة البلاستيك (PLA) و(ABS).
ومن أجل الحصول على أي منتج، يمكن ايجاد أي رسمة على الكومبيوتر أو تنزيلها على الإنترنت وإرسالها إلى الآلة عبر برنامج متخصّص، وتالياً اختبار اللون المطلوب، علماً أنَّ مدّة الصناعة تختلف بحسب المنتج ونوعيته، لكنّها قد تراوح من بضع ساعات إلى بضعة أيام، وفق رعيدي.
وتعمل قطاعات وصناعات عدّة حالياً على الإفادة من هذه التقنية، يتابع، وخصوصاً في قطاع التعليم (المدارس والجامعات) في الولايات المتحدة وأوروبا. لكن هذه التكنولوجيا بدأت تلاقي انتشاراً واسعاً في العالم، إذ يشير رعيدي إلى أنَّ “الدراسات بيّنت أنَّ كل شخص سيمتلك آلة “3D Printing” في غضون 5 سنوات. وقد بدأت هذه التقنية في الظهور إلى العلن عام 2012 عبر معرض نُظّم في لندن، قبل أن تمتد إلى مدن أخرى مثل باريس، دبي وغيرهما”.
ويتوقع رعيدي أن تصل هذه التكنولوجيا إلى كل مدارس لبنان وجامعاته في غضون سنتين، إلى جانب قطاع الطب، الهندسة المعمارية، خصوصاً أنَّ “هذه الآلات ذات الإمكانات والقدرات المتعدّدة تسمح للأطباء والمهندسين أو حتى النجّارين بالحصول على نسخة ملموسة من صناعاتهم للتأكد من أنّها سليمة، وتالياً الشروع في تنفيذها بكميات أكبر”.
وبيّنت بعض التقارير، بحسب رعيدي، “أنَّ هذه التكنولوجيا ساهمت في إنقاذ حياة عدد من الأشخاص، إذ يستطيع الأطباء الحصول على نسخة ملموسة من صور الأشعة لتفقد الأعضاء والتأكد من عاهاتها. ويختم بأنَّ الـ”3D Printing” أتاحت فرصة الحصول على نسخ عن قطاعات غيار للسيارات أو أي آلة الكترونية أخرى فقدت من السوق بطريقة سهلة وغير مكلفة، بدليل أنَّ المواد المستخدمة، وتحديداً الألوان، غير مكلفة ويمكن استخدامها لفترات طويلة قبل شراء غيرها”.