IMLebanon

أزمة التمويل العالمية في الشركات الناشئة

Finance
جيمس غيانكوتي

شهدنا في الربع الأول من العام الحالي، تراجعاً ملحوظاً في التمويل المتدفق إلى الشركات الناشئة -تراجع ربع سنوي بنسبة 8% من الربع الرابع 2015 حتى الربع الأول 2016- فتواترت الأخبار السلبية التي تناولت الموضوع ذاته حول العالم، وأثرت هذه الأحداث على الوضع المالي لحملة الأسهم العاديين في الشركات الناشئة. لكن في الواقع، قد ينتج عن هذه السلبية التي تحيط بمشهد التمويل الرأسمالي الدولي، إلى جانب انخفاض قيم الشركات الناشئة مؤخراً، بيئة أفضل للشركات الناشئة.

تنامي ثقة المستثمرين

فيما تحظى منطقة وادي السيليكون بالإعجاب، لكونها موطن العديد من شركات التكنولوجيا الناشئة والمشهورة، مثل: (Google) و(Facebook) و( LinkedIn) و( Twitter). لكن هذه الشركات لم تكن في مأمن من الانهيارات التي تتعرض لها سوق الأسهم على أي حال، فقد تسبب تعثر الأسهم المدرجة في سوق (NASDAQ) بتراجع التمويل الحالي للشركات الناشئة.

كما لوحظ انخفاض كبير في قيم بعض شركات التكنولوجيا الناشئة، كشركتي (LinkedIn) و(Twitter) منذ شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، بانخفاض أسعار أسهمهما بنسب 49% و51% على التوالي، كذلك حدث تراجع كبير بنسبة 17% حتى في مؤشر (NASDAQ) خلال آخر هبوط له في شهر فبراير/شباط 2016، مقارنة بشهر نوفمبر/ تشرين ثاني من عام 2015. مما أدى إلى تنامي المخاوف في سوق إصدار الأسهم أو السوق الأولية. وليس من الغريب اتخاذ (Fidelity Investments) قراراً بخفض تقييمات 19 شركة خاصة، كان الصندوق قد استثمر فيها سابقاً بنسب تتراوح بين 5% و38%، أي بمعدل 15.5%.

ومع هذا التراجع، تساءل المستثمرون حول الأساسات والقواعد التي بنيت عليها تلك الشركات الناشئة: هل توصف نماذج أعمالها بأنها مستدامة؟ وهل تعود على المسهمين بأرباح كافية؟ لا شك في أن هذا القلق أضعف ثقة المستثمرين في الشركات الناشئة، ودفعهم إلى الاستعانة بمصادر بيانات مختلفة، مثل: المعرفة، والخبرة العملية، والتحليلات، ووجهات النظر الموثوقة، بهذه الأدوات، ليعينوا أنفسهم على اتخاذ قرارات استثمارية صائبة.

من ناحية أخرى، كانت الصين من أكبر مستثمري شركات التكنولوجيا الناشئة، تساعدها في ذلك سيولتها النقدية الضخمة. مع ذلك تعاني الشركات الناشئة الصينية اليوم من أضرار بالغة، بسبب الضغوطات المتنامية على تقييماتها وضعف ثقة المستثمرين. وقد تجاوز انخفاض التمويل الاستثماري الرأسمالي للشركات الصينية نسبة الـ50%، فمن 10.2 مليار دولار عام 2015 إلى 4 مليارات دولار في الربع الأول من عام 2016، وهو تفاوت هائل إذا ما قورن بمعدل الانخفاض العالمي البالغ 8% فقط.لكنها ليست النهاية، فما حدث سيسهم في ترسيخ أسس أفضل وأكثر ديمومة. وبالرغم من التباطؤ الملحوظ الذي شهده الربع الأول من عام 2016، إلا أنه من غير المتوقع استمرار التراجع خلال ما تبقى من هذا العام.

كما ظهرت دلائل على التعافي من خلال بعض الصفقات المهمة مؤخراً، مثل إنفاق (Alibaba1) مليار دولار للسيطرة على (Lazada)، واستثمار (Apple) 1 مليار دولار في (Didi Chuxing). في هذه الأثناء، من المتوقع أن تسهم الأذرع الاستثمارية للشركات الرائدة مثل: (Tencent) و( Softbank) و( Alibaba) لإنعاش مناخ التمويل الرأسمالي الآسيوي الصعب في الوقت الراهن.

وفي الأحوال جميعها، يبقى نموذج الأعمال القوي والمنتج الذي يتصف بالديمومة والرسوخ، أمران ضروريان لنجاح الشركات الناشئة في الحصول على التمويل المطلوب.