IMLebanon

فنادق دبي الأعلى عائداً عالمياً 2016

dubai-hotel-sun
قال عصام عبد الرحيم كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إن فنادق الإمارة تعتبر الأعلى دخلاً على مستوى العالم خلال العام الجاري، مشيراً إلى أن هذا الأمر يعتبر أهم عنصر جذب للشركات العالمية المستثمرة في قطاع الضيافة والسياحة بشكل عام. وأضاف أنه رغم الانخفاض الطفيف الذي شهدته العوائد الفندقية خلال العام الماضي بفعل انخفاض الأسعار، إلا أنها حافظت على مركزها في صدارة الأسواق دراً للدخل على العالم.

وأضاف أن انخفاض الأسعار يعتبر واحداً من عدة تحديات تواجهها سياحة دبي والإمارات في الوقت الراهن، على رأسها تباطؤ الاقتصاد العالمي وانخفاض أسعار النفط وتقلبات العملات بالإضافة إلى تراجع الأداء السياحي في موسم الصيف. وأكد كاظم أن إمارة دبي واجهت وتواجه هذه التحديات بكل حكمة وقد استطاعت التغلب عليها في الماضي وستستطيع التغلب عليها مستقبلاً.

وأشار إلى أن القطاع السياحي لا يزال أهم قطاع مساهم في الناتج المحلي الإجمالي، كما سيلعب دوراً مهماً في مرحلة ما بعد النفط بالنسبة لدولة الإمارات بشكل عام. وأضاف في هذا الخصوص «يعتبر القطاع السياحي مهماً للاقتصاد المحلي، ليس فقط بالنظر لمساهمته المباشرة، بل أيضاً في دوره في إنعاش القطاعات الأخرى».

انخفاض الأسعار

وفي رد على سؤال حول تأثير انخفاض الأسعار وما ترتب عنه من انخفاض في الإيرادات على جاذبية دبي الاستثمارية، قال كاظم إن انخفاض أسعار الفنادق يعتبر مؤشراً إيجابياً بالنسبة للقطاع وهو يعني جذب عدد أكبر من السياح من مختلف الفئات والدول.

ورغم هذه الانخفاضات، إلا أن فنادق دبي لا تزال تحقق العائدات الأعلى على الصعيد العالمي، ولذلك نجد أن جميع الشركات الفندقية الكبيرة حول العالم تملك فنادق عديدة في الإمارة وهي مستمرة في التوسع في دبي، يكفي القول إن دبي تعتبر واحدة من أكبر المدن عالمياً من حيث عدد الغرف الفندقية قيد الإنشاء، كما نطمح لزيادة عدد الغرف من 99 ألفاً حالياً إلى ما بين 120 – 150 ألف غرفة بعد خمس سنوات. هذه الأرقام تعني أن جاذبية دبي لم تتأثر بل بالعكس لا تزال قوية.

أسعار النفط

وأوضح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري أن تأثير الهبوط الكبير الذي شهدته أسعار النفط في الفترة الماضية كان محدوداً جداً. ورغم أن السعودية التي تعتبر المصدر الأول للسياح إلى دبي من أكبر المتضررين من هذا الهبوط، إلا أن كاظم يعتقد أن السعوديين لم يتوقفوا عن اعتبار دبي وجهتهم السياحية المفضلة.

وقال «نسب النمو التي يحققها السوق السعودي من حيث تصديره للسياح إلى دبي تبرهن عكس ذلك. أعتقد أن قرب المسافة وتشابه الثقافات، جعلت من إمارتنا بيت السعوديين الثاني».

والأرقام خير دليل على ذلك، حسب كاظم، فبالنظر إلى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، حافظت المملكة العربية السعودية على مركزها في صدارة هذه الأسواق، حيث ساهمت بـ 1,54 مليون زائر، تلتها سلطنة عُمان بأكثر من مليون مسافر، كما حلّت الكويت وقطر من بين الأسواق الـ 20 الأولى. وكل هذه الأسواق شهدت نسب نمو قوية خلال العام الماضي، كما من المتوقع أن تواصل نموها خلال العام الجاري.

تقلبات العملات

وفي سؤاله حول تأثير تقلبات العملات، وتأثيره في خفض عدد السياح القادمين من روسيا وأوروبا مثلاً قال عصام كاظم : دبي لا تعتمد على سوق واحد، وعلى مصدر واحد. نعمل دوماً على اكتشاف أسواق جديدة وجذب سياح من دول غير تلك التقليدية التي دأبت على القدوم إلى دبي.

ففي الوقت الذي انخفضت فيه السياحة القادمة من روسيا ارتفعت السياحة القادمة من الهند (التي تصدرت قائمة عدد السياح في 2015)، والصين بنمو من خانتين. وفي الوقت الذي انخفضت فيه السياحة بشكل طفيف من ألمانيا وإيطاليا، كسرت المملكة المتحدة حاجز المليون سائح إلى دبي في 2015 لأول مرة في التاريخ، كذلك ركزنا على أميركا اللاتينية وأفريقيا وشرق آسيا.

وأضاف «من خلال تبنّي استراتيجية الأسواق والمناطق الجغرافية المتعددة، حققت الإمارة تقدماً ملحوظاً نحو تحقيق رؤيتها السياحية واستقطاب 20 مليون زائر سنوياً بحلول 2020 حيث ارتفع أداء القطاع خلال العام الماضي مسجلاً نمواً قوياً عبر الأسواق والمناطق الرئيسية، مما خفف من تأثير التباطؤ التي شهدته بعض الأسواق الأخرى». وأكد كاظم أن نفس الاستراتيجية (تعدد الأسواق) تتبعها دبي في مواجهة التحدي الآخر الذي يتمثل في الاضطرابات الجيوسياسية التي تشهدها بعض المناطق حول العالم.

موسم الصيف

وعن قرب موسم الصيف والذي يعد الموسم الأقل أداءً مقارنة ببقية فترات السنة أكد المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري أن هذا الأمر كان حقيقة قبل سنوات لكنه في تغير مستمر، حيث إن معدلات الإشغال في الصيف ماضية في الارتفاع عاماً بعد عام، وأضاف قائلاً: «من كان يظن قبل سنوات أن السائح الألماني أو البريطاني سيختار دبي كوجهته الصيفية المفضلة؟ ليوم لاحظنا نمواً ملحوظاً في سياح هذين السوقين في الصيف».

أيضاً يعمل كاظم وفريقه في دائرة السياحة على تسويق وجهة دبي في شهر رمضان الذي يشهد عادة انخفاضاً حاداً في عدد السياح. ويقول «شهر رمضان يعرف عادة بأنه شهر منخفض سياحياً، لكننا نعمل على تغيير هذا المفهوم.

نعمل مع شركائنا في القطاع الخاص والفنادق على إضافة وجهات ومرافق وفعاليات تجذب السياح من مختلف دول العالم على زيارة دبي في رمضان للتعرف على التقاليد الإسلامية خلال هذا الشهر الكريم.

الطلب على «الفاخرة» مستمر

قال عصام عبد الرحيم كاظم رداً على سؤال عن تشبع دبي من الفنادق الفاخرة، إن قطاع الفنادق من فئة خمس نجوم لا يزال ينمو بشكل مستمر بنسب تتراوح ما بين 5 إلى 7 % سنوياً، وهو ما يعني أن السوق المحلي لا زال يشهد طلباً مستمراً على الفنادق والغرف الفاخرة. وتستحوذ الفنادق من فئة 5 نجوم على ما يقارب 33 % من إجمالي غرف دبي الفندقية.

وأضاف تملك دبي واحدة من أفخم البنيات الفندقية على المستوى العالمي، ولا يزال السوق يطلب فنادق جديدة من هذه الفئة، ولذلك تعمل الشركات الفندقية الكبرى على التوسع في هذا القطاع». غير أن كاظم لم ينف خطط دائرة السياحة ودبي بشكل عام على تعزيز سوق الفنادق المتوسطة من فئات الـ3 نجوم والنجمتين والنجمة الواحدة.

وتابع كاظم، الموضوع الرئيسي لسوق السفر العربي لهذا العام يتمحور حول هذه الفئة، ونحن نعمل على تعزيز مخزوننا من الفنادق المتوسطة كل عام، حيث أطلقنا قبل 3 سنوات حوافز مميزة للمستثمرين الراغبين في بناء فنادق من هذه الفئة، من خلال إعفائهم من رسوم البلدية، ومنذ ذلك الحين تلقينا أكثر من 120 طلباً لبناء فنادق اقتصادية». وأضاف «هدفنا أن دبي تكون وجهة الجميع سواء من يرغب في حجز فنادق فاخرة، أو أولئك الراغبين في فئات أقل.

وارتفع عدد فنادق الخمسة نجوم إلى 91 بنهاية 2015 تقدم قرابة 31,500 غرفة فندقية بنسبة % 33 من مجموع مرافق الإقامة في الفنادق في حين شكلت الفنادق من الفئات الأخرى 42 % والشقق الفندقية نسبة 26% ، مما يوفر خيارات أكثر ملائمة للزوار.

المنتج السياحي

وقال كاظم إن الدائرة تعمل أيضاً على تنويع المنتج السياحي الذي تقدمه دبي، حيث كانت الإمارة تعرف في السابق بأنها الوجهة الفاخرة المفضلة للتسوق، أما اليوم فنحن نعمل على تعزيز الشق الترفيهي والثقافي والتاريخي، هذا دون نسيان العمل المستمر على تعزيز التسوق والسياحة البحرية والرياضية والعلاجية بالإضافة إلى سياحة الأعمال.