IMLebanon

اﻷمن الغذائي السوري .. يقترب من الخطر

syria-agriculture

يتمحور الأمن الغذائي السوري حول القطاع الزراعي الذي كان يساهم بنحو 27% من الناتج الإجمالي المحلي.

واحتل القمح السلعة الغذائية الرقم واحد في سلة الامن الغذائي المحلي، وتعرضت هذه السلعة الى كثير من الضغوط خلال سنوات الحرب، ما دفع ببعض المنظمات المختصة إلى إطلاق تحذيرات عن مستقبل الغذاء في بلد كان ينتج قمحاً يزيد عن حاجته.

في تقرير جديد أعدته “الفاو” (نيسان/ أبريل 2016)، حذرت المنظمة الدولية من انهيار النظام الزراعي في سوريا بسبب الحرب، إذ “ستدخل البلاد في مواجهة صعبة لتوفير الغذاء لسكانها ولسنوات كثيرة”.

وقدرت “الفاو” العجز في القمح السوري في 2015 بنحو 800 ألف طن عن حاجة السوق المحلية، التي تقدرها مؤسسة تجارة الحبوب السورية بنحو3.2 مليون طن.

يلفت الخبير الزراعي حسان المحمد لـ”المدن” إلى أن متطلبات الأمن الغذائي الأربعة، وهي الوفرة والوصول والاستخدام والديمومة، تعرضت لتراجعات كبيرة، فالوفرة لم تعد موجودة بعد تقلص المساحات المزروعة بالقمح وخروج نسبة كبيرة من فعالية الإنتاج الحيواني. والوصول، أو امكانية الحصول على الغذاء الكافي للأفراد والأسر بات صعباً جداً بسبب ارتفاع الأسعار. أما الاستخدام، الذي يعني توافر شروط التغذية الجيدة، فهو أيضا تراجع بشكل كبير نتيجة الأسباب السابقة. وبعد خمس سنوات من الحرب تلاشى شرط “الديمومة والاستمرارية”، اذ لا يستطيع معظم السوريين الوصول إلى ما يكفيهم من الغذاء في أي وقت يشاؤون.

أضاف المحمد أن سوريا تقترب من أسوأ مرحلة في الأمن الغذائي، حيث اصبحت مساحات واسعة من الاراضي الصالحة للزراعة غير مستثمرة”، الامر الذي يدفع النظام السوري إلى استيراد القمح الطري، لزوم صناعة الخبز، وكانت أخر كمية بحدود 150 ألف طن استوردها من الأسواق الدولية قبل شهرين.

ووفقاً لدراسة بعنوان “انعدام الامن الغذائي في سوريا التي مزقتها الحرب- من الاكتفاء الذاتي طوال عقود الى الاعتماد على الواردات الغذائية- حزيران/ يونيو 2015″، أعدها ونشرها مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، من مقره في بيروت، فإن الحرب استنزفت الثروة الحيوانية في البلاد (الرافد الثاني للأمن الغذائي السوري)، والتي يقدر عددها في العام 2010 بـنحو 15.5 مليون رأس غنم ومليوني رأس ماعز، وانخفض العدد في العام الماضي بنسبة 40 في المئة على الأقل.

واستنزفت الحرب أيضاً قطاع الدواجن، الذي كان يساهم بنحو 54% من إجمالي استهلاك السوري من جميع أنواع اللحوم، وكانت لحوم الدواجن تؤمن نحو 42% من استهلاك المواطن السوري من البروتين الحيواني. وكانت مستويات إنتاج قطاع الدواجن السوري تقدر في عام 2011 بنحو 2.9 مليار بيضة ومن لحم الفروج 170- 180ألف طن، وفق احصاءات وزارة الزراعة السورية.

إلى ذلك، كان المدير العام المساعد لدى “الفاو”، لوران توماس، قد أشار إلى أن نحو 8.7 مليون سوري في أمس الحاجة إلى المساعدة غذائياً، من أصل ما يقدر بنحو 13.5 مليون نسمة من مجموع من لا يزالون في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وأكد لوران في دراسة نشرتها “الفاو” على موقعها الالكتروني في 6 شباط الماضي، أن أكثر من نصف الشعب السوري المرابط في سوريا لا يملك ما يكفي من الغذاء لسد الرمق ويعجز على تلبية حاجاته الغذائية الأساسية.

وقدرت “الفاو” أنه خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية تضاعفت أسعار دقيق القمح ثلاث مرات في بعض الأسواق داخل سوريا وارتفعت أسعار الأرز بأكثر من ستة أضعاف.

ومع استمرار الوضع الغذائي على ما هو عليه، يتوقع المحمد مستقبلاً “كارثيا” للأمن الغذائي السوري، إذا ما بقيت الظروف بهذه الحالة، إذ يتشظى هذا القطاع بمكونيه الزراعي والحيواني إلى حدود “التلاشي” وحذر الحمد من حدوث مجاعات في المستقبل.

يذكر أن سوريا حلت في المركز 70 من أصل 105 دول، وفق مؤشر الأمن الغذائي العالمي للعام 2012، إذ بلغت قيمة المؤشر 40.9 بمقياس بين صفر إلى 100 (الأفضل).