IMLebanon

الجميّل: “سأريهم نجوم الظهر…”!

kataeb

 

 

كتب عماد مرمل في صحيفة “السفير”:

لم تقنع استقالة وزيري «الكتائب» القوى السياسية التي تتكون منها الحكومة، وهناك بين الوزراء من يتناول قرار الحزب بقسوة، في المجالس الخاصة، حيث ذهب أحدهم الى القول إن الحزب أطلق النار على نفسه في معرض المزايدة على الآخرين، لافتا الانتباه الى أن «الكتائب» كان يتمثل في الحكومة بثلاثة وزراء، وهذه الحصة هي اكبر من تلك التي حصلت عليها أطراف وازنة كـ «حركة أمل» و «حزب الله» و «الحزب التقدمي الاشتراكي» و «التيار الوطني الحر».

ويتساءل الوزير ذاته: أين الحكمة في التفريط بهذا الموقع الذي كان يسمح لـ «الكتائب» بخوض معاركه ورفع صوته الاعتراضي من داخل الحكومة، فإذا به يلغي دوره وتأثيره طوعا بانتقاله الى خارجها؟

أما «الكتائب» فهو ماض في استقالته بكل أبعادها، على الرغم من الدعوات التي وُجهت اليه للتراجع عنها، بل إن رئيسه النائب سامي الجميل نصح رئيس الحكومة بأن يحذو حذو الحزب، ويبادر هو ايضا الى الاستقالة.

وتؤكد مصادر قيادية في «الكتائب» أن قرار الاستقالة أتى بعد درس معمّق، وهو ليس ابن ساعته ولا وليد انفعال عابر، مشيرة الى ان الجميل أعطى كل الفرص لإمكانية التغيير من الداخل، وعضّ على الجرح مرارا لعل شيئا ما يتبدل في سلوك هذه الحكومة مع مرور الوقت، لكنه وصل في نهاية المطاف الى طريق مسدودة، فكان لا بد من اتخاذ الموقف المناسب الذي ينسجم مع ثوابت «الكتائب» وقناعاته.

وتلفت المصادر الانتباه الى ان الجميل صبر كثيرا على منطق الصفقات والسمسرات المعتمد في مجلس الوزراء، وهو كان يأمل في ان ينفع الضغط من قلب الحكومة في تعديل مسارها وتصويبه، إلا انه اكتشف ان من العبث التعويل على صحوة تعالج الخلل المتراكم، بعدما ثبت له ان «الملقّ فلتان»، ولذا قرر ألا يعطي براءة ذمة لهذا الوضع المستمر منذ مدة طويلة، على قاعدة: «اسكتلي لإسكتلك»..

ووفق المصادر، فإن الجميل بات على قناعة بأن استمرار هذه الحكومة أصبح مضرّاً للبنان أكثر مما هو مفيد له، لا سيما أن البعض بات يتلطى خلف وهم عدم امكانية الاستغناء عنها ليمعن في الارتكابات والمخالفات وهو مطمئن الى انه باق في موقعه، «ولعل استقالة وزيري الكتائب تشكل صدمة إيجابية من شأنها اسقاط هذه المعادلة المفتعلة التي شجعت على اتساع مظاهر الفساد».

ولا تعتبر المصادر الكتائبية القيادية ان سقوط الحكومة سيكون قفزة في المجهول، مشيرة الى ان البديل جاهز ويكمن في النزول الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام العام الى جسم الدولة، مشددة على انه لا يمكن لهذا الهريان ان يستمر من دون ان يحرك أحد ساكنا.

وتؤكد ان الجميل يرفض ان يكون جزءا من الامر الواقع السائد، لافتة الانتباه الى انه لم يترأس «الكتائب» حتى يشبه غيره، ويذوب في وعاء هذه الطبقة السياسية، مؤكدة انه مصمم على ان يقدم نموذجا مغايرا في كيفية التعاطي مع الشأن العام، والوقت كفيل بان يُثبت ذلك.

وترى المصادر الكتائبية ان المشكلة تتجاوز حدود الحكومة لتشمل مجمل سلوك الطبقة السياسية التي تواجه أزمة بنيوية، بعدما فقدت مصداقيتها وتخلت عن مسؤولياتها وأهملت واجباتها واستسهلت تغيير لون جلدها مرة بعد أخرى طبقا لمستلزمات مصالحها الضيقة، طالبة من الناس اللحاق بها، مع كل استدارة.

وتتساءل المصادر غامزة من قناتي الرئيس سعد الحريري وسمير جعجع: «هل يجوز، على سبيل المثال، ان تبادر شخصيتان في 14 آذار الى ترشيح شخصيتين من 8 آذار الى رئاسة الجمهورية بهذه البساطة، على حساب الثوابت والمبادئ، ومن دون احترام المحازبين والرأي العام».

ويشير العارفون بما يدور في كواليس الصيفي الى ان الاستقالة الكتائبية من الحكومة ليست سوى محطة ستكون لها تتمة، في اطار المعركة التي يخوضها سامي الجميل. وفي الانتظار، يروى أن رئيس الحزب قال لأحد المتصلين به في أعقاب اعلانه عن استقالة وزيريه: «سأريهم نجوم الظهر.. بعد ما شافو شي..».