IMLebanon

دفعة استثمارية قوية تتلقاها «أوبر» في عيد ميلادها السادس

Uber

ليزلي هوك – لورين فيدور

“أوبر” أصبحت للتو في السادسة من العمر وتلقت استثمار سعودي في عيد ميلادها رائع جدا: استثمار بقيمة 3.5 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية في السعودية. وهو أكبر استثمار وضع في شركة ناشئة على الإطلاق.

هذه الصفقة تؤكد جمع الأموال المحموم الذي يحيط بالشركات الناشئة الخاصة باستدعاء سيارات الأجرة، ويرسخ موقف “أوبر” باعتبارها أكبر شركة في العالم مدعومة برأس المال المغامر.

الاستثمار الجديد يجعل الأموال التي جمعتها الشركة تصل إلى أكثر من 13.5 مليار دولار، بما في ذلك سندات قابلة للتحويل – أكبر بكثير مما تجمعه معظم المجموعات حتى في عمليات الاكتتاب العام الأولي.

المحادثات بين أوبر وصندوق الاستثمارات العامة السعودي بدأت في أوائل آذار (مارس). وسافر ديفيد بلوف، كبير المستشارين وأحد أعضاء مجلس الإدارة في الشركة، إلى المنطقة هذا الشهر.

وسيملك صندوق الاستثمار السعودي نحو 5 في المائة من الشركة وسيشغل ياسر الرميان، مدير عام الصندوق، مقعدا في مجلس إدارة “أوبر”.

الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها، والتي تعمل في 68 بلدا، تنفق بشكل كبير لكسب حصة سوقية أكبر في الصين والهند، فضلا عن التوسع إلى مدن جديدة. وتعكف أيضا على تمويل مبادرات بحثية مثل برنامج السيارة دون سائق الخاص بها، وشراء مبان مكتبية في منطقة خليج سان فرانسيسكو، وتطوير منتجات مثل “أوبربول” الذي يسمح للمستهلكين بمشاركة ركوب السيارة مع آخرين مقابل سعر أرخص.

ومهمة الشركة، بحسب تعبير ترافيس كالانيك، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك، هي توفير “نقل يمكن الاعتماد عليه مثل المياه الجارية، في كل مكان وللجميع”.

وتأتي السيولة الجديدة في وقت توجد فيه الشركة الصينية المنافسة “ديدي تشاكسنيج” في منتصف عملية جمع تمويل خاصة بها. ففي الشهر الماضي أعلنت شركة استدعاء سيارات الأجرة المهيمنة في الصين عن التزام بقيمة مليار دولار من شركة “أبل”، أكبر استثمار أقلية لصانعة “آيفون” على الإطلاق. وعلى الرغم من أن “ديدي” لا تعمل سوى في الصين، إلا أنها مشغولة بتوقيع اتفاقيات شراكات واستثمار مع الشركات المنافسة لأوبر في الأسواق الأخرى، بما في ذلك “ليفت” Lyft في الولايات المتحدة، و”أولا”Ola في الهند و”جراب” Grab في جنوب شرقي آسيا.

حقن 3.5 مليار دولار في “أوبر” يشير إلى المنافسة الشرسة بين الشركة ومنافساتها. وتملك “أوبر” الآن المزيد المال لإنفاقه على الدعم للسائقين والخصومات للزبائن بهدف القضاء على المنافسين وكسب حصة سوقية. وفي صناعة النقل هناك جائزة كبيرة لكونك الأكبر في أي سوق لأنه يغلب على الخدمة التي لديها معظم الركاب والسائقين أن تكون أكثر كفاءة.

و”أوبر” هي الرائدة في السوق في أمريكا الشمالية وأجزاء كبيرة من أوروبا، لكنها تواجه شركات منافسة محلية قوية مثل “ديدي” في الصين و”أولا” في الهند.

وأثارت أحدث عملية لجمع التمويل تساؤلات حول ما إذا كانت “أوبر” ستقرر إجراء عملية اكتتاب عام أولي، وهي أحد الطقوس التقليدية للانتقال من الطفولة إلى مرحلة البلوغ بالنسبة لشركة ناشئة بحجمها. ولم تشر الشركة إلى متى يمكن أن تطلق مثل هذه العملية، لكنها أصدرت في عام 2015 سندات قابلة للتحويل تعرض الشركة للعقاب تدريجيا إذا لم تدرج أسهمها في البورصة في غضون عام.

ويمكن أن يكون تأخير عملية الاكتتاب العام الأولي في مصلحة “أوبر”، خاصة مع السيولة الجديدة التي في متناولها، في الوقت الذي تخوض فيه معارك تنظيمية في أنحاء العالم كافة. وقد يكون من الصعب أكثر على شركة التعامل مع مثل عدم اليقين هذا عندما تكون شركة عامة – ومن الصعب على المستثمرين العامين تقييمها.

وفي حين أن بعض البلدان والمدن أقرت أنظمة لمشاركة ركوب السيارات تسمح لشركة أوبر بالعمل، إلا أن الخدمة أيضا تواجه حظرا وأحيانا معارضة عنيفة من قطاعات سيارة الأجرة المحلية.

لكن بعضهم يرى في الاستثمارات الخارجية دليلا على أن بيئة جمع التمويل في وادي السليكون أصبحت أكثر صعوبة، حتى بالنسبة لأوبر، في الوقت الذي تتراجع فيه شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

يقول ماكس وولف، كبير مختصي الاقتصاد في “مانهاتن فينتشر بارتنرز”: “حتى وقت قريب كانت أوبر تصد المستثمرين بما لديها من تقييم متصاعد. الآن يبحثون لفترة أطول وأصعب و[يتفقون على صفقات] ضمن شروط أكثر صرامة”.

وتقول “أوبر” إن الاستثمار السعودي هو متابعة للسلسلة G من جولة جمع التمويل الخاصة بها، التي بدأت في أيلول (سبتمبر) الماضي ومنحت الشركة قيمة بمقدار 62.5 مليار دولار، بخلاف الأموال التي تم جمعها. وجلبت الجولة ما يزيد على خمسة مليارات دولار من المستثمرين، بما في ذلك مجموعة ليتروان للملياردير الروسي ميخائيل فريدمان، ومحرك البحث، بايدو، في الصين.

ولم يتغير تقييم “أوبر” منذ ذلك الحين، ومن غير المألوف إلى حد ما بالنسبة لشركة مدعومة برأس المال المغامر أن تلجأ إلى مثل هذه المتابعة الكبيرة بدلا من جمع المال في عملية تقييم جديدة.

ومن أجل أن نضع عملية جمع التمويل في أوبر في منظور مناسب، تجدر الإشارة إلى أن عملية الاكتتاب العام الأولي لشركة جوجل – عندما كانت في السادسة، عمر أوبر نفسه الآن – جمعت ملياري دولار. وكانت “جوجل” قد جمعت 25 مليون دولار من القطاع الخاص قبل أن تصبح شركة عامة.

وعلى الرغم من أن أحدث استثمار لا يشتمل على ترتيبات شراكة محددة، إلا أنه يساعد أوبر خلال فترة تتسم بالتوسع السريع في المنطقة.

وتثير مليارات الدولارات التي تم ضخها في “أوبر” وديدي تشاكينج في الأسابيع الأخيرة تساؤلات حول الجدوى من الشركات الأصغر لمشاركة ركوب السيارات ومشاركة سيارات الأجرة.

إحداها هي شركة كارهو Karhoo، تطبيق مقارنة سيارات الأجرة الذي جمع ما لا يقل عن 250 مليون دولار وانطلق مع شبكة تبلغ 30 ألف سيارة في لندن الشهر الماضي.

وشدد دانييل إيشاج، الرئيس التنفيذي للشركة، على أنه “لا يتنافس مع أوبر وما يسمى تطبيقات الشبكة الواحدة الأخرى، لأن شركته تعتبر بمنزلة سوق لعدة خدمات لسيارات الأجرة وسيارات الأجرة الصغيرة “ميني كار” بدلا من كونها أسطولا واحد.

وقال: “إن تطبيقات الشبكة الواحدة تحتاج إلى رأس مال كبير جدا، لكن كارهو باعتبارها شركة تجميع، لا تملك قاعدة التكاليف نفسها”. ووصف شركته بأنها “أنموذج يتمتع بكفاءة عالية”.

بياترس جونزاليز، المدير الإداري لـ “سيا فينتشرز”، التي استثمرت ثمانية ملايين دولار في تطبيق شركة كابيفاي التي يوجد مقرها في مدريد، توافق على أنه هناك مجالا لموطئ قدم مميز في الأسواق حيث لا يزال على أوبر ومنافساتها الكبار بناء نطاق أكبر.

وقالت: “من الواضح أن أوبر ضخمة ولديها الكثير من المال، لكنها لا تستطيع القيام بعمل جيد في كل مدينة”. “كابيفاي” التي ضمنت استثمارا آخر بقيمة 12 مليون دولار من مجموعة التجارة الإلكترونية اليابانية “راكوتين” في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كانت قادرة على التفوق على أوبر في بعض الأسواق بسبب اللغة والمزايا التنظيمية.

في مدريد، مثلا، كانت أوبر محظورة منذ عام 2014 حتى وقت سابق من هذا العام. وتوسعت الشركة الإسبانية أيضا بسرعة في أمريكا اللاتينية، وهي الآن تستهدف تحقيق إيرادات تبلغ 200 مليون دولار هذا العام.

لكن باولو بيسكاتور، المحلل في “سي سي إس إنسايت”، تراوده شكوك في أن الداخلين الجدد سيكونون قادرين على منافسة أوبر على المدى الطويل. وقال إن هناك احتمالات أن تتمكن الشركات الأصغر من “الانتقال إلى مناطق متخصصة، مثلا إلى مدن أو بلدات محددة لا تغطيها أوبر”، لكن “الأمر صعب جدا بالنسبة للاعبين الصغار”.

“عندما ترى أمثال أوبر الرائدة في السوق مع هذه الجولة الأخيرة من الاستثمار، فهذا يثير بالتأكيد مسألة حول دخول أي لاعب جديد إلى السوق”.