IMLebanon

ماذا عن لقاء عون وفرنجية؟!

sleiman-frangieh-and-michel-aoun-french-embassy

 

كتبت صحيفة “الديار تقول: لماذا يصمت الجنرال؟ حتى عندما أُرغم على الاقامة في المنفى الباريسي تجاوز كل الشروط التي فرضت آنذاك وكسر جدار الصمت، وكانت تصريحاته تهزّ بيروت والجبل، وتربك الاليزيه كما الكي دورسيه. الآن، تتلاحق الاسئلة: هل تقمص العماد ميشال عون شخصية أبي الهول؟

المثير أنّ الاجابات عن السؤال، ومن محيط الرابية، تأتي متناقضة، بل ومثيرة في تناقضها. البعض يقول إنّ “حزب الله” الذي مثلما له ذراعه الحديدية في الاقليم له مصادر معلوماته المستقاة من مراجع رفيعة.

وقبل أن يقول الشيخ نعيم قاسم ما قاله عن “الازمة الرئاسية الطويلة” كانت المعطيات التي استند اليها قد وضعت امام الحليف رئيس “تكتل التغيير والاصلاح”.

الى إشعار آخر، لا انتخابات رئاسية لأنّ المنطقة أمام مفترق إما أن يقود الى عملية سياسية كبرى وتنتج تسويات بعيدة المدى أو أن يقود الى فوضى عسكرية لا يدري أحد الى أين تمضي بالمنطقة.

في هذه الحال، ما جدوى الكلام؟ الافضل ان يكون الجنرال أبا الهول على أن يكون، مثل الآخرين، بتصريحاتهم اليومية المملة، والثقيلة الظل، بشخصية دونكيشوت وهو يصارع طواحين الهواء…

ويقال ان العماد ميشال عون فكر كثيراً في طريقة التعاطي مع هذه المرحلة التي بالرغم من ضبابيتها لا تخلو من “لعبة الاشباح”، اتصالات، ومشاورات، واعادة تقييم للمواقف، قبل أن يستقر الأمر على الصمت الأفضل على المستوى التكتيكي كما على المستوى الاستراتيجي.

في المقابل، ثمة جهات داخل “التيار الوطني الحر” وتقول إن المشهد السياسي، وفي ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، هو في مرحلة تحوّل. الذين يعنيهم انتخاب رئيس للجمهورية على الساحة الداخلية، كما على الساحة الاقليمية والدولية، لاحظوا أنّ عون، مثل الجبال، لا يتزحزح. في هذه الحال، الاخرون يفترض أن يتزحزحوا…

ولأن النائب وليد جنبلاط هو الأكثر قدرة على الاستدارة، دون ان يرف له جفن، قد يكون الاول في التحول من تأييد النائب سليمان فرنجية، بعدما مارس التعذيب السياسي على النائب المهذب جداً او “ابن العائلة” هنري حلو، باتجاه الرجل الذي طالما جمعته به “ذاكرة النار” على تلال سوق الغرب.

واذا تمكن عون أن يتجاوز “ذاكرة الدم” مع الدكتور سمير جعجع، فهو يعلم ان جنبلاط الابن ليس مثل جنبلاط الاب الذي كان في احيان كثيرة يمسك بمفتاح القصر، ولكن يمكنه أن يلعب إن في “الغرف السرية” في بيت الوسط أو في أروقة عين التينة.

وهناك من يحمّل الاجتماع الذي عقد بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الزراعة أكرم شهيب بشأن الانتخابات البلدية في قضاء الشوف اكثر مما يحتمل، ولكن مبرر عقد اللقاءات يمكن ان يؤشر الى شيء ما اذا ما اخذت بالاعتبار “مصيبة” الزعيم الدرزي في البلدات المسيحية المحورية، وذات الدلالات الرمزية الحساسة، وكذلك “مصيبته” في البلدات السنية التي يتجاذبها تيار المستقبل والتيارات الاسلامية على اختلافها.

وهنا تقول شخصية مؤثرة في اقليم الخروب ان جنبلاط الذي صمم على تسليم “كرة الشوك” او “كرة النار” الى نجله تيمور يعلم ان المعارك البلدية في هذه المرحلة هي معركة احجام. لا يريد ان ينتقص من حجمه ولو بوصة واحدة. هل يدخل، في هذه الحال، في ائتلاف مخملي مع “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” مع ما لهما من ثقل بين الشوف الاعلى في دير القمر، وبيت الدين، والشوف الادنى في الدامور؟

الخيار الآخر هو المواجهة. جنبلاط يريد تجنب ذلك، وعون يريد للانتخابات البلدية أن تشقّ الطريق أمام نوع آخر من العلاقات مع قصر المختارة.

ولم يعد سرًا أنّ “حزب الله” اضطلع بدور حساس في الحد دون تدهور العلاقات بين عون وفرنجية. الكلام الذي يسمع الآن في الرابية، كما في بنشعي، مختلف تماماً عن الكلام الذي كان يتردد قبل شهر أو شهرين.

الظروف ليست مناسبة كلياً للقاء وشيك بين الجنرال والبيك، ولكن من “يشتغلون” وراء الضوء لا يستبعدون حصول ذلك في أي وقت، ليقولوا إن عون وفرنجية يدركان أنّ المرحلة استراتيجية (بامتياز) وليست تكتيكية (بأي حال).

مشكلة عون هي تدوير الزوايا مع مَن لا أحد مثله يتقن تدوير الزوايا. في احد الاوقات، وصل الامر بأحد وزيري حركة “أمل” حد التساؤل ما اذا كان جبران باسيل ظلاً لميشال عون أم ميشال عون ظلاً لجبران باسيل الذي توجه اليه الاصابع العشر بتخريب العلاقة وعلى نحو “خطير” بين عين التينة والرابية.

هذا مع اعتبار أنّ باسيل لم يتمدد أفقياً فحسب، بل وعموديا، انه الآن رئيس “التيار الوطني الحر”، ويخشى اذا ما انتخب عون رئيساً ان يقيم الصهر الوزير في أحد أجنحة القصر.

ماذا عن الرئيس سعد الحريري الذي يقول مقربون منه ان مشكلاته، بما فيها المشكلات داخل تيار “المستقبل”، و”حيث الامواج تتلاطم”، كبيرة جداً. لا بد من العودة الى السرايا الحكومية. لموقع رئيس الحكومة هيبته على مستوى الطائفة، كما على مستوى البلد، وايضاً على مستوى التيار، ولكن من يوصل “الشيخ سعد” الى “الجنّة”؟

الحريري راهن على أن يترافق مع “سليمان بك”، هو الى السرايا والثاني الى القصر، بدا أنّ الرهان لم يوصل الى شيء، بل راحت الامور تدور حول نفسها، والى الحد الذي حمل السفير السعودي علي عواض عسيري الذي يختار كلماته بدقة على التساؤل عن الاجماع الذي راهن عليه الحريري بشأن ترشيح فرنجية.

هل هو سؤال عسيري أم سؤال الذين ينطق بإسمهم سعادة السفير؟