IMLebanon

 بين العقل والغوغائية (بقلم بسّام أبو زيد)

cabinet

 

كتب بسّام أبو زيد

 

هل تسقط حكومة الرئيس تمام سلام في الشارع؟

هذا ما يرغب به وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وهو يعد العدة لذلك في حال لم يتم احترام الميثاقية وحقوق المسيحيين. ولكن السؤال الأهم في هذه المسألة هو من سيشارك التيار في هذا التحرك؟ وهل سيترك وحيدا في هذه المواجهة؟

الجواب الأول أتى من الحليف المستجد “القوات اللبنانية”، التي أعلنت على لسان أكثر من مسؤول فيها أنها لن تشارك في تحركات الشارع، فنأت بنفسها ولأسباب متعددة أبرزها عدم الرغبة في الصدام مع الشارع الاسلامي السني عن أول استحقاق واختبار فعلي للتحالف مع العماد عون، ما يؤشر إلى أن أصوات مرشحة للتصاعد في صفوف التيار وربما على مستويات عالية تندد بما يمكن أن تسميه تقاعس القوات اللبنانية  في المعركة المصيرية لتعود إلى دائرة الاتهام في صفوف أنصار  الجنرال.

في مقلب “حزب الله” لا يبدو أن الحماس كبير لمشاركة التيار في تحركات الشارع لإسقاط الحكومة، والسبب الأساس أيضا هو تجنب مواجهة سنية شيعية في ظل أجواء مذهبية متوترة يمكن أن تودي بالبلد إلى حروب لا يرغب كثيرون في أن تندلع الان.

وإذا كان سبب الفتنة هو الذي يمنع حلفاء التيار من مشاركته الشارع،فهم أيضا يتحدثون بقناعة أو من دونها عن أسباب أخرى لعدم المشاركة وأولها ما هو البديل في حال سقطت هذه الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي؟ومن يضمن عملية تشكيل السلطة مجددا؟ومن يضمن عدم انهيار النظام في شكل كامل وسيطرت الفوضى؟وكيف سيتم تأمين ما تبقى من مصالح لمواطنين؟لأن إسقاط الحكومة في الشارع يعني أن هناك غالبا ومغلوبا وان الغالب يريد فرض شروطه وحلوله على المغلوب،وأن المغلوب في المقابل سيرفض الواقع الجديد وسيسعى لمقاومته بكل السبل فهل هذا ما يريده التيار الوطني الحر ويريده بالتالي حزب الله للوصول إلى ما يضمره من مؤتمر تأسيسي،فيترك التيار وحيدا  يلعب اللعبة التي كان يجب أن يلعبها هو ليصل إلى أهدافه على حساب مسيحيي التيار تحديدا؟

في عملية إسقاط الحكومة التي يريدها الوزير باسيل،قد يكون الأمر أسهل من استخدام الشارع وأكثر أحراجا لحلفاء التيار وباقي المكونات المسيحية في الحكومة،فاستقالة وزراء التيار من الحكومة تضع الجميع في موقف صعب،فهل يكمل حزب الله المشاركة من دونهم؟وهل يتحمل باقي المسيحيين البقاء في الحكومة من دونهم؟وهل تستطيع القوات اللبنانية عدم دعم هكذا خطوة تجنب البلاد مواجهة وتدفع ربما باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية؟

في لبنان يصر البعض على أن الغاية تبرر الوسيلة ولكن هذا البعض لم توصله وسائله السابقة إلى أي غاية نادى بها وأشعل الحروب من أجلها،وما لم يتحقق في السابق لن يتحقق اليوم ليس لأنه غير محق،بل لأن الغوغائية تغلب العقل.