IMLebanon

ايلي ماروني يفضل التحالف مع القوات: نقولا فتوش صديقي!

elie-marouni

كتبت ليا القزي في صحيفة “الأخبار”:

الحديث عن الانتخابات النيابية قد يكون مُبكراً في العديد من المناطق التي لم تُزيّت أحزابها ماكيناتها الانتخابية بعد. إلا في زحلة، التي لا تخلع عنها عباءة الانتخابات على مدار السنة. سيناريوات الربيع المُقبل بدأت توضع منذ وفاة الوزير الراحل الياس سكاف.

كلّ طرف عينه على “الكرمة”، وأولهم حزب القوات اللبنانية الذي لمّح رئيسه سمير جعجع في عشاء مصلحة الطلاب قبل أسابيع، إلى أن المرشح عن المقعد الماروني سيكون النائب السابق سليم عون. مصادر زحلية “محايدة” على تواصل مع مختلف القوى السياسية في عاصمة البقاع تؤكد أنّ “كلام جعجع سهم أراد من خلاله إصابة النائب إيلي ماروني أكثر منه تبني عون كمرشح”. جعجع “أطبق” الحصار على الكتائب في زحلة، واضعاً إياها خارج تحالفه مع “التيار”.

هذه كانت “الصفعة” الأولى التي وُجهت لماروني. لكن الأخير أدار خدّه الأيمن على قاعدة أن بينه وبين القوات احتراماً متبادلاً. إلا أنّ “الصفعة” الثانية عاجلت خدّه الأيسر، فكانت زيارة رئيس حزبه النائب سامي الجميل منزل آل سكاف ولقاء السيدة ميريام سكاف، بحجّة تقديم واجب التعزية بالوزير الراحل. التحضير للقاء بدأ قبل أشهر، وتحديداً منذ تسلّم الوزير المستقيل آلان حكيم ملف ترتيب علاقة الكتائب ــ الكتلة الشعبية. في زحلة، لم يكن ماروني غائباً عن الصورة، فهو التقى مرات عدّة موفد “الكتلة” غسان سكاف. ولكن، خلافاً لما يُحاول ماروني إشاعته، “سكاف كان مُكلفاً تذليل العقبات بين الحزبين وليس بين آل سكاف وماروني”. وتزيد المصادر على ذلك بالتأكيد أنّ “ماروني مُحيّد عن هذا الملف. ميريام سكاف لن تقبل به”.

بناءً على هذين الحادثين، “يُتوقع أن تكون هذه آخر دورة نيابية يخوضها ماروني”. ولكن، سامي الجميل الذي بدأ مرحلة الانفتاح على عدد من الفاعليات والشخصيات الزحلية، “لن يُخاطر بالإفصاح عن نيته تغيير نائبه الحالي، طالما أن إجراء الانتخابات النيابية لم يُحسم بعد”.

في إقليم حزب الكتائب ــ زحلة، يجلس ماروني على رأس طاولة الاجتماعات مواجهاً لباب الغرفة. البداية من “إيحاء” جعجع بترشيح عون، فيسأل نائب زحلة: “هل جعجع هو من يُسمي مرشحي التيار؟”. ربما يكون الترحيب “أعطي أكبر من حجمه لأنها المرة الأولى التي يُشارك فيها سليم (عون) باحتفال لطلاب القوات”. أما بالنسبة إليه، “فالرسالة تُفهم ببراءة. دُعيت مرات عدّة إلى معراب ولكن كانت تحول أسباب دون مشاركتي بعد أن أكون قد أكدت حضوري”. يبدو ماروني حريصاً على عدم قطع شعرة معاوية مع القوات. “هناك علاقة احترام متبادل مع جعجع. أنا حريص على أن تبقى القوات والكتائب يداً واحدة لأن الرأي العام والشهداء والنضال واحد”. يعتقد أنه يُشكل في وجدان بعض القواتيين “الضمير والتاريخ حين كنت أناضل في كل الفترات وبقيت وحيداً مع الشباب”. أما في السياسة، “فنتوقع كل المتغيرات. لدينا وجودنا الذي سنُحافظ عليه”. إذا استُكملت فصول التحالف بين التيار والقوات، “فزحلة لن تكون جزيرة ولو أني أُفضل وفقاً لثوابتي أن نكون مع القواتيين نقود معركة واحدة”.

الانتقال إلى الشق الثاني من الحديث، يعني أن يطلب ماروني فنجان قهوة ثانياً. يشبك أصابع يديه، ويقول إنه منذ “20 نيسان 2008 حتى اليوم (مقتل شقيقه نصري ماروني ورفيقه سليم عاصي في زحلة، واتهام أحد مناصري آل سكاف بارتكاب الجريمة)، آل الجميل لم يتوقفوا عن اعتبار ملف العلاقة مع آل سكاف ملفي ولي منهم كل الدعم”. قد تكون السيّدة سكاف “حاولت أو ترغب في فصل ملف العلاقة الحزبية عن ملف مقتل شقيقي نصري، فإذا استطاعت هنيئاً لها”. ماذا لو كانت مصلحة الحزب تقتضي التخلي عن ترشيح ماروني؟ “هذا أمر غير مطروح، ولكن إذا تضاربت المصلحتان، فسأقف حتماً إلى جانب حزبي ولن أُصارع القدر”. أصلاً، من سلّم جدلاً بأن التحالف قائم مع الكتلة الشعبية، “فهناك جهات أخرى كآل فتوش مثلاً. وهناك شخصيات لديها ثقلها وهي أكبر من بعض الأحزاب”.

بابتسامة ماكرة، يكشف ماروني عن أنه رغم الخلاف مع السيدة سكاف “فأنا ألتقي شخصية معارضة لها من آل سكاف”. أما مع آل فتوش، “فهناك هدوء هذه الفترة وقنوات اتصال غير مباشرة”.

لدى السؤال عن ماروني في زحلة، يُسارع الناس إلى القول “ما حدا عملنا شي”، ملقين التهم بأن “السياسيين يأكلون الحصرم ونحن نضرس”.

أما هو فـ”مُستعد لأن نقوم بجردة حساب منذ الـ2009 وحتى اليوم في كل المساعي والمراجعات من أجل مدينة زحلة والجوار”. كان يتمنى لو كانت “تجربتي النيابية أكثر تعبيراً عن ديناميكتي الشخصية”.

الكتلة النيابية كانت “متعددة الآراء وإمكاناتها المادية ضعيفة، ولكن إذا أجرينا مقارنة بين الكتل السابقة وكتلتنا، فعلى الأقل نفتخر بأننا حافظنا على الخط السياسي، الاستقلالي والسيادي”. هل كان ذلك قبل أو بعد انسحاب النائب نقولا فتوش منها؟ الجواب يأتي على شكل نكتة وابتسامة: “ما تدقّيلي بأصدقائي”، يختم ماروني.