IMLebanon

الاستقرار الأمني يُحفّز على زيادة عدد السيّاح هذا الصيف

resto-beirut

لم يستسلم القطاع السياحي يوماً أمام التهديدات والظروف الصعبة التي مرت وما زالت تمر على لبنان. فالتعويل يبقى على المواسم السياحية الجديدة وعلى المناسبات والأعياد التي قد تعوّض عن القطاع جزءاً من الخسائر التي تراكمت منذ العام 2010 من دون توقف.

يسعى القطاع بكل مكوّناته الى الاستفادة من حلول شهر رمضان وإنطلاق فصل الصيف وبداية العطل في الخليج لزياد إيراداته وتوفير بعض السيولة التي تساعده على الصمود أكثر لفترة أطول. أرقام وزارة السياحية تبشر بالخير، فقد ارتفع عدد السيّاح الوافدين إلى لبنان 6,73% خلال نيسان 2016 إلى 122431 سائحاً مقارنة بـ 114708 سيّاح في آذار الماضي. وتشكل أرقام شهر نيسان وحده زيادة سنوية بنسبة 4,9% مقارنة بعدد السيّاح الوافدين في الفترة ذاتها من العام الماضي حين بلغ 116703 سيّاح. أما على صعيد تراكمي، فقد ارتفع عدد السيّاح 7,52% سنويّاً إلى 428947 سائحاً خلال أول 4 أشهر من هذه السنة.
رصّت النقابات السياحية صفوفها ووضعت الخطط لهذا الموسم، تاركة بذلك فسحة أمل كبيرة بموسم سياحي جيد يختلف عن المواسم السابقة نتيجة اسباب عدة. وتؤكد أوساط النقابات أن الاوضاع الأمنية المستقرة في لبنان والمشتعلة في المنطقة، وإنجاز الانتخابات البلدية من دون إشكالات تذكر، إضافة الى الأزمات التي تعصف بالعديد من الدول التي كانت تجذب السيّاح في السابق مثل مصر وتركيا وغيرهما، كلها عوامل من المتوقع أن تصبّ في صالح السياحة في لبنان. وبحسب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي، المطلوب من مكاتب السفر والسياحية التي تروّج للدول التي تقدم تذاكر سفر وإقامات بأسعار مخفضة نتيجة الأزمات التي تعصف بها وعلى رأسها شرم الشيخ في مصر وتركيا وقبرص والجزر اليونانية وغيرها، أن تقدم أيضاً ترويجاً وعروضاً سياحية تنافسيّة لزيارة لبنان وتسويقه عالمياً. ويتمتع لبنان وفق الرامي بمقومات أفضل من التي تتمتع بها هذه الدول، من مواقع أثرية الى منتجعات سياحية ومطاعم وملاه ليلية ومطبخ لبناني متميّز عالمياً، وبرامج سياحية لا تعد ولا تحصى ومهرجانات من المتوقع أن يتخطى عددها هذه السنة الـ 100 مهرجان في معظم المناطق. وفي ما يتعلق بحملة “صيّف في لبنان” التي أطلقتها النقابة، يعتبر الرامي أنها تهدف الى تحفيز اللبنانيين للبقاء في لبنان والاستمتاع بالسياحة الداخلية هذا الصيف. وفي سياق آخر، وقّعت النقابة مع MKElectronics وهي الوكيل المعتمد لشركة Beinsports، اتفاقاً يتم بموجبه “اعطاء باقات Beins الرياضية وخصوصاً بالنسبة الى بطولة كأس اوروبا في كرة القدم التي تنطلق في 10 حزيران إذ تأخذ الشركة في الاعتبار مساحة المطعم وعدد كراسيه والمنطقة الموجود فيها بأسعار مدروسة تمكن روّاد المطاعم من متابعة هذه الرياضة فيها. وقد تم الاتفاق على “حسم 10% للمطاعم المنتسبة الى النقابة، ما يخفض عنها التكاليف ولا يحمل أي تكلفة إضافية لرواد هذه المطاعم. ويعرب الرامي عن تفاؤله بموسم الصيف معوّلاً على استمرار الخطاب السياسي المعتدل والظروف الامنية المستقرة، ومشدداً على أهمية الكلام الذي أطلقه السفير السعودي علي عواض عسيري خلال العشاء الأخير الذي استضافته السفارة في بيروت، حين قال أن المملكة لا تمانع من عودة السعوديين الى لبنان، ما يبشّر خيراً بمستقبل العلاقات بين البلدين وعودة قريبة للسائح السعودي الى لبنان.
يؤيد نقيب الشقق المفروشة في لبنان زياد اللبان نسب التفاؤل التي أعرب عنها الرامي، إذ توقع أن ترتفع حركة قطاع الشقق المفروشة بدءاً من منتصف شهر رمضان عند قدوم السياح العرب وعائلاتهم لتمضية العيد في لبنان وفترة ما بعد الأعياد. وبحسب اللبان كل الظروف الايجابية متوافرة حالياً لإستقطاب السيّاح، وعلى رأسها الاستقرار الأمني والسياسي. وتشير أرقام نقابة السفر والسياحة الى أن نسبة الحجوزات على الرحلات الجوية المتجهة الى لبنان بدءاً من منتصف حزيران الجاري تجاوزت الـ 90%، فيما تشير كل التوقعات الى تخطيها نسبة الـ 100% في الايام المقبلة ما قد يدفع بالعديد من شركات الطيران العربية والاجنبية الى زيادة رحلاتها الى بيروت.
أما القطاع الفندقي، فالنسب التي سجلها في الأشهر القليلة الماضية كانت مقبولة، إذ أظهر تقرير “إرنست أند يونغ” أن نسبة إشغال الفنادق الاربع والخمس نجوم في بيروت وصلت في نيسان إلى 55%، كما حظيت بيروت على سادس أعلى نسبة إشغال فندقي عند 54% بين عواصم المنطقة. وتشير أرقام وزارة السياحية إلى أن السياح الأوروبيين تصدّروا قائمة الوافدين الى لبنان في الأشهر الأربعة الأولى من هذه السنة، إذ تخطى عددهم الـ 143200 سائح اوروبي ما يشكل 33,38% من مجموع الوافدين خلال هذه الفترة. وإنطلاقاً من أهمية تحفيز السائح الاوروبي الذي يزور لبنان للسياحة الدينية، زار الأمين العام لنقابة اصحاب الفنادق في لبنان وديع كنعان برفقة وفد يمثل خمس شركات عالمية للسياحة والسفر تعنى بالسياحة الدينية، دير مار مارون عنايا والتقوا رئيسه الأب شربل بيروتي، وجرى بحث في تعزيز حركة السياح الاوروبيين الى لبنان الذين يرغبون في زيارة الأماكن الدينية. وتم الاتفاق على التواصل والعمل على توفير تقديمات للمجموعات السياحية الراغبة في المجيء من خلال تقديمات تحفيزية بالتنسيق والتعاون مع وزارة السياحة. وفي سياق متصل، يتوقع كنعان أن يكون الموسم السياحي على مستوى السياحة الداخلية جيداً وافضل من العام الماضي.