IMLebanon

خيارات الحريري الصعبة (بقلم بسّام أبو زيد)

saad hariri 34

 

كتب بسّام أبو زيد:

كان لافتا كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة التحذير من حرب أهلية أو مؤتمر تأسيسي في حال لم تتوصل طاولة الحوار إلى اتفاق على سلة كاملة. ويدرك الرئيس بري جيدا أن “حزب الله” الذي يتمسك بالعماد ميشال عون رئيسا، أقله إعلاميا، لن يتخلى عن هذا الطرح. وبالتالي فإن الترجمة المنطقية للكلام عندها تصبح إما العماد عون رئيسا وإما الحرب الأهلية والمؤتمر التأسيسي.

ويدرك الرئيس بري جيدا أن الأمور إذا تركت على ديمقراطيتها وميثاقيتها في السلة، فإن منصب رئيس الحكومة لا يمكن أن يكون إلا من نصيب الرئيس سعد الحريري، وذلك ليس فقط وفق اتفاق سياسي، إنما وفق استشارات نيابية ملزمة، وبالتالي فإن فرض واقع مغاير لا يمكن أن يتم إلا بالقوة ومجددا عبر القمصان السود.

إن التوصل إلى اتفاق على سلة الرئيس بري ما زالت دونه عقبات كثيرة، والوقت ليس كفيلا بتذليلها، ولا سيما لجهة الإجماع على رئيس للجمهورية حتى ولو كان العماد عون. وتبرز هذه العقبات في العديد من المواقع والجهات السياسية، ولكن أبرزها يبقى عند الرئيس سعد الحريري، فهل يقدم على الاستسلام الكامل لحزب الله لتسقط ورقة التوت الأخيرة؟

تبدو الخيارات بالنسبة إلى الرئيس سعد الحريري صعبة ومعقدة، فهو ومع رغبته الوطنية في إيجاد الحلول، لا يرغب في أن تلحق به المزيد من الخسائر الشعبية والسياسية ولا سيما على الساحة السنية. ويدرك الرئيس الحريري أيضا أنه في حال وصول العماد عون ووصوله هو الى السلطة، فإن ممارسة الحكم مع العماد عون لن تكون نزهة، بل ستكون عبارة عن صدامات مستمرة من الصلاحيات إلى القرارات، نظرا إلى شخصية العماد عون وتفسيره للدستور وفق النظرة التي يراها للحكم، إضافة إلى أنه لن يقبل بأقل من الثلث المعطل في أي حكومة، ما يعني أن شبح الاستقالة في اي لحظة سيبقى مخيما فوق السرايا الحكومية، وربما تتكرر هذه التجربة ورئيس الحكومة يهم بزيارة رئيس عربي أو إقليمي أو دولي في قصره الرئاسي. كما أن العماد عون لن يقبل بالتخلي عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، هل يقبل بها الرئيس سعد الحريري في ظل ما يجري في سوريا وفي ظل تصنيف “حزب الله” عربيا ولا سيما خليجيا حزبا ارهابيا؟

أمام هذا الواقع تتقدم ظروف المؤتمر التأسيسي وليس الحرب الأهلية، لأن حربا كهذه تحول ظروف عديدة دون اندلاعها، أولها أن لا سلاح إلا في يد طرف واحد ولذلك فهي تدخل في باب التهويل والضغط ليس إلا. أما المؤتمر التأسيسي فهو كلام جدي منذ أن تحدث عنه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله للمرة الأولى، وتحقيقه مرتبط فقط بمسار التطورات في لبنان والمنطقة. وحتى ذلك الحين ربما يستمر الفراغ وربما يتم القبول بحل موقت يتضمن انتخاب رئيس هش وتشكيل حكومة هشة يسقطان بمجرد أن يقرع “حزب الله” جرس المؤتمر التأسيسي، فينهض عندها من كانوا يسمون أنفسهم بالسياديين من نومة أهل الكهف، ولكن بعد فوات الأوان.