IMLebanon

عن بشير الجميل “الخائن” (بقلم داني عبود)

bachir-gemayel

 

كتب داني عبود

ينكب البعض عند كل مناسبة تخص الرئيس الشهيد بشير الجميل لإطلاق سهام الحقد والكراهية نحو رجل – أحببته أم لا – شكّل حالة خاصة في وجدان قسم لا يستهان به من اللبنانيين. من حق هؤلاء أن يبدوا آراءهم وان يختلفوا في السياسة مع الحالة التي شكلها الشيخ بشير. إنّما ما يستوقفنا في ردود أفعالهم هي التذكير الدائم بـ”عمالة” بشير لإسرائيل وشيطنته وتمجيد قاتله.

تلك الحقبة المرّة من تاريخ لبنان سيختلف عليها اللبنانيون لا محالة، فمن الصعب أن نقنع هؤلاء بالظروف والمسببات التي دفعت حينها بشير وسواه لطلب المساعدة من أي جهة كانت للدفاع عن الوجود المسيحي الحرّ وبالتالي السيادة اللبنانية التي كان المسيحيون رأس حربة فيها في الوقت التي كانت الاحلام التوسعية والاوطان البديلة تُحاك للبنان. ولن نردّ حتى على تمجيد قاتل بشير لأنّ ثقافتهم قائمة على إلغاء من يعارضهم.

لكن ما لا نستطيع الرضوخ اليه، هو الكمّ الهائل من الديماغوجية والتناقض في كلام معارضي بشير. فنحن اليوم نحيي الذكرى الـ34 لإنتخاب بشير رئيساً للجمهورية وبعد حين سنستذكر ايضاً ذكرى اغتياله المشؤوم، لكن في هذه الاعوام الـ34، عاش لبنان أسوأ انواع العمالة للخارج. في هذه الاعوام التي تلت إغتيال بشير، انتقل لبنان من أحضان دولة الى اخرى، بفضل هذه الجوقة السياسية التي امعنت في العمالة للخارج.

في هذه الاعوام، اصبح لبنان خاضعاً بشكل رسمي لنفوذ الخارج، ينتظر “مصيره” من تسويات سياسية إقليمية وخارجية وإتفاقات سعودية – إيرانية بلا خجل. فكيف يتجرأ هؤلاء على تصنيف سواهم، وهم اشد عمالة وإرتهانا للخارج ومن دون اي حياء ام استحاء؟ كيف يجرؤ هؤلاء حتى على لفظ كلمة عمالة وهم لا ينفكون في اي مناسبة على التذكير بولائهم للخارج؟ كيف يجرؤ هؤلاء على إتهام غيرهم بالعمالة وهم يصرّحون علناً عن انتظارهم لتسوية خارجية من اجل إيجاد حلول لمشاكل داخلية، بينما انتخب بشير من برلمان شرعي وبعملية تصويت لم تحدث سوى مرات نادرة في تاريخ لبنان بغض النظر عن الظروف التي رافقتها.

و34  عاماً مرّوا على رحيل بشير فماذا حدث؟ هل أصبح لبنان في عهدكم سيدا حرا مستقلا وعصيا؟ هل اصبحت حدوده مرسمة جنوبا وشمالا؟ هل انتظم العمل السياسي ليصبح لبنانيا صرفا تُحترم فيه المواعيد الدستورية من دون تدخلات خارجية؟ هل فرضت القوات الامنية الشرعية وجودها في كامل الاراضي اللبنانية من دون أي شريك لها ؟ إذا كان الجواب سلبياً، فاصمتوا لأنّ “عمالتكم السبيسيال” جلبت للبنان أسوأ معاني الذلّ واليأس والبؤس وحوّلت لبنان الى ورقة مساومة لا كلمة فيها لأبنائه!