IMLebanon

لبننة التعطيل الرئاسي (بقلم بسام أبو زيد)

election-presidentielle-parlement-libanais

كتب بسام أبو زيد

أكثر ما هو مضحك في السجال القائم حول رئاسة الجمهورية، هو عندما يرمي “حزب الله” وفريقه كرة الانتخابات في الملعب السعودي معلنين أن التعطيل يأتي من هناك وان الحل هو بموافقة المملكة على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. ولكن هل يسأل هؤلاء أنفسهم لماذا يجب على المملكة أن توافق على ذلك؟ هل لأن العماد عون مدعوم من إيران و”حزب الله” والنظام السوري وهم على عداء مع قيادة المملكة؟ هل لأن العماد عون لم يهاجم مرة المملكة السعودية وقيادتها، ثم هادنها، ثم هاجمها وفق الميزان الرئاسي؟ ولماذا يتمسك “حزب الله” بالعماد عون رئيسا لا شريك له، هل لأنه مدرك انه مرفوض من المملكة العربية السعودية وبالتالي فلا انتخابات رئاسية؟

هذا المشهد الرئاسي بين التمسك الإيراني بالعماد ميشال عون والرفض السعودي له مرشح للإستمرار إلى فترة غير منظورة ولا يبدو أن أي تحركات أوروبية ولا سيما فرنسية قادرة على اختراق هذا التجاذب،وكذلك الأمر بالنسبة لأي تحركات دولية ولا سيما الأميركية منها إذ أنها شبه معدومة مع دخول الولايات المتحدة في مدار الانتخابات الرئاسية.اما بالنسبة للروس فمسألة الرئاسة اللبنانية تفصيل بسيط لن يقدم أو يؤخر في رسم مستقبل المنطقة انطلاقا من الحرب السورية وما يحيط بها.

في خضم كل ذلك يأتي من يتحدث دائما عن ضرورة لبننة الاستحقاق الرئاسي والمفارقة المضحكة في هذا المجال أن دعاة اللبننة يتمسكون بمرشح واحد لا مجال لإيصال غيره إلى سدة الرئاسة،فأضافوا إلى معاني كلمة اللبننة التي كانت تعني الحرب الأهلية،معنى آخر وهو فرض مرشح واحد رئيسا مطيحين بما كان يتغنى به لبنان من ديمقراطية مرات تنافسا انتخابيا رئاسيا ولو بالشكل.

إن لبننة الاستحقاق الرئاسي تعني أن تكون الحرية لدى الأطراف اللبنانية في التوجه إلى البرلمان واختيار مرشح من بين مرشحين عدة رئيسا للجمهورية وفق القناعات التي تتكون لدى النواب الناخبين،إلا أن هذه اللبننة قضى عليها فرقاء في 8 و14 آذار،فمنهم من يربط قراره بالخارج ومنهم من تبنى ترشيحات تتناقض مع نظرته للبنان ولبننته التي ينطبق عليها القول:ومن بيت أبي ضربت.

أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني لن يتمتع ابدا هذه المرة بأي نوع من اللبننة وحتى بالشكل،ولن يكون للذين يطرحون هذا الشعار أي دور في اختيار رئيس الجمهورية وقد يكون الحظ حالف بعضهم أن وصل إلى سدة الرئاسة من تبنى ترشيحه وهو أمر لم يقدم ولم يؤخر في مسألة اتخاذ القرار بالاستحقاق الرئاسي وهو قرار مازال ينتظر الضوء الأخضر وبادرته الوحيدة توجه حزب الله إلى مجلس النواب لتتبعه كل القافلة إلى انتخابات ليست حامية معروف رئيسها.وفي هذا المجال نسأل ماذا لو توجه اليوم كل النواب إلى البرلمان باستثناء نواب حزب الله واكتمل النصاب الرئاسي فهل سيكون لدى الحاضرين الجرأة على انتخاب رئيس؟