كشفت شبكة (REN21) لسياسات الطاقة المتجددة، عن تقريرها العالمي لمصادر الطاقة المتجددة 2016. وهي شبكة تهدف إلى تعزيز التواصل بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات البحثية والأكاديمية والمنظمات الصناعية العالمية، لتبادل المعلومات وتطوير هذا المجال.
كما شهد عام 2015 اتفاقات عالمية رفيعة المستوى، وإعلانات تتعلق بالطاقة المتجددة. وعلى الرغم من استمرار انخفاض أسعار الوقود الأحفوري، إلا أن هذا القطاع حقق زيادة إنتاجية قدرها 147 غيغاواط خلال عام 2015 -وهي أكبر زيادة سنوية على الإطلاق. كذلك سجلت طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية الشمسية(PV) رقماً قياسياً للعام الثاني على التوالي، وبلغ معدل إنتاج الطاقة 1849 غيغاواط عالمياً، بزيادة 8.7٪ عن عام 2014. أما معدل إنتاج الطاقة الكهرومائية فحقق زيادة قدرها 2.7٪ بواقع 1064 غيغاواط، ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى بنسبة 18٪ بواقع 785 غيغاواط.
فيما شهد عام 2015 التزامات كل من مجموعة الـ7 الكبار (وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية) ومجموعة الـ20 (الحكومات ومحافظو البنوك المركزية) لزيادة انتشار الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءتها. لكن الحدث الأهم الذي شهده هذا العام كان في كانون الأول الماضي “اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخ (UNFCCC)” في “الدورة الـ21 لمؤتمر (COP21)” في باريس، حيث وافقت 195 دولة على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بأقل من درجتين مئوية. كما تعهدت غالبية البلدان برفع مستوى الطاقة المتجددة وتفعيلها.
وقد تصدرت الطاقة الكهروضوئية الشمسية(PV) القدرة الإنتاجية مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى، حيث بلغ معدل النمو العالمي 42٪ سنوياً على مدى السنوات الـ5 الماضية. بينما واصل قطاع الطاقة الشمسية(CSP) نموه بقوة أيضاً، بمعدل نمو سنوي قدره 35٪ خلال السنوات الـ5 الماضية. كذلك زادت إنتاجية الطاقة الكهروضوئية الشمسية بنسبة 50 غيغاواط لتحقق رقماً قياسياً جديداً قدره 227 غيغاواط. ولا تزال الطاقة الكهروضوئية الشمسية تنمو بمعدل أسرع من طاقة الرياح، لكن طاقة الرياح مل تزال تسهم بالجزء الأكبر من الطاقة الإنتاجية العالمية وقدره 433 غيغاواط في نهاية عام 2015 .
كما تشكل الطاقة المتجددة ما نسبته 19.2٪ من إجمالي الاستهلاك العالمي للطاقة في عام 2015. وهذا لم يتغير نسبياً في السنوات الأخيرة على الرغم من معدلات النمو السريعة. أما مصادر الطاقة المتجددة الحديثة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكتلة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية، فتشكل ما نسبته 1.4٪ من الاستهلاك العالمي للطاقة (1.2٪ في عام 2012). وهذا يوضح إحدى العقبات التي تمنع حلول الطاقة المتجددة مكان الوقود الأحفوري؛ فالنمو العالمي الإجمالي في استهلاك الطاقة أكبر من مصادر الطاقة المتجددة. وبالتالي تمثل مصادر الطاقة المتجددة جزءاً صغيراً من الصورة الإجمالية للطاقة. ولهذا ليس متوقعاً أن تحل الطاقة المتجددة محل الوقود الأحفوري في وقت قريب.