IMLebanon

صناعة الطائرات المدنية تواجه أجواء عاصفة

AirbusBoeing
بيجي هولينجر

صناعة الطائرات التجارية لطالما كانت دورية، تُحلّق في تشكيل قريب من ارتفاع وانخفاض النمو الاقتصادي، لكن ليس بعد الآن، وذلك وفقاً لدينيس مويلنبورج، الرئيس التنفيذي لشركة بوينج.

رئيس شركة صناعة الطائرات الأمريكية كان قد تحدث في مؤتمر للمستثمرين الأسبوع الماضي في سياتل، حيث أصر على أن هدفه هو الخروج عن ذلك النمط. وقال “نحن نريد بناء أعمال ذات نمو مُستدام على المدى الطويل. هذا واقعنا، وليس أعمالا دورية”.

وكان بياناً تسبب في ضجة، نظراً للمخاوف المتزايدة من أن هناك طفرة في الطلب على طائرات الركّاب تقترب من نهايتها. هذا في المقابل أثار التساؤلات حول إلى أي مدى تستطيع أقسام الطائرة التجارية الرائدة في شركتي بوينج وإيرباص منافستها اللدودة، الحفاظ على اتجاه ارتفاع الإيرادات الذي يعود إلى عام 2010.

علاوة على ذلك، كل من شركتي إيرباص وبوينج تمتحن نفسها إلى الحد الأقصى من خلال إنتاج موديلات النفاثات القائمة بمعدلات قياسية وفي الوقت نفسه تبدأ أيضاً بتصنيع طائرات جديدة. هذا التحدّي الصناعي الضخم أخذ منذ الآن يواجه بعض المشاكل في إيرباص، في حين تواجه بيونج الخطر في الوقت الذي تستعد فيه لبدء إنتاج طائرتها بعيدة المدى 777X. في حال تعثّرت أي من الشركتين، يُمكن أن يكون هناك تداعيات مُكلفة.

أحد الأسباب الرئيسة لمخاوف المستثمرين بشأن شركات صناعة الطائرات هو دليل على أن بعض شركات الطيران، وسط تباطؤ الاقتصاد العالمي، كانت توسّع أساطيلها بسرعة كبيرة.

الناقلات الأوروبية، ولا سيما مجموعة خطوط الطيران الدولية ولوفتهانزا، قالت خلال الشهر الماضي إنها ستعمل على تقليص نمو قدراتها، في حين أن خطوط الطيران الأمريكية حذّرت من أن أداءها تأثر “بعدم نمو الطلب على نقل الركّاب بالوتيرة نفسها بقدر قدرة الصناعة”.

يقول روب ستالارد، المحلل في شركة آر بي سي كابيتال ماركيتس، “إن خطوط الطيران هي أقل إيجابية مما كانت عليه قبل 12 شهراً”.

إذا توخينا الإنصاف، فإن مويلنبورجليس ليس هو المتفائل الوحيد في الساحة – إيرباص متفائلة بالمثل فيما يتعلّق بمستقبل قسم الطائرات التجارية فيها.

كلا الشركتين تضعان ثقتهما على تراكم الطلبات القياسي الذي نشأ في دفاترهما. تجادل الشركتان بأن تراكم الطلبات في شركة بوينج البالغ 5800 طائرة ركّاب والبالغ 6800 في شركة إيرباص يمنح رؤية طويلة الأجل، وكل ما يجب القيام به هو بناء الطائرة في الوقت المُحدد وحسب الميزانية.

هذه التراكمات ربما لا تكون آمنة بقدر ما تبدو. إذا كانت أسواق الطيران العالمية تضعُف، بعض خطوط الطيران يُمكن أن تطلب من شركتي إيرباص وبوينج تأجيل تسليم طائرات جديدة أو إلغاءها.

هذا يبدو احتمالا أكثر خطورة في الأسواق الناشئة، لأن كثيرا من البلدان – بما في ذلك الصين والبرازيل وروسيا – تمر في حالة من تباطؤ النمو أو الركود. كل من شركتي إيرباص وبوينج تملكان طلبيات كبيرة من خطوط الطيران في البلدان النامية.

حتى لو تبيّن أن المخاوف في غير محلها بشأن كون تراكمات الطلبات في شركات الطيران عُرضة للتأجيل أو الإلغاء، فإن إيرباص وبوينج تُكافحان مع التحدّي المباشر المُتمثّل في التأكد أن المورّدين الذين تتعامل معهم يُمكنهم التكيّف مع زيادة الإنتاج.

كلا الشركتين تُركّزان باهتمام على سلاسل التوريد الخاصة بهما، لكن هناك اختلافات في نهجيهما.

يقول المورّدون إن اهتمام شركة بوينج هو على تخفيض أسعارها كجزء من خططها لدفع الهامش التشغيلي في قسم الطائرات التجارية فيها من 9 في المائة إلى نسبة تراوح بين 13 و19 في المائة خلال الأعوام القليلة المقبلة.

في الوقت نفسه، إيرباص تركز جهودها على إبقاء المورّدين على المسار الصحيح في الوقت الذي تزيد فيه إنتاج اثنتين من أحدث طائراتها – A320neo ذات الممر الواحد وA350 ذات الهيكل الواسع.

وهي تعاني. طائرة المسافات القصيرة A320neo تستخدم محرك التيربو المروحي من برات أند ويتني، وهو الأول في جيل جديد من المنتجات ذات الكفاءة العالية في استخدام الوقود، لكنها تعاني مشاكل نمو شديدة، وهذا دفع إيرباص إلى تأخير التسليم إلى الزبائن.بشكل منفصل، المشاكل المتكررة في زودياك، شركة التزويد الفرنسية للمواد داخل المقصورة في طائرة A350 الواسعة، تسبّبت بجعل إيرباص تتأخر في تسليم هذه الطائرة.

قضايا التسليم كانت جزءا من السبب في أن إيرباص أعلنت الشهر الماضي عن انخفاض بنسبة 50 في المائة في صافي الأرباح في نتائج الربع الأول. الشركة القائمة في تولوز أصرّت على أنها ستتدارك مواعيد التسليم في النصف الثاني، لكن هناك الكثير من المشاكل الإدارية حين يكون هناك موردان اثنان فقط.

شركة إيرباص رفضت التعليق على الطريقة التي كانت تتعامل فيها مع قضايا سلسلة التوريد.

شركة بوينج نجحت بشكل أفضل فيما يتعلّق بزيادة الإنتاج. حيث لم تكُن لديها أية مفاجأة بشأن قسم الطائرات التجارية فيها في نتائج الربع الأول.

كينت فيشر، نائب الرئيس المسؤول عن إدارة المورّدين، يقول إن شركة صناعة طائرات الركّاب القائمة في سياتل اتّخذت عدة خطوات لتقليل المخاطر.

وهذه تشمل جمع عمليات شراء المواد الخام للمورّدين مع تلك الخاصة بشركة بوينج، ومشاركة تقنيات التصنيع.

يقول فيشر إن سلسلة التوريد بشكل عام “تقوم بأداء أفضل” هذا العام من عام 2015، عندما تسبّب تحوّل أحد المورّدين إلى نظام جديد لإدارة الموارد “بأكبر عدد من النقص في الأعوام الثمانية التي قضيتها في إدارة الإمدادات”.

ويُصرّ على أن هذا كان استثناء. لكنه يعترف أنه على بُعد مكالمة هاتفية واحدة سيئة من القضاء على هذا السجل”.

بالنسبة لبعض المحللين، عدم وجود مشاكل كبيرة في الإنتاج في شركة بوينج يعتبر بشرى سارة. هذه ربما علامة على أنه تم تعلّم الدروس القيّمة بعد دخول طائرة بوينج، دريملاينر 787 الواسعة، إلى الخدمة متأخرة بأكثر من ثلاثة أعوام في عام 2011.

هناك خطر كبير يُرافق طائرة 777X في بوينج، وهي إصدار جديد من طائرة 777 الواسعة الخاصة بها، والمُقرر أن يتم البدء بإنتاجها في نهاية هذا العقد من الزمن، وذلك وفقاً لعدة محللين.

وإذا حدث أن تزامن هذا مع تراجع طلبيات الطائرات أو زيادة في تأجيل التسليم، سيكون هذا بمثابة أنباء سيئة بالنسبة لكل من شركتي بوينج وإيرباص.

يقول ساش توسا، المحلل في وكالة إيجنسي بارتنرز، “من غير المرجح أن أيا من الشركتين سوف تُسلّم العدد الكامل من الطائرات التي تتوقعها في الوقت الحالي”.