IMLebanon

ابتكار جديد لسرقة السيارات في لبنان 

car-robbery

 

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

يشتهر اللبناني بحنكته وإبتكاره الدائم لطرق جديدة ومستمرة لتطوير عمله. وهذا الأمر لا ينطوي فقط على المواطنين الصالحين، بل أيضاً هو جزء من خطط سارقي السيارات، للتمكّن من الإيقاع بضحاياهم بأسهل وأنجح طريقة ممكنة.بات من المعروف للجميع أن ليس من السهل سرقة سيارة حديثة. ويعود سبب ذلك الى أنّ السيارات الحديثة تحتوي على تقنيات معقدة تمنع تشغيلها، إلّا من خلال مفتاحها الخاص.

لذلك أصبح سارقو السيارات يحاولون الإيقاع بضحاياهم أثناء قيادتهم لسياراتهم، لأنّه من أسهل الحلول المتاحة حالياً لسرقة سيارات حديثة، إذا ما أخذنا في الإعتبار حلّاً ثانياً وهو قطر السيارة وتحميلها على ما يُعرف بـ”البلاطة”، والذي يمكن أن يلفت الأنظار.

طريقة مبتكرة

روى أحد المواطنين في لقاء مع جريدة الـ”جمهورية”، قصته مع أحد سارقي السيارات، مسلطاً الضوء على الطريقة الجديدة التي يتمّ إعتمادها، والتي يمكن أن يقع ضحيتها العديد من الأشخاص.

فبينما كان كريم متوجّهاً بسيارته الجديدة موديل 2012 حوالى الساعة السادسة صباح نهار الأحد، تفادياً لزحمة السير من أوتوستراد أنطلياس بإتجاه بيروت، لم يلاحظ أيّ أمر غريب على الطريق، غير الصوت الذي صدر من السيارة، والذي لم يتمكّن من تحديد سببه.

فتغاضى عن الأمر وأكمل طريقه بإتجاه جسر نهر الموت. لكنه بعد ثوان معدودة سمع الصوت نفسه مرة ثانية، لكن هذه المرة إقتربت منه سيارة قديمة الصنع فيها شابان، أشار أحدهما له بإصبعه الى العجلة الخلفية طالباً منه التوقف. وللمرة الثانية أكمل كريم طريقه، متغاضياً إشارة الشاببن.

لكنه مجدداً، وقبل وصوله الى جسر الدورة سمع الصوت نفسه، وتفاجأ بالسيارة نفسها تقترب منه والشاب نفسه يدلّ بإصبعه على الدولاب الخلفي لسيارة كريم وطلب منه التوقف مجدداً.

عندها، شكّ كريم بأنّ هنالك أمراً ما يتمّ التحضير له، لأنّ أجهزة قياس نسبة الهواء في الإطارات لم تعطِ أيّ مؤشّر على لوحة العدّادات، والسيارة القديمة بقيت تسير خلفه منتظرة توقفّه الى يمين الأوتوستراد لمعاينة مصدر الصوت في سيارته.

قرار التوقف

قرّر كريم فعلاً الكشف على سيارته بعد صدور الصوت مرات عدة، لكنه توقف على إحدى محطات الوقود على الأوتوستراد، متابعاً في الوقت نفسه السيارة القديمة التي كان فيها الشابان، والتي أكملت طريقها بإتجاه الدورة بعدما أيقنا أنّ كريم فهم ما يحصل.

وعندما توقف كريم على المحطة، طلب من أحد عمال المحطّة التأكّد من نسبة الهواء في الإطارات وشدّ عزقات الإطارات كلها، مع التأكد مباشرة من وضع الإطار الخلفي الذي كان الشاب يدلّه عليه. وبعد فحص السيارة تبيّن أنّ الإطارات لم تكن تعاني من أيّ نقص في الهواء، والعزقات مشدودة كما يجب.

لكن لاحظ كريم آثاراً على طلاء السيارة من الجهة الخلفية، تشبه الى حدٍّ ما آثار إرتطام حجر، إذ وجد خدوشاً صغيرة عدة على الطلاء، تحيط بها كمية صغيرة من الغبار.

وفهم كريم عندها أنّ الأصوات كانت ناتجة عن أحجار كان يرميها الشابان على السيارة، لحثّه على التوقف ومعاينتها على جنب الطريق، وعندها كان سيحصل ما لم يكن في الحسبان. فالأوتوستراد في هذا الوقت من نهار الأحد يكون شبه خال من السيارات، ما يسمح للسارق في غضون دقائق معدودة الهرب في السيارة المسروقة مسافة بعيدة من مكان السرقة.

نصيحة ذهبية

في بلد تعمّ فيه ظاهرة سرقة السيارات مباشرة من أصحابها، نلفت النظر الى أنه لا يجب التوقّف والخروج من السيارة عند طلب أحد الغرباء ذلك، خصوصاً في الأوقات التي تكون فيها الطرقات شبه خالية ليلاً أو نهاراً.

وفي حال أردتم التوقف، إفعلوا ذلك في مكان آمن، مثل محطة لتعبئة الوقود أو أمام متجر أو في أيّ مكان آخر يوجد فيه عدد من المواطنين. كذلك ننصح بعدم التوقف لنقل أيّ شخص لا تعرفونه حتى لو طلب هو منكم ذلك، لأنّ ذلك يمكن أن يكون أيضاً حيلة لسرقة سيارتكم.