IMLebanon

تعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا واليونان

 putintsipras
بينما لا تزال العلاقات بين موسكو والاتحاد الاوروبي متوترة، وقعت روسيا واليونان حزمة من الاتفاقات الآيلة لتعزيز التعاون الإقتصادي بين البلدين، وذلك قبل شهر واحد من قرار الاتحاد المرتقب حول العقوبات.

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقات تعاون مع اليونان خلال زيارته الاولى منذ اكثر من عام لبلد عضو في الاتحاد الاوروبي الذي يفترض ان يبت الشهر المقبل في مسألة تمديد العقوبات التي فرضت على موسكو خلال النزاع الاوكراني. ومع اقتراب موعد هذا القرار، تمارس روسيا ضغوطا وتهدد بتمديد الحظر على المنتجات الغذائية الى 2017، وهو الحظر الذي اعلنته ردًا على فرض عقوبات عليها وتسبب بفائض كبير في الربح للمزارعين الاوروبيين. وعبرت ايطاليا والمجر عن تحفظات على تمديد العقوبات التي فرضت في 2014، ما دفع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الى الاعتراف الخميس بان الامر سيكون “اصعب” هذه السنة. وتحدث شتاينماير الجمعة عن امكانية رفع “تدريجي” لهذه الاجراءات اذا تحقق تقدم “بحلول نهاية يونيو” في تطبيق اتفاقات مينسك حول النزاع الاوكراني. وقبيل ذلك، بدت مجموعة السبع في اليابان اكثر حزما بتأكيدها أن العقوبات يمكن ان ترفع “عندما تنفذ روسيا” التزامات مينسك، لكن يمكن تشديدها اذا جرى عكس ذلك. وفي لقاء مع الصحافيين بحضور رئيس الحكومة اليوناني الكسيس تسيبراس، رفض الرئيس الروسي مساء الجمعة الرد على هذا الموقف. واكتفى بالقول ان “مسألة العقوبات ليست مشكلتنا. نحن لم نفرضها بل اتخذنا اجراءات للرد عليها. عندما ترفع سنقوم بخطوات مماثلة حيال شركائنا”. وكان بوتين اكد الخميس في مقابلة مع صحيفة كاثيميريني اليونانية ان العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وروسيا “لا تواجه مشاكل لا يمكن حلها”. من جهته، اشاد تسيبراس بالعلاقات الممتازة مع روسيا. لكن اثينا التي تواصل العملية المالية مع دائنيها الاوروبيين لا تنوي الابتعاد عن تصويت عام على تمديد العقوبات. واكد تسيبراس مساء الجمعة ان “اليونان تنتمي الى الاتحاد الاوروبي وتحترم تعهداتها حيال الهيئات الدولية التي تنتمي اليها”.

حلقة مفرغة

لكن تسيبراس أدان في الوقت نفسه “الحلقة المفرغة” الحالية “للعقوبات والعسكرة وخطاب الحرب الباردة” قبل ان يؤكد ان اليونان يمكنها ان تلعب دور “جسر صداقة وتعاون” بين روسيا والاتحاد الاوروبي وبين روسيا وحلف شمال الاطلسي. ولا تزال العلاقات بين موسكو والحلف متوترة بعد نشر مكونات من الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في رومانيا. ولم تمنع العقوبات التي تتعلق بمجالات محددة، روسيا واليونان الجمعة من توقيع “حزمة كبيرة من الاتفاقات”، حسب الترجمة اليونانية لتصريحات بوتين، تتناول خصوصًا التعاون في مجال الطاقة والسياحة الروسية في اليونان. وتحدث بوتين عن اهتمام روسيا بخصخصة سكك الحديد اليونانية ومرفأ تسالونيكي. وقال يوانيس مازيس استاذ الجغرافيا السياسية في جامعة اثينا الوطنية انه “سيكون على روسيا منافسة الصين التي تقوم بشراء مرافئ مهمة”، بينها مرفأ بيريوس اليوناني. وفي اشارة ضمنية الى التحفظات الممكنة للاتحاد الاوروبي على الاستثمارات الروسية، عبر تسيبراس عن امله في الا تصطدم طلبات استدراج العروض “بعقبات اصطناعية وافكار تنم عن خوف وان تعالج بعدل”. واضاف ان “اليونان تحتاج الى استثمارات”. ويضم الوفد الروسي سبعة وزراء ورئيسي مجلسي ادارتي شركتي النفط والغاز غازبروم زروسنفت. وكان تسيبراس صرح لبوتين ان “تعزيز العلاقات بيننا خيار استراتيجي”، بينما تقوم اليونان التي شهدت تحسنا واضحا في علاقاتها مع دائنيها في الاشهر الاخيرة “بطي صفحة التشكيك ويمكنها ان ترى بتفاؤل آفاق الانعاش”. ويقوم بوتين بزيارته في اطار السنة الروسية اليونانية التي ينظمها البلدان لمناسبة الاحتفالات بالذكرى الالف للوجود الروسي في منطقة جبل اثوس النسكية في شمال اليونان، احد اهم المواقع الدينية الارثوذكسية المشتركة بين البلدين. وكان الرئيس الروسي توجه الى باريس اواخر عام 2015 للمشاركة في مؤتمر “كوب 21″، لكن زيارته أثينا هي اول زيارة ذات طابع ثنائي لبلد في الاتحاد الاوروبي منذ زيارته المجر في فبراير 2015.