IMLebanon

علوش: سقوط النظام السوري قد يكون المدخل الى تغيير المعادلة القائمة في لبنان

mostafa-allouch-1

رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق د.مصطفى علوش أن الاشكالية القائمة بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل ليست وليدة اليوم ولا هي نتيجة للخيارات الاخيرة التي اتخذها كل منهما بمعزل عن الآخر، إنما هي نتيجة تراكمات جسيمة بدءا من الاختلاف في كيفية التعامل مع غزوة السابع من ايار 2008 وتموضع وليد جنبلاط، مرورا بالقراءات المتباعدة بينهما لمعادلة “س.س” والتسويات التنازلية التي رافقتها، وصولا الى ترشيح كل منهما شخصية غير سيادية لرئاسة الجمهورية بما يتناقض مع الشعارات التي رُفعت في الساحات، معتبرا بالتالي أن قوى 14 آذار فقدت منطق الثورة وضلت طريقها السيادي بعد أن انفرد كل من فرقائها بخياراته دون إعادته أي أهمية لما قد تلحقه تلك الخيارات من ضرر كبير بالقضية الأم.

ولفت علوش في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية الى أن ثورة الأرز ربحت في بعض الاماكن، لكنها وللأسباب المشار اليها أعلاه، لم تستطع الانتصار على المنطق الاحتلالي للدولة اللبنانية وعلى منطق العصبيات الطائفية والمذهبية المستورد من طهران ودمشق، لا بل انها لم تتمكن من تحقيق الحد الادنى من تطلعات الشعب الذي كان ركيزة انطلاقتها من ساحة الحرية في العام 2005 وبزخم لم يشهد له التاريخ اللبناني أي مثيل، علما أن الطروحات المذهبية والطائفية التي تسلح بها فريق 8 آذار في مواجهته للمشروع الوطني والسيادي، جعلت من تيار المستقبل أكبر الفرقاء إحراجا بين “رفاق دربه” في قوى 14 آذار بسبب رفضه للخطاب المذهبي، الامر الذي أضعفه ضمن طائفته ولم يعفه من الاتهامات التعسفية من قبل الطوائف الاخرى عموما ومن الحلفاء خصوصا.

وردا على سؤال، تنهد علوش طويلا ووجعا قبل أن يعترف بأن ما يجري عمليا بين من كانا حليفين لدودين والركيزتين الأساسيتين اللتين راهن عليهما الشعب اللبناني لتحرير لبنان وإعادة بناء الدولة الحقيقية، هو عملية تباعد تدريجي تحكمه محطات سياسية قاسية، سينتهي حكما الى دخول كل منهما في طريق “اللاعودة”، إن لم نقل إنهما قد دخلا بها.

هذا، وأقر علوش بأن تصدع التحالف بين القوات والمستقبل أنهى قوى 14 آذار بمثل ما أنهى ترشيح حزب الله للعماد عون قوى 8 آذار، علما أن مجموعة ضئيلة من الناس مازالت تؤمن بفكرة 14 آذار “2005” المنزهة عن منطق المحاصصة والتوزيعات المذهبية والطائفية، معتبرا في هذا السياق أن ما يقال اليوم من قبل الجميع دون استثناء بأن المناصفة بين المسلمين والمسيحيين هي الحل، منطق ضعيف لا يُمكن الركون اليه في بناء الوطن المنشود، “وكأنك تقول عمليا ان معادلة المناصفة هي الطريقة الوحيدة لإقناع المسيحيين بأن يبقوا شركاء المسلمين”، مستدركا بالقول بعد تنهدات جديدة: “أخشى ما أخشاه هو أن يكون لدى المسيحيين قناعة بأن لبنان البطريرك الحويك أصبح من الماضي”، فهل قصد علوش القول ان المسيحيين يبحثون عن الفيدرالية؟

واستدراكا قال علوش: ان سقوط النظام السوري قد يكون المدخل الى تغيير المعادلة القائمة في لبنان، وقد يُعيد القوى السيادية فيه الى الحاضنة الأم ألا وهي 14 آذار 2005، التي بدونها ومن خارج مبادئها لا قيامة للبنان.