IMLebanon

زاسبكين: تسوية سوريا تريح لبنان

 

alexander-zasabkin

 

 

أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين أن “التسوية في سوريا سوف تساعد على اثبات الأمن في لبنان، خصوصاً أن الخطر الأساسي في لبنان اليوم هو الخطر الارهابي الوارد اليه من الأراضي السورية، واذا افترضنا أن الارهابيين سيطروا على سوريا فإن هذا سيكون بمثابة كارثة على لبنان، والعكس صحيح فإذا تم القضاء على الارهاب في الأراضي السورية يعتبر ذلك ضمانة اساسية للبنان”، وشدد على أن “التسوية تريح لبنان من عبء اللاجئين السوريين لأنها ستتضمن بالطبع حلاً مدروساً لاعادتهم الى الأراضي السورية، ما يرفع اعباء النزوح عن لبنان”.

واعتبر زاسبكين، في تصريح خاص لـ “النهار” الكويتية، أن “التطبيع في سوريا سيؤدي الى تطبيع العلاقات الاقتصادية ويعوض على لبنان خسارته الكبيرة، ناهيك عن أن إعادة إعمار سوريا لا بد أن تتم بمساهمة لبنانية فعالة، ما ينعكس بصورة ايجابية على الاقتصاد اللبناني”.

وعما اذا كانت التسوية حول سوريا تتطلب وقتاً طويلاً أم أن انجازها بات قريباً، قال السفير الروسي “إننا كديبلوماسيين نعمل لتحقيق هدف التسوية، والتعامل الروسي – الأميركي الحاصل اليوم مهم جداً، لأنه يجب أن ينجز التطبيق العملي للاجراءات اللوجستية والتطبيقية اللازمة لتنفيذ التسوية المرتقبة، غير أن هذا الأمر يتطلب مساعدة جميع الأطراف المعنية”، مؤكداً أن “روسيا تتمنى انتهاء المفاوضات حول التسوية في أقرب وقت ممكن وتحديداً قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، بل أن روسيا تستعجل الحل الآن، لأن رحيل أوباما يفتح السياسة الأميركية على احتمالات كثيرة قد لا تكون في الحسبان من قبل روسيا والمجتمع الدولي ككل”.

أما في ما يخص المشكلات العالقة في لبنان، فشدد زاسبكين على أن “الموقف الروسي الثابت خلال كل السنوات الاخيرة تأييد للامن والاستقرار في هذا البلد، وبطبيعة الحال القضايا الداخلية اللبنانية هي شأن اللبنانيين”، وتمنى أن “يكون هناك القرار اللبناني بكل جدول الاعمال في البلد”، وتساءل “هل المجتمع الدولي مهتم أو غير مهتم بلبنان، وهل يمكن من البنود الاولى في جدول هذا المجتمع، أو أن يكون هذا بعد الوصول الى التسوية في المناطق الاخرى والنزاعات الاخرى”، مشدداً على أن “الحديث عن القرار لبناني معناه ضرورة التشجيع من جانب اللبنانيين لايجاد الحلول اليوم في الوقت الحاضر وهذا يكون مناسبا للبلد”!

أما بالنسبة للصراع الاقليمي الدولي الحاصل في سوريا، فقال زاسبكين إن “ما يجري اليوم على الصعيد الدولي هو التوجه نحو التعددية، ولكن التعددية تعني توازنات، ليس بين القوتين العظميين، بل بين الجميع، لتأمين المكان للدول الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والحقوق لجميع الشعوب”، ولفت الى أن “هذا المسار يمر عبر النزاعات والخلافات والمجابهات”، مشيراً الى أنه “بعد تفكك الاتحاد السوفييتي كنا نسعى الى الشراكة المتساوية والمتنافعة بين الجميع”. وأكد زاسبكين “أننا نطرح الاجندة البناءة ولكن الموقف الغربي خاصة والفئات السياسية حتى اليوم تقوم بتزوير المعنى الحقيقي للسياسة الروسية، الأمر الذي يعرقل تطبيق المبادرات”، معتبراً أن “مستوى التزوير وصل الى مستويات عالية جدا، ربما غير مسبوقة”. واذ شدد زاسبكين على ان “الموقف الروسي لم يتغير خلال فترة الاحداث في سوريا”، أكد أن “المطلوب هو اعادة تغيير مواقف الآخرين”، وقال إن “نحن منذ البداية كنا نريد أن يكون موقف المجتمع الدولي مساعدا للحوار الوطني السوري للوصول الى توافق حول القضايا المطروحة داخليا في هذا البلد، لتبقى هذه الدولة دولة موحدة ذات سيادة وبجميع المكونات الطائفية بدون أي تمييز”، مضيفاً أن “هذا الموقف الروسي تجسد في بيان جنيف وقرارات الامم المتحدة واثناء الاجتماعات لمجموعة دعم سوريا، ونحن ندافع عن هذا الموقف بكل المفاوضات وبما في ذلك بالمشاورات مع الجانب الاميركي”.

وتمنى زاسبكين أن “تكون نتيجة هذه المشاورات لفتح مجال جديد للحل السلمي”، ورأى أن “الثوابت الاساسية لهذا الحل معروفة اليوم وهي تثبيت والنظام، وقف الاعمال العدائية، والقضاء على الارهابيين في سوريا، وزيادة المساعدات الانسانية، والعودة الى الحوار الوطني السوري بمساعدة المجتمع الدولي”، مؤكداً أن “هذا هو الطريق الى التسوية في سوريا، وفي حال انجزت هذه الخطوة فربما يفتح هذا طريقا للانجازات الاخرى”.