IMLebanon

15 الف نسمة تغير وجه رومية الديموغرافي… البلدية غائبة او مغيبة؟

roumier

وكالة أخبار اليوم: “ليست الإنتخابات وحدها ما يشغل بال أبناء رومية في هذه الأيام… بل مساحة تتخطى الـ 650 ألف متر مربع من غابة الصنوبر مهدّدة بأن تتحوّل الى كتلة من الباطون تغيّر وجه البلدة المتنية الديموغرافي.

         إنه مشروع “New Roumieh Village” الذي تحوم حوله الكثير من الصفقات التي تصل الى حدّ الفضيحة.

         المشروع الذي كان يفترض ان ينطلق تنفيذه في العام 2013 ما زال متوقفاً حتى اللحظة، لكن لا أحد يعلم متى يبدأ العمل فيه… والخوف الأكبر لدى الأهالي هو نتيجة الغموض وتضارب المعلومات بين شركة “Intra” مالكة المشروع وشركة خطيب وعلمي للهندسة التي وقع الإختيار عليها للتنفيذ في العام 2012.

تضارب المعلومات

         ففي حين تتحدّث “أنترا” عن إنشاء ملعب غولف وفندق ومنشآت تجارية وسكنية على مساحة 700 ألف متر مربع بكلفة نحو 1075 مليون دولار. يفيد الموقع الإلكتروني لشركة خطيب وعلمي أن المشروع يتسع لـ 15000 نسمة ويضمّ ملعب غولف متكامل، مشروع سكني مركز تجاري، مكاتب، فندق، حدائق وطرق… يمكن الاطلاع عليه على الرابط التالي: http://www.khatibalami.com/Projects/Architecture/Sports%20&%20Recreation/001-New%20Roumieh%20Village.htm

  تضارب المعلومات هذه، تثير القلق في نفوس أبناء رومية، الأمر الذي يضاف اليه الشبهات الكثيرة حول عمليات الضمّ و الفرز التي ألحقت الضرر بكثير من المالكين، الذين كانوا “آخر مَن يعلم” بما حصل بعقاراتهم الواقعة الى جانب هذا المشروع او المتداخلة فيه.

وفي هذا الاطار، يتحدث ابناء البلدة عن ان شركة انترا استأجرت من البلدية ارض مشاع تقدر مساحتها بنحو 90 الف متر مربع، دون ان يحدد تاريخ بدء الايجار ونهايته وقيمته، الامر الذي يزيد الغموض غموضا…

أسئلة عدّة متداولة في رومية: مَن المستفيد، لماذا تمّ نقل ملكية العقارات، لماذا لم تظهر المعلومات والتفاصيل إلا بعد ما سقطت مهل الإعتراض…

والسؤال الأكبر أين البلدية، هل غُيّبت أو تغيّبت؟!. علماً أنه يقع على عاتق اي البلدية حماية مصالح أبنائها.

صرخة المختار

مختار رومية جان بو حبيب، أطلق صرخة عبر وكالة “أخبار اليوم”، قائلاً: إذا “رأيت بأمّ العين الخرائط تصاب بالدوخة”.

  وأوضح أن أبناء رومية تضرّروا بالجملة، فقد انتقلت أملاكهم من موقع الى آخر، وباتت ملكية العقارات في المواقع “الإستراتيجية” الى مقرّبين من رئيس البلدية (لويس بو حبيب).

وسئل: كيف حصل ذلك، ولماذا لم تعترضوا، فأجاب: البيانات المتعلقة بالضمّ والفرز تصل عادة الى البلدية، وهذا ما حصل. لكن المعنيين في البلدية علّقوا هذه البيانات داخل المبنى، بدل توزيعها في الساحات العامة وباحات الكنائس لتكون في متناول الجميع كي يطّلعوا عليها.

  وهنا أسف المختار الى هذا الأسلوب من التعاطي مع أبناء البلدة، قائلاً: أقام رئيس البلدية حملة واسعة مطلقاً مشروع فرز النفايات، وتحدّث في الساحات والكنائس، علماً أن سكان البلدة يقومون بذلك دون الحاجة الى شرح وتفسير، أما بالنسبة الى مشروع يمسّ البلدة وأبناءها فقد غابت كلياً حركة المجلس البلدي ورئيسه.

احد المتضررين

أما السيد صقر صقر- الذي يُعتبر من أكبر المتضرّرين في رومية إذ كان يملك عقارات، قرب المشروع، تصل مساحاتها الى نحو 9 آلاف متر مربع تم قضم جزء منها- فتحدث عما أسماه “الفضيحة الكبرى”.

ولفت صقر عبر “أخبار اليوم” أن بيانات الضمّ والفرز علّقت في البلدية دون أن تحمل تاريخاً يحدّد نهاية مهلة الإعتراض، وبالتالي حين تقدّمنا بالإعتراض أمام القاضي المشرف على أعمال الضمّ والفرز في محافظة جبل لبنان نعمة لحود، كان قد فات الأوان، حيث أن الأخير أعلمنا ان البيانات الصادرة عنه تحمل تاريخاً واضحاً.

وأشار صقر الى أن وفداً من رومية توجّه الى القاضي لحود، حيث صدفة وجد الوفد في أحد المكاتب خارطة دوّن عليها أسماء المالكين الجدد.

وأضاف: وفي حين كان وفد الأهالي يشرح للقاضي لحود الضرر الذي لحق بأبناء البلدة والغبن جراء الضمّ والفرز، وصل رئيس البلدية.

وتابع صقر: بعدما سمع القاضي لحود الشرح المفصّل، اقترح إلغاء المشروع. لكن رئيس البلدية اعترض مدافعاً عن المشروع ومتحدّثاً عن حسناته، علماً أن هذا الاخير حين راجعه أبناء بلدته أكد لهم أنه لا يستطيع فعل شيء مبرّراً أن المشروع في عهدة القضاء وليس لديه أية صلاحية للتدخّل.

 والضرر الذي لحق بصقر يعتبر نموذجاً عن أضرار مماثلة طالت أبناء رومية. ويقول في هذا المجال: أنه كان يملك عقارين متلاصقين قريبين من الطريق العام بمساحة 9 آلاف متر مربع، فجاء تخطيط “أنترا” ليأخذ منها نحو 25%، وتقسيم ما تبقى الى أربعة عقارات.

ويضيف: الغريب في الأمر أن قطعتي أرض بقيت مكانها أما القطعتين الأخريين فأصبحت ملكيتها لأشخاص من رومية كانوا يملكون أرضاً بعيدة من الطريق العام، بمعنى انه تم تحسين وضع هؤلاء (القريبين من رئيس البلدية) على حسابي، مقابل حصولي على عقارين بعيدين.

وفي إطار حديثه عن الفضائح، لفت صقر الى أن أشقاءه كانوا يملكون عقاراً بمساحة 1580 متر مربع تم فرزه ليصبح 850 متراً، علماً انه في هذا الموقع في رومية لا يجوز ان يكون الفرز أقل من 1000 متر مربع.

وكانت “اخبار اليوم” قد اجرت اتصالا باحد المهندسين المسؤولين عن المشروع في شركة خطيب وعلمي، مستوضحة، فكان جوابه انه سيستشير “انترا” قبل اعطاء اي رأي… ولكن لم يصل الى الوكالة اي جواب.