IMLebanon

بولس: هذا هو موقفي من الانتخابات البلدية في زغرتا والقضاء

jawad-boulos

 

 

أبدى النائب السابق جواد بولس ملاحظاته بشأن الانتخابات البلدية والاختيارية في زغرتا وقرى بلدات الزاوية.

وكتب بولس على صفحته الخاصة على موقع “فايسبوك” بيان جاء فيه، أنه أيد التوافق في الاستحقاق البلدي منذ البداية. وكان موقفه منسجما مع ما صبوت اليه في انتخابات العام 2010 حيث كان أول من طرحه من باب فصل السياسة عن الانماء. وكانت النتيجة آنذاك رفض “المردة” للتوافق وتم الذهاب إلى انتخابات اثتبت لكل عاقل أن الصراع الشرس والمفتوح ذو الطابع السياسي يترجم بلديات هشّة وفاشلة ومطعون في صفتها التمثيلية وغير قادرة على تحقيق الانماء. وهذا ما انسحب على بلدية زغرتا رغم الجهود التي بذلها رئيس البلدية الراحل توفيق معوض (الذي أحيي روحه) ورئيس البلدية شهوان معوض وفريق عمله. وتبقى هذه الحقيقة غير قابلة للنقاش: أن التشكيلة التي توضع ضمن إطار توافقي تميل في تكوينها إلى أشخاص لامعين وكفوئين ومقبولين من الجميع يأتون بموافقة الجميع لخدمة الجميع. وهذا ما حصل في زغرتا.

وأضاف: “في ظل انهيارالمعسكرين السياسيين (8 و14 آذار) في لبنان، لم أجد معنى لخوض معركة تحت لواء الانتماء إلى هذين الاصطفافين. وأمام هذا الواقع، لم ار فائدة في خوض معركة “عشائرية” في زغرتا لا طعمة لها ولا معنى. لذلك رأيت من الأفضل أن نخوص تجربة التوافق التي توافرت ظروفها تحت سقف انمائي بحت. وهذا ما حصل”.

وأوضح بولس أن إن التوافق الذي تم التوصل إليه لم يبنَ فقط على أشخاص بل أيضا على مشروع. وهذا المشروع قوامه الآتي: التخطيط لمستقبل كل من زغرتا واهدن، وإعادة هيكلة البلدية وتجهيزها وتمكينها لتصبح جهازا فعالا للحكم المحلي وإصلاح ما اعوجّ فيها على مدى السنوات ووضع الأولويات وبرنامج زمني محدد لتنفيذ المشاريع الناجمة عن التخطيط. وقد وضعت التشكيلة التوافقية برنامجا رصد له كل من ميشال معوض وطوني فرنجية مصداقيته عبر ترشيح زوجة الأول ووالدة الثاني الأمر الذي يدل على التزام عميق”.

وتابع: “زاد من اقتناعي بضرورة التوافق واقعة انحلال مؤسسات الدولة وتدهور الاقتصاد المستمر والذي سيستمر طالما تواجد السلاح غير الشرعي فبات واضحا أن المجالس البلدية الآتية ستضطر إلى البحث عن مصادر تمويل مستحدثة من دون الاتكال على خزينة الدولة المفلسة أو الضرائب والرسوم التي بات المواطن عاجزا عن دفعها وأن إقناع هذه المصادر بتمويل مشاريع انمائية أساسه أن تحظى البلدية على موافقة كل الأطراف وأن لا تكون تصادمية أو فئوية أو مسيّسة لصالح فريق ضد فريق”.

وأشار بولس إلى انه سعى منذ البداية إلى اشراك وجوه انضمت لاحقا إلى “لائحة الانماء” إلى اللائحة التوافقية بغية تمثيل هذه المجموعة في التشكيلة البلدية المحسوم نجاحها لأن الهدف هو تحقيق الانماء لزغرتا واهدن ومن المستحب ولوج هؤلاء الاشخاص المجلس البلدي. وأبدى عن أسفه لأن هذا الهدف لم يتحقق بالرغم من جهودي وذلك لأسباب تتعلق بالجميع وبشكل خاص في رغبة أعضاء لائحة الانماء خوض غمار التجربة الانتخابية وربما السياسية لأن كل شيء بالنتيجة، سياسة.

وقال: “قدمت شخصيا كل التسهيلات بعيدا عن منطق المحاصصة بغية انجاح هذه التجربة لان زغرتا تستأهل وذلك بالرغم من الانتقادات التي انهمرت عليّ. كلنا نربح إذا ربحت زغرتا. هذه التشكيلة تمثلني بكافة أعضائها وليس فقط بمن هم من عائلتي (أو ما يستحلي البعض تسميته “حصتي”).

ولفت إلى أن التوافق أتاح في زغرتا بروز لائحة اعتراضية شهدت لحوية المجتمع الزغرتاوي وتنوعه وافتخربأن هذه اللائحة خاضت التجربة ضمن اجواء من الحرية وأسمعت صوتها وعرضت برنامجها وحصدت نتائج ملفتة. أعتقد صدقا أن أجواء التوافق جعلت معركة اللائحة “الاعتراضية” ممكنة وأن هذه المعركة كانت لتكون أصعب بكثير في لو سادت الساحة اجواء من الاحتقان.

وأضاف: “أيدت التوافق في بلدية زغرتا، أيدته على مستوى القضاء برمته على أن يشمل أكبر عدد ممكن من القيادات السياسية والأحزاب وهذا ما سعينا إليه فجاء التوافق ليضم الجميع ويشمل غالبية قرى وبلدات القضاء. وبهذا نكون ابتكرنا نموذجا لتواقفات جدية وموجهة نحو تحقيق مصالح المجتمع المحلي وصون مصالح الناس. فالسياسة في مكان يجب أن تكون لخدمة المجتمعات فيما المطلب الانمائي هو مطلب عام. أنه لداعي فخر لي أننا حاولنا أن نحقق في زغرتا والقضاء نمطا جديدا من المشاركة مع التعاون (اي ليس على اسس “المحاصصة”) وذلك من دون المس بالحق في التعبير الديموقراطي. إنه انجاز ضخم يستحق التوقف عنده.

وأوضح بولس أنه  كان واجب النظر إلى الصورة الكبرى على صعيد القضاء ونضع الأسس الكفيلة بصون مبادئ العيش المشترك الذي يحتاج إلى تنظيم لمصلحة الجميع. ورأى أن دور البلديات في هذا المجال مهم وأساسي، وقد دفعه هذا المنطق بالاندفاع باتجاه التوافق على لوائح مشتركة في كل القضاء كما أسلفت ولكن بشكل خاص في بلدات مجدليا ورشعين وأرده وعشاش وعلما والفوار فضلا عن زغرتا. وأشار إلى انه دعم مبدأ اللائحة المشتركة في رشعين واسف للمعركة في كل من ارده وعشاش وفرح للتوافق في مجدليا وعلما ولفوز لائحة رئيس بلدية مرياطة العزيزة الاستاذ محمد عجاح.

وقال: “أتاح التوافق في زغرتا الاتفاق على شخصية لامعة لاستلام مهام رئيس أتحاد البلديات في زغرتا هو الشيخ حبيب طربيه. سيكون دور الاتحاد محوري في تحقيق الانماء في منطقتنا ومن الضروري أن يكون بإدارة شخص من هذه الطينة، مترفّع، صاحب تجربة لامعة في عالم الإدارة والأعمال، له علاقات محلية ودولية واسعة، ومتمرّس في العمل البلدي (في بلدته سبعل). وجود هذا الشخص في هذا الموقع هو مكسب كبير للجميع”.

وتابع: “لا بد من تقدير جهود الحليف والصديق ميشال بك معوض الذي راعى كل التوازنات وتحمل الكثير من كثر من أجل تحقيق الوفاق وشريكه في المفاوضات الزعيم الشاب طوني بك فرنجية الذي قبل المخاطرة بـ”كسر النظام” القائم والاقرار بضرورة ابتكار نموذج أفضل للعمل البلدي والانمائي على مدى قضائنا وآسف لبعض الأخطاء التي حصلت ونكث البعض بالوعود التي تدل، أن دلت على شيء، على “نقزة” من أجواء الرخاء التي ظلّلت العملية برمّتها والتي ارحّب بها وأدعو لها بالنمو والاستمرار. كذلك انوه بالدور الإيجابي والبنّاء والمسؤول الذي لعبته معراب ومساعي المسؤولين في التيار الوطني الحر لتشجيع التوافق وانجاحه على وجه العموم.

وختم: “بالنهاية أهنئ لائحة “معا لزغرتا واهدن” ورئيسها الصديق الدكتور سيزار باسيم ونائب رئيسها المهندس غسان طيون كما أهنئ لائحة “انماء زغرتا” وخاصة رئيسها المهندس ميخائيل دويهي لأدائها الرائع وأهنئ رؤساء البلديات الفائزين والأعضاء والمخاتيرمع تمنياتي لهم بالتوفيق مؤكدا للجميع أن من ليس له جذور فلا حاضر له، ولا مستقبل”.