IMLebanon

42 % من المستخدمين مستعدون لدفع المال لوقف إعلانات الإنترنت

adblock
أحمد بايوني من الخبر

عادة ما ينزعج المستخدمون من كثرة الإعلانات التي تظهر لهم بين صفحة وأخرى على الإنترنت سواء كانوا يتصفحون المواقع أو يشاهدون اليوتيوب، حتى بلغ بهم الوضع إلى دفع مبالغ مالية مقابل قدرتهم على حجب هذه الإعلانات المملة بالنسبة لهم.

وتعتبر أدوات حجب الإعلانات وسائل تقنية تقوم آليا بإزالة المحتوى الإعلاني أو تعديله، كمقاطع الفيديو والصور والنصوص في موقع الويب، وتمكّن مشاهدي التلفزيون ومستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب من تحميل ملفات الفيديو بسرعة أكبر، وعرض صفحات الويب بمظهر منظم، والحد من استهلاك البيانات وعرض النطاق، علاوة على تمكينهم من زيادة مستوى الخصوصية من خلال إزالة نظم التتبع الخاص بمنصات تقديم إعلانات الفيديو.

وكشفت دراسة أعدتها شركة أكسنتشر التي أجريت في 28 بلدا واستطلعت آراء 28 ألف شخص، أن 42 في المائة منهم قالوا إنهم مستعدون لدفع المال من أجل وقف الفواصل الإعلانية والتخلص منها، كما أن معظم المستخدمين والي بلغت نسبتهم 61 في المائة ملمّون بتعدد الخيارات المتاحة أمامهم للتخلص من الإعلانات التجارية الرقمية، مثل أدوات حجب الإعلانات، الأمر الذي يؤشر إلى وجود تهديد جديّ ماثل أمام مستقبل سوق الإعلانات الرقمية.

ووجدت الدراسة أن المستهلكين الشباب أكثر إدراكا بأدوات حجب الإعلانات من الفئات العمرية الأكبر سنا، إذ ذكر ما يقارب 69 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، و66 في المائة ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما، أنهم على دراية ب تقنيات وقف الفواصل الإعلانية والإعلانات الإلكترونية.

وينتشر الوعي بأساليب حجب الإعلانات بين المستهلكين في الأسواق الناشئة على نطاق أوسع من انتشاره في الأسواق المتقدمة. وأكد 65 في المائة في بلدان الأسواق الناشئة معرفتهم بأدوات حجب الإعلانات مقارنة بنسبة 58 في المائة في البلدان ذات الأسواق الناضجة. وعلى صعيد الأقاليم، فإن الوعي بأدوات حجب الإعلانات منتشر في أمريكا اللاتينية بنسبة 78 في المائة، والشرق الأوسط 69 في المائة، وعلاوة على ذلك، فمن المرجّح أن يُبدي المستخدمون في الأسواق الناشئة استعدادهم لدفع المال لقاء وقف الفواصل الإعلانية، أكبر مما يبديه نظراؤهم في الأسواق الناضجة، وذلك بنسبة 47 في المائة في مقابل 34 في المائة.

كما أنه ما من فائدة ترجى من اتباع المحاولات الفاشلة التي بذلها قطاع الموسيقى في التصدي للقرصنة، معتبرا أنه لا طائل من تركيز الجهود على محاولة التغلّب على التقنيات دائمة التطور الخاصة بحجب الإعلانات بهدف إجبار الجمهور على مشاهدتها، وذلك لأن القطاع يحتاج لبذل كل جهد ممكن لجعل الإعلانات أقل تعديا على وقت المستخدم الثمين الذي يقضيه أمام الشاشة، عبر الاستفادة من النجاحات السابقة التي قدمت إعلانات مهمة اتسمت بكونها هادفة ومسلية وجاءت بأسلوب مبتكر جدير بأن يلقى تقدير المستخدمين.

وأكدت أن حجب الإعلانات يشكل تهديدا جديدا إلى حد ما لقطاع الإعلانات الرقمية، لافتا إلى أن المستهلكين باتوا على استعداد متزايد لدفع ثمن لقاء أدوات الحجب نظرا لأن الكثير من الإعلانات يتم توجيهها توجيها سيئا، حيث يعد إجبار المستخدم على مشاهدة إعلانات لا تهمّه تضييعا لفرصة الاطلاع على محتوى أهم، كما أنها تشكّل على نحو متزايد إقحاما يضيع وقته الثمين الذي يُمضيه على الشاشة، لا سيما مع الاهتمام المتزايد اليوم بإكساب المحتوى طابعا شخصيا، بل إن المحاولات البسيطة لتجنّب المحتوى المرتبط بإعلانات متكررة وغير مهمة، من شأنها أن تزداد مع زيادة الخيارات المتاحة أمام المستخدم وارتفاع درجة وعيه”.

وكانت أبرز توصيات الدراسة أنه على شركات الإعلانات الرقمية الاستثمار في إحداث التحوّل بتجربة المستخدم وواجهة المستخدم، إلى جانب الاستثمار في استوديوهات الإنتاج، والموارد والمرافق المخصصة لتقديم الدعم ما بعد الإنتاج، وذلك استنادا على القدرة الاستشارية المتخصصة التي تتمتع بها أكسنتشر وخبرتها الواسعة في مجال التحول الرقمي. وتأتي الإعلانات الرقمية مجهزة بمجموعة كبيرة من التقنيات التشغيلية والتحليلية التي يمكن تطبيقها لحل تلك المشاكل التجارية، ويمكن للإعلانات تزويد المستخدمين بقدرات إبداعية ذات قيمة مضافة وخدمات معدّلة وفق الحاجة. وأجرت أكسنتشر دراستها عبر الإنترنت، وشملت 28 ألف مستخدم في 29 دولة من بينها السعودية. وكانت العينة في كل بلد ممثلة لنسبة السكان الذين لهم حضور على الإنترنت، فيما تراوح المشاركون في السن بين 14 و55 عاما وأكثر.