IMLebanon

تحويل النفايات إلى طاقة.. من الناعمة

Naame-Landfill
حنان حمدان

في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، سيكون أهالي البلدات المجاورة لمطمر الناعمة على موعد مع إستقبال حقبة جديدة في تاريخ توليد الكهرباء في لبنان، وسيكون بإمكانهم الحصول على 24 ساعة تغذية من الطاقة الكهربائية يومياً، بعد أن ينجز مشروع تحويل غاز الميثان داخل مطمر الناعمة إلى طاقة.

يهدف المشروع إلى تزويد البلدات المجاورة للمطمر بتغذية كهربائية مجانية، تعويضاً عن الأذى الذي لحق بهم خلال السنوات العشرين الماضية، إذ كان يستقبل المطمر نفايات منطقتي بيروت وجبل لبنان. وقد تم التوسع به عمودياً وأفقياً أكثر من مرة لتوسيع قدرته الإستيعابية. وقد عانى الأهالي من إنبعاثات غاز الميثان الذي أنتجه طمر النفايات على مدى أعوام في المطمر، وبالتالي فإن المشروع سيجنب الأهالي مخاطر الإنبعاثات التي تتطاير في الهواء بنسبة 30 في المئة.

تبلغ كلفة المشروع 12 مليون دولار، وسيتم تنفيذه على مرحلتين، تتضمن المرحلة الأولى مرحلة إنجاز معمل الكهرباء الذي سينتج الطاقة من غاز الميثان الموجود في المطمر، ويتوقع الإنتهاء من إنشائه في مهلة أقصاها تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، فيما تلتزم تنفيذه شركة “سوكومي” وهي إحدى شركات مجموعة “أفيردا” التي يديرها ميسرة سكر في لبنان.

أما المرحلة الثانية، فهي مرحلة توزيع الكهرباء في المناطق التي شملها المشروع، وقد حددت بعشر بلدات مجاورة للمطمر. وتلتزم تنفيذ هذه المرحلة مؤسسة كهرباء لبنان.

يقول عضو لجنة المراقبة على مطمر الناعمة، التي شكلها وزير الزراعة أكرم شهيّب، زياد المهتار لـ”المدن”: “أقفل المطمر في الناعمة في 18 أيار، وقد بدأت التغطية النهائية للنفايات من أجل إيجاد الشكل الهندسي المطلوب وإعادة تجميع شبكة الغاز. وبدأت أعمال الباطون لتجهيز القواعد اللازمة في المعمل. وتم شراء 7 مولدات تعمل على الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية، قوة كل منها 1 ميغاوات”.

و”بدأت شركة سوكومي تنفيذ الأعمال التقنية التي تتعلق برفع قدرة توليد الطاقة الكهربائية من 0.5 إلى 6.5 ميغاواط، كي يصبح بالإمكان تغذية معظم البلدات المجاورة للمطمر بالطاقة الكهربائية شبه المجانية، فيما تنحصر هذه التغذية بتشغيل المنشآت الموجودة في المطمر إضافة إلى 550 منزلاً مجاوراً له”، وفق المسؤولة الإعلامية لـ”سوكومي” باسكال نصار في حديث إلى “المدن”. وتتابع “سوكومي” الأعمال الهندسية المتعلقة بمرحلة التغطية النهائية للمطمر، بحسب ما نصت عليه العقود، الموقعة مع الحكومة اللبنانية، وفق باسكال.

ووفق المشروع، فإن شركو كهرباء لبنان تحصّل من القرى العشر بدل إشتراك من أجل تغطية مصاريف الصيانة والتشغيل للمعمل، مع ضمان حق المؤسسة في الإستفادة من الفائض في إنتاج الكهرباء. وعليه فإن المؤسسة ستحصل ارباحها من خلال بيع الفائض من إنتاج الكهرباء، إلى مناطق أخرى لم يشملها المشروع. ولكن من سيقوم بتحديد هذه الأسعار؟ يجيب مصدر مطلع أنه لم يناقش هذا البند في الإتفاق الذي تم مع مؤسسة كهرباء لبنان، وبالتالي فإنه على الأرجح أن للمؤسسة حرية التسعير.

من جهة ثانية، يعد هذا المشروع تجربة أولى من نوعها في لبنان، سيتم تنفيذه بعد معاناة طويلة مع أزمة نفايات عصفت بلبنان في منتصف العام الفائت ولا تزال تبعاتها تؤثر في حياة اللبنانيين، إذ لا حلول مستدامة تلوح في الأفق. إنطلاقاً من ذلك، يؤكد رئيس “جمعية أمواج البيئة” مالك غندور لـ”المدن” أن المشروع هو تجربة رائدة لأهميته التي تنبثق من تحويل النفايات إلى قيمة إقتصادية، تعود بالمنفعة على أهالي المنطقة”، أملاً تشجيع هذا المشروع على انتهاج سلوك مختلف في التعاطي مع النفايات في لبنان.

من هنا إنطلقت ورشة تحويل الغاز إلى طاقة كهربائية في منطقة الناعمة، وأهالي البلدات المجاورة للمطمر سينعمون بتغذية كهربائية شبه مجانية على مدى 15 عاماً بحسب تقدير القيمين على المشروع، وبعد خمسة أعوام ستبدأ القدرة الإنتاجية للمعمل بالإنخفاض عن 6.5 ميغاواط إلى أن يستنفذ كامل غاز الميثان الموجود في المطمر بعد نحو 15 عاماً.

وإلى أن تنتقل هذه التجربة إلى مناطق آخرى في لبنان، يبقى الأمل الأكبر في أن تساهم هذه التجربة في حل مسألة العجز الدائم الذي تعاني منه مؤسسة كهرباء لبنان، والذي يقدر بنحو ملياري دولار. علماً، أن الفاتورة النفطية الخاصة بالمؤسسة قد شهدت إنخفاضاً مهماً بعد إنخفاض أسعار النفط العالمية على مدى العامين الماضيين، إلا أن ذلك لم يكن له إنعكاساته الإيجابية على ساعات التقنين في المناطق.