IMLebanon

لهذه الأسباب انفرط عقد “الشباب المسلم” في عين الحلوة

tajamo3-shabab-al-muslim-ain-al-helwe

كتب محمد صالح في صحيفة “السفير”:

لا تزال ارتدادات حل “تجمع الشباب المسلم” تتفاعل في مخيم عين الحلوة، إذ ثمة من خرج ليصف الأمر بأنه “أكثر من انتفاضة وأكبر من ردة فعل” على الواقع السلفي المتشدد.

ما يحصل في عين الحلوة اليوم ليس فقط تفكيك للتنظيم فحسب، بل هو عبارة عن نزع فتيل للتوتر لمصلحة المخيم وأمنه واستقراره، خصوصا في ظل التساؤلات حول مغزى ومعنى أن يقدم أشقاء بلال بدر وعمه المقرّب منه إلى تسليم أنفسهم إلى مخابرات الجيش اللبناني، وما إذا كان ذلك يُعد دخولا للمخابرات إلى عقر دار وبيت بدر وإلى عمق عقله وتفكيره؟

وبحسب المعلومات المتوافرة فإن ما يجري اليوم ليس وليد الصدفة إنما جاء نتيجة لاتهام “التجمع” بأعمال القتل والاغتيال والاشتباكات والتصفيات والارتباط بـ “أجندات” خارجية وصولا إلى المعاشات التي كان يتقاضاها عدد من المحسوبين عليه من “حركة فتح” والمسجلين في قيود جبهة حليفة لـ “فتح”. وترافق ذلك مع ما بدأ يشاع أخيرا من أن بعض المجموعات السلفية المنضوية في إطار “التجمع” وغيره تبلغت من “فتح الشام” في سوريا أنه لم يعد لها أية علاقة بأي تنظيم أو مجموعة خارج سوريا، وبأن عملها بات محصوراً “في أرض الشام فقط” وهي بحالة فك ارتباط وصولا إلى قطع الرواتب عن هؤلاء، وإن على كل من يريد الانتماء الى “فتح الشام” الانتقال إلى ارض الشام. وهذه كلها معطيات إضافية ساهمت بفرط حبات عقد “تجمع الشباب المسلم”.

لذلك يرى البعض أن ما يحصل يحتم على السلطة الفلسطينية و “منظمة التحرير” وقوى التحالف والقوى الاسلامية اعادة تنظيم صفوفها وقواها وتثبيت وضعها العسكري والأمني من جديد لضبط امن المخيم واستعادة ثقة الناس بهذه القوى مجتمعة.

ومما ساهم أيضا في تفكيك التنظيم، التسهيلات التي يقدمها الجيش اللبناني للمطلوبين من خلال إحالة ملفاتهم مباشرة إلى القضاء حيث يخضعون لأحكامه لا إلى محاكمات كيدية وانتقامية. وظهر هذا في قضية شقيق الفنان المعتزل فضل شاكر الذي سلّم نفسه إلى الجيش منذ شهر لكنه خرج من السجن قبل ايام بعدما خضع لحكم القضاء، الأمر الذي شجع المطلوبين على تسليم أنفسهم تمهيدا لتسوية أوضاعهم قضائيا.

وكان شقيقا الاسلامي المتشدد بلال بدر، وهما شراع وأحمد بدر، قد سلّما نفسيهما الى مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، وهما مطلوبان بتهم الانتماء إلى “فتح الإسلام” وبأعمال أمنية مختلفة. كما أقدم غالب حجير وهو “عم” بلال بدر على تسليم نفسه الى مخابرات الجيش.

وتسلم الجيش أمس، الفلسطيني مروان صلاح من “جند الشام” بتهم أمنية مختلفة. فيما اقدم الفلسطيني طارق شهابي وهو ابن شقيق الاسلامي السلفي اسامة شهابي، على تسليم نفسه الى “الأمن العام اللبناني” في صيدا.

وبذلك يصل عدد الذي استلمهم الجيش حتى اليوم أكثر من 20 عنصراً، عدا الذين تسلمهم الأمن العام وقوى الأمن الداخلي.

وتوقعت مصادر فلسطينية أن يرتفع عدد الذين سيقومون بتسليم أنفسهم إلى مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية ما بين 75 و100 شخص من عين الحلوة وحدها وذلك خلال ايام.

وتردد ليلا أن الأجهزة الأمنية اللبنانية اطلقت سراح محمد توفيق طه نجل القيادي في “كتائب عبد الله عزام” توفيق طه، وهو كان سلم نفسه لمخابرات الجيش قبل أسبوع عند مدخل عين الحلوة.