IMLebanon

معارك في عكار والعين على رحبة!

akkar

 

 

تعكس الجولة على خريطة الجومة البلدية صورة المنطقة ومزاج ناخبيها المشوش بين الأحزاب والتيارات السياسية والعائلات والمناطق والحسابات الشخصية. اللاعبون في الجومة، التي تضم بلدات صغيرة إجمالاً، هم كثر، من تيار “المستقبل”، و”التيار الوطني الحر” و”القوات”، إلى القوميين والشيوعيين، فضلا عن شخصيات سياسية لها حيثيتها الخاصة وتحديدا الرئيس عصام فارس، ونواب سابقين وحاليين.

خطفت بلدة رحبة الأضواء، ليس فقط على صعيد اتحاد الجومة، وانما على صعيد كل عكار، إذ وضعت كل الاعتبارات العائلية والسياسية جانبا، لمصلحة معركة تعتبر من أشرس المعارك.

تغزو صور الرئيس عصام فارس طريق عام الجومة في عبارات تدل على دعمه للمرشح سجيع عطية، حيث تخاض المعركة باسم فارس مع التذكير بانجازاته في المنطقة، الأمر الذي رد عليه الفريق الآخر خلال اعلان لائحته، بتأكيده ان المعركة داخلية تنموية وأن فارس أكبر من ان يزج اسمه في انتخابات بلدية.

ويستعد الفريقان: رئيس البلدية الحالي مدير أعمال عصام فارس سجيع عطية (لائحة رحبة) ورجل الأعمال فادي بربر (لائحة المصالحة والانماء) لمعركة اثبات وجود، وتصفية حسابات، وذلك عقب الاتهامات المتبادلة بالفساد وشراء الذمم والمشاريع الوهمية، وللغاية أنهى كل فريق إستعدادات “ماكينته” لخوض غمار المعركة، التي تعد مقدمة للوصول الى رئاسة إتحاد الجومة.

وتشهد البلدة فرزا سياسيا وعائليا غير مسبوق كان كفيلا بإحداث شرخ داخل الأحزاب والعائلات، وهو ما تجلى بكثرة البيانات والبيانات المضادة من قبل الحزب القومي المنقسم على نفسه إذ أن رموزاً من الحزب ترشحوا على مقاعد في اللائحتين، إضافة الى دعم “التيار الوطني الحر” لـ“لائحة رحبة” والتحالف مع فارس، في حين أكدت القوات اللبنانية “أن لا مرشحين لها في هذه اللائحة”.

وينسحب جو التشنجات الى بلدة جبرايل التي تستعد لخوض معركة إنتخابية بعد فشل مساعي التوافق على شخص العميد المتقاعد زياد ابراهيم المدعوم من العميد وليام مجلي، والحزب القومي، مقابل لائحة مستقلة يترأسها جميل خوري وأديب فرح.

وفي بينو ثمة خلط أوراق حزبية وعائلية، الأمر الذي دفع مؤسسة فارس الى الطلب من مرشحيها الانسحاب والتأكيد أنها تقف على الحياد من جميع المرشحين.

وتبرز في بينو ثلاث لوائح، الأولى يرأسها رئيس البلدية الحالي فايز الشاعر وهو مدعوم من “التيار الوطني الحر” وعدد من العائلات، ولائحة ثانية يرأسها العميد جرجي وهبي وهو مدعوم من “القوات اللبنانية” وبعض العائلات، ولائحة ثالثة غير مكتملة تضم بعض المستقلين.

وتستحضر بلدات: بزبينا، تكريت إيلات، البرج، بيت ملات، عيات، ممنع، الشقدوف، الصراع التقليدي المتجذر بين العائلات على رئاسة البلدية، في حين نجحت فاعليات بلدات عكار العتيقة، ضهر الليسينة، تاشع، الشطاحة، عين يعقوب في إحلال التوافق، من دون أن يلغي ذلك المعركة مع لوائح العائلات والمستقلين.

وفي منطقة الشفت يتجه المشهد الانتخابي نحو المزيد من التعقيد والحماوة بعد تعذر التوافق في معظم البلدات، حيث تتعدد دلالات التنافس الحاد عائليا وسياسيا.

وتستعد حلبا مركز المحافظة لمعركة عائلية بين القطبين الأساسيين في عائلة الحلبي، سعيد الحلبي وعبد الحميد الحلبي، حيث يتحكم التعصب العائلي بكل مفاصل المدينة التي يتكون مجلسها البلدي من 18 عضواً، ويبلغ عدد ناخبيها نحو 8 الاف ناخب. كما تبرز لائحة ثالثة غير مكتملة برئاسة محمد الزعبي تتألف من عدد من الشبان والمثقفين في حلبا وتسعى لتسجيل موقف.

تتميز حلبا بتعدد الألوان والأطياف السياسية وإن بأحجام متفاوتة فتيار “المستقبل” هو القوة الخفية غير المنظمة، وللحزب الشيوعي مكانته العتيقة وهو الأكثر تنظيما فتصب أصواته في جهة واحدة، إضافة الى حزبي القومي والبعث (المنقسمين على اللائحتين الأساسيتين). وفي حلبا أيضاً أكثر من 1800 صوت مسيحي، ينقسمون على اللوائح الثلاث و400 صوت من البدو الرحل يحتدم الصراع عليهم من قبل جميع الأطراف كونهم يشكلون “بيضة القبان”.

في مقابل ذلك تتحضر البلدات المسيحية وتحديدا منيارة والجديدة لمعارك قاسية عنوانها خصوصيات العائلات التي لا تعير انتباهاً للانتماء الحزبي أو السياسي بفعل تغلب العصب العائلي والمحلي الذي يفرض نفسه على خارطة التوازنات.

ويحرص “التيار الوطني الحر” في البلدات المسيحية على خوض المعارك بمرونة بعيداً عن الصدامية، للتخفيف من التشنجات والانقسامات التي يمكن أن تحدث في كل بلدة.

وتعيش بلدة منيارة حالة من الغليان تحضيرا للمعركة الانتخابية المرتقبة بين لائحتين، الأولى برئاسة الرئيس الحالي أنطون عبود والذي يحظى باجماع غالبية عائلات البلدة وعدد كبير من محازبي التيار الوطني الحر، وباقي الأحزاب (قوات، شيوعيين) وبين لائحة برئاسة سليم الزهوري التي تحظى بدعم الوزير السابق يعقوب الصراف.

المعركة الأشد سخونة تنسحب أيضا على الجديدة بين لائحتي “الجديدة بالقلب” التي يرأسها الدكتور أيمن عبدالله ولائحة برئاسة فادي شبل، وسط انقسام الأحزاب الأكثر حضورا حيث وقعت الخصومة أيضاً بين العونيين و”القوات”، في اشارة الى أن الخصوصيات العائلية لها قدرتها على فرض المعارك حتى لو أرتأت الأحزاب عكس ذلك.

وتتحضر باقي بلدات الشفت: الحصنية، بقرزلا،القنطرة، كرم عصفور، حيزوق، الشيخ طابا، دير دلوم، لمعارك عائلية بخصوصيات محلية تتميز بالتزام عدد من البلدات بالأعراف المحلية لا سيما في ما يتصل بالمداورة لرئاسة المجلس المحلي ضمن البلدة الواحدة أو في البلدات المختلطة.

وفي عدبل ترتفع نسبة الحماوة الانتخابية التي تشهد طفرة ترشيحات في البلدة المعروفة بوحدة توجهها السياسي، اذ ان جميع المرشحين هم من محازبي الحزب السوري القومي الاجتماعي، وتنحصر المواجهة بين ثلاث لوائح الأولى برئاسة جابر ديب، والثانية برئاسة سليمان سمعان، وثالثة غير مكتملة.