IMLebanon

ترك الطب والتحق بـ”داعش”

000

 

 

ظهر اسم الدكتور عصام أبو عنزة “تدعوش” بمنتصف 2014، في وثائق سربها منشق “داعشي” قبل شهرين، واتضح منها أنه طبيب فلسطيني الأصل، بريطاني الجنسية، اشتغل 7 سنوات في نظام الضمان الصحي ببريطانيا، وترك زوجته وابنيه منها، كما ومنزله في مدينة Sheffield البعيدة بمقاطعة “جنوب يوركشير” بإنكلترا، وغادر مختفيا عن الأنظار، ليتحول بسوريا إلى متطرف ظهر فيها بصور “فايسبوكية” حاملا السلاح للقتل.

وكان “تدعوش” يعيش في مدينة “شفيلد” وهو معروف لبعض سكانها كطبيب، وكناشط  في أوقات الفراغ ببيع الألبسة الإسلامية الطراز والموديلات عبر الإنترنت، إلا أنه ظهر بطلب انتسابه إلى “داعش” وفق ما اتضح من الوثائق المسربة “راغبا أن يكون جنديا مقاتلا، لا انتحاريا” على حد ما ورد في خبره الوارد الأربعاء 25 أيار بصحيفة “التايمز” البريطانية، والمتضمن أنه امتدح بأوائل العام الماضي الهجوم الإرهابي على مجلة “تشارلي ايبدو” الفرنسية الساخرة بباريس، حيث قضى 12 من صحافييها والعاملين فيها، وقال: “الحمد لله على هذا العمل. اللهم اقتل أعداءهم، عسكريين ومدنيين، نسوة ورجالا، أطفالا وبالغين” طبقا لدعائه الفايسبوكي”.

ورد عنه أيضا في BBC التي ذكرت مساء الثلاثاء 24 أيار، أنها لم تتمكن من التواصل معه، أنه قام بملء وثيقة تسجيل “داعشية” خاصة، ذكر فيها أنه طبيب متخصص بالغدد الصماء، ومعالج للأمراض الهرمونية، وأنه كتب مداخلة بحسابه “الفايسبوكي” الذي لم ينشط فيه منذ تشرين الأول الماضي، تمنى فيها لو تعذب الطيار الأردني معاذ الكساسبة مدة أطول قبل أن يقضي في أوائل 2015 حرقا بنار التنظيم “الداعشي” في الشمال السوري، ذاكرا في الحساب: “كان بودي أن يحرقوه ببطء كبير ليتسنى لي علاجه ليتم حرقه مجددا” كما قال.

ومع أن “بي بي سي” لم تتمكن من التحدث كثيرا إلى زوجته، إلا أنها اتصلت بشقيقته، واسمها نجلاء، فوصفته بأنه “كان شابا جميلا مؤمنا بالحداثة. لا تعلم كيف انتهى به الأمر هكذا، أو من الذي دله على الطريق المؤدية إلى الإرهاب”.

وأضافت الشقيقة أن والديها مرضا بسبب الضغوط التي تسبب بها لهما، وأن والدها “لن يغفرا له أبدا. كان أمله أن يراه قبل أن يموت، فقد أنفق كل ماله عليه وعلى تعليمه، وهذه هي الطريقة التي يجازيه بها” ذاكرة أنها لجأت الى مواقع التواصل لتوبيخه على هجره زوجته وولديه.

أما أبو عنزة الذي فيعيش منذ تشرين الأول الماضي في محافظة دير الزور بالشرق السوري، وقبلها أطل في حسابه كثيرا، ودوّن مذكراته كطبيب يعمل “داعشيا” بمواقع التواصل الاجتماعي، وفي إحدى مداخلاته كتب: “نتسلم الكثير من حالات الإصابة بالعمود الفقري تسبب في شلل المجاهدين، لأننا نفتقر إلى جراحي أعصاب”.