IMLebanon

من أفلس “أوجيه”؟!

ahmad-al-hariri

كتبت آمال خليل في صحيفة “الأخبار”:

إذا أدخلنا على “تويتر” عبارة “سعودي أوجيه”، فعلى ماذا نحصل؟ حساب وحيد عن مشاريع الشركة وعشرات الحسابات عن أزمتها المالية. “فضائح سعودي أوجيه” و”مظلوم سعودي أوجيه” و”متضررو سعودي أوجيه” و”سعودي أوجيه بلا رواتب”. آلاف التعليقات تتفاعل على تلك الحسابات.

ما إن يغرد أحد الموظفين منتقداً تأخر صرف الرواتب منذ ثمانية أشهر، حتى يفتح باب جهنم على رئيس مجلس إدارتها سعد الحريري، ومديري مكاتبها ومشاريعها في السعودية. موظفون ومغردون يتحدثون عن هدر وسرقات واختلاسات أسهمت في وصول الشركة إلى أزمتها الحالية. لائحة المتهمين طويلة. لا يتوانى المغردون عن التصويب عليهم بالاسم، ولا يفلت من هجومهم رئيس مجلس الإدارة السابق أيمن رفيق الحريري.

في عام 2007، تسلم أيمن الحريري إدارة الشركة خلفاً لسعد الذي كان يعاون والده في إدارتها، بعد قرار الأخير بالتفرغ للعمل السياسي والإقامة في لبنان. بقي شقيقه الصغير في منصبه حتى بداية 2012 عندما أسقطت حكومة الحريري. بعودته إلى السعودية، استعاد مقاليد الإدارة.

لكن الفارق بعد خمس سنوات، أنه استعاد شركة غارقة في الهدر والسرقة. “أخوك أيمن بنى قصره على حساب مشروع الأميرة نورة” خاطبه موظف. وذكّره آخر بقريب زوجة أيمن موسى بدير مدير التدقيق في الشركة. “راتبه الشهري 150 ألف ريال وإيجار الفيلا محل سكنه 450 ألف ريال سنوياً ويحصل على مكافأة سنوية بقيمة 3 ملايين ريال ويسافر في الشهر مرتين إلى بلده ويقدم فواتير نفقات سفر ومصروف وإقامة فندقية ليقبضها من الشركة على أنها مهمة عمل”. ولفت آخر إلى أن بدير وأيمن “أنهيا خدمات عدد من الموظفين لخلافات شخصية مع أحد المديرين”. عدي آل الشيخ، أخو أيمن من والدته نازك الحريري، له حصة أيضاً. بحسب المغردين “دخل إلى نعيم أوجيه”. لكن “المستفيد الأكبر مدير أعماله الصيداوي أحمد حجازي الذي بدأ العمل سكرتيراً لدى عدي بعد أن كان بائعاً في محل لبيع الساعات. وفي غضون خمس سنوات لمع اسمه في سوق العقارات”.

أحمد الحريري كانت له حصة دسمة من “مسلسل الفساد في أوجيه” بحسب المغردين. ينصح أحدهم الشيخ سعد بأن يسأل الموظف في أوجيه عن شركة “بنيان المستقبل” التي يملكها في الرياض وكيف “كان يتم أخذ المشاريع من الباطن”. والشركة المحدودة مصنفة بحسب دليل الشركات السعودية بأنها شركة مقاولات عامة. ومن مشاريع الباطن، “الاتفاقيات مع شركات التغذية المتعاقدة مع أوجيه ومدير البنيان باسل حرشي الموظف أيضاً في أوجيه يأخذ المشاريع من دون تنفيذ العقود ويقبض المال وبدلات السكن والمكافآت السنوية من أوجيه”. واستعرض مغردون مشاريع الباطن للبنيان في مشروع جامعة الأميرة نورة التي قبضت عليها 100 مليون ريال من دون تنفيذها، منها “عقد شراء أكياس ثلج للمطاعم الخاصة بالموظفين، برغم توافر برادات ثلج في كل مطعم وعقد زيادة 15 ألف وجبة غذائية في حين أن عدد الموظفين 8 آلاف”. وتحدث آخرون عن “سرقة 4 ملايين ريال من فواتير وهمية”.

عشرات الأسماء لمديرين لبنانيين وسعوديين وعرب طاولتهم فضائح الموظفين. “مدير الموارد البشرية السابق الذي وظف نساء ليعقدن جلسات تسلية لعدد من كبار الموظفين” و”المدير العام الحالي الذي أُوقف سابقاً بتهم اختلاس أموال” و”المدير المالي السابق الذي اشترى فيلا بـ 70 مليون ريال وأجرى تعديلات عليها بقيمة 30 مليون ريال” و”مدير العقود الذي كان يملك عشر شركات مقاولات تأخذ مشاريع الباطن من أوجيه، فيما شقيق زوجته دخل إلى أوجيه مهندس ديكور وبات يملك منازل في فرنسا وشقة في بيروت واثنتين في صيدا والبرامية”.

مئات الملايين المختلسة والمهدورة تدوّخ الموظفين والعمال والمتابعين. لا شيء يثبت صحتها. لكن المغردين يؤكدون أنها السبب في الأزمة المالية والديون المتراكمة التي تعانيها “أوجيه” وأوصلتها إلى الإفلاس.