IMLebanon

رسالة الدائرة الاولى (بقلم بسام أبو زيد)

ashrafiyeh

بقلم بسام أبو زيد

تقاتل أنصار “التيار الوطني الحر” تيار “التغيير والإصلاح” في الأشرفية في معركة إنتخابية لها علاقة بالمخاتير ولكننا لا ندري ما إذا كان هذا التقاتل على علاقة باختيار الأفضل ام انه تقاتل على الحصص والمحسوبيات أم أنه تعبير عن رفض أجنحة في التيار للتوافق الذي حصل مع “القوات اللبنانية” و”الكتائب” والنائب ميشال فرعون على توزيع المخاتير.

هذا المؤشر على حال عدم الاستقرار في بعض الصفوف المسيحية، طغى عليه عامل آخر أكثر خطورة وهو أن خيار الناخبين في الدائرة الأولى لبيروت في الانتخابات البلدية لم يكن وفق أهواء القوى السياسية المتوافقة في المجلس البلدي إذ أن أكثرية المقترعين هناك صوتوا للائحة بيروت مدينتي بدل لائحة البيارتة وفازت بيروت مدينتي في الدائرة الأولى فتخيلوا لو كانت هذه الانتخابات انتخابات نيابية وفق دوائر بيروت لكانت بنتائجها أسقطت نوابا حاليين.

طبعا عوامل عديدة لعبت دورا في إظهار هذا الواقع الذي شكل هاجسا للأحزاب المسيحية والقيادات السياسية هناك، ومن أبرز هذه العوامل حال الخصومة الموجودة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” من جهة مع تيار “المستقبل” من جهة ثانية فلم يلتزم الناخبون بالتوجيهات الحزبية بل تجاوزوها إلى حيث يريدون هم، كما أن الحديث المتواصل من قبل أطراف متعددة عن ضرورة الحفاظ على المناصفة في المجلس البلدي في بيروت بين المسلمين والمسيحيين قد أثار مخاوف فعلية عن المسيحيين من إمكان تشطيب مرشحيهم في لائحة “البيارتة” فعمدوا إلى الاقتراع للائحة بيروت مدينتي التي وصفها الكثيرون منهم بأنه تتجاوز الواقع الطائفي والمذهبي ولا خوف من توجهاتها إن وصلت بأكثرية مرشحين مسلمين أو مسيحيين.

وفي العوامل أيضا أن الناخبين المسيحيين في الدائرة الأولى يعانون ككل المواطنين اللبنانيين وهم أصيبوا بخيبات أمل متتالية من بعض نواب المنطقة ما خلق عندهم ردة فعل سلبية في عدم التجاوب مع ما يرغب به هؤلاء فوجهوا لهم رسائل واضحة عن أن البدائل موجودة وأن عملية ضمان أصوات الناخبين سلفا أصبحت صعبة. ويبدو أن هناك في الدائرة الأولى من بيروت من أدرك هذا الواقع جيدا وأدرك أحاسيس المواطنين واولهم الاستاذ أنطون الصحناوي الذي دعا لمقاطعة العملية الانتخابية لأنها لا تمثل  أبناء المنطقة فكان أن استجاب من استجاب فتدنت نسبة الاقتراع وكان أيضا من اعترض بالتصويت للقول بأن الأمور لم تعد كما كانت عليه في السابق أمرك سيدنا.