IMLebanon

“مشاغبات” باسيل في نيويورك!

 

gebran-bassil
اشارت مصادر وزارية بارزة عبر صحيفة “الراي” الكويتية الى أن جهود الرئيس تمام سلام في نقل وجهة نظر لبنان وخطته لنقل اللاجئين السوريين الى مناطق آمنة في سوريا تشكل نظرياً الموقف الموحّد للحكومة الذي كان يفترض أن يُترك سلام وحده بصفته رئيساً للحكومة وللوفد الرسمي اللبناني الى الامم المتحدة يعبّر عنه من دون أي تشويش.

ولكن الأمر سار على غير هذا المنحى وبدأ التشويش عملياً مع سلسلة كلمات ألقاها وزير الخارجية جبران باسيل الذي استبق وصول سلام الى نيويورك وأثار في لقاءات عدة مواقف اعتبرت المصادر الوزارية انها اتّسمت بعنصرية وبطابع طائفي من مسألة اللاجئين الأمر الذي أشعل ردود فعل سلبية للغاية على هذه المواقف.

وبدا باسيل كما تقول المصادر نفسها وكأنه يسدد ضربة حادة لوحدة الموقف الرسمي فأغرق خطابه بمواقف مثل استثناء المرأة اللبنانية المتزوّجة من فلسطيني أو سوري من اي قانون يتيح لها منح أولادها الجنسية اللبنانية. وأثار هذا الموقف تحديداً موجة أصداء بالغة العنف والتنديد بمواقف وزير الخارجية الذي اعتبرت المصادر انه يتبع خطاباً شعبوياً متطرّفاً يعود بالذاكرة الى شعارات الحرب الأهلية في لبنان على خلفية التصعيد الذي يتولاه تياره حالياً ويرفع فيه شعارات المطالبة بالميثاقية كما يسوّقها رئيس التيار، اي باسيل الذي لا يميّز موقفه الرسمي عن موقفه الحزبي.

وذكرت المصادر أن الأمر لم يقف عند هذا الحدّ بل اكتسب بُعداً سلبياً إضافياً في إشعال عدوى المزايدات داخل الحكومة نفسها من خلال دخول وزير العمل سجعان قزي على خط أزمة موضوع اللاجئين، وهو الكتائبي السابق الذي كان فُصل من الحزب قبل أشهر لدى رفضه الامتثال لقرار رئيسه النائب سامي الجميل الاستقالة من الحكومة. اذ ان قزي قام بخطوة محكمة التوقيت فاستبق إلقاء سلام كلمة لبنان امام مؤتمر الامم المتحدة الخاص باللاجئين اول من امس وعقد قبل ساعات قليلة منها مؤتمراً صحافياً طرح خلاله مشروعاً لاعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم وانتقد بعنف توجه الوفد اللبناني الرسمي الى نيويورك من دون موقف موحد ومن دون دعوة مجلس الوزراء الى جلسة يجري فيها التوافق على الموقف الرسمي من ملف النازحين.

وواوضحت المصادر انه رغم معرفة التيار العوني ان جميع الأطراف يوافقون سلفاً على التمديد لقائد الجيش جان قهوجي فهو سيتّخذ من الخطوة إسناداً اضافياً لاستعداداته التصعيدية ضدّ الحكومة باعتبارها “حارسة” الستاتيكو المدعوم دولياً. كما ان التشرذم الحكومي الحاصل سيزيد صعوبة المساعي لاحتواء الأزمة وخصوصا في ظل اتساع الهوة بين الزعامة العونية ورئيس مجلس النواب نبيه بري (شريك “حزب الله” في الثنائية الشيعية) الذي راح يرفع سقف مناهضته بشكل لافت في الأيام الأخيرة لانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية وتأكيد تأييده انتخاب النائب سليمان فرنجية، وذلك في موازاة زيادة “حزب الله” منسوب الضغط على الرئيس سعد الحريري لانتخاب عون كمخرج وحيد للأزمة الرئاسية وهو ما اعتبرته أوساط مراقبة بمثابة “إحراج للحريري لإخراج عون”. علماً ان الملف الرئاسي كان في صلب جلسة الحوار الثنائي التي التأمت امس بين “حزب الله” وتيار “المستقبل”، بعدما تحوّل هذا الحوار “منصة التواصل” الوحيدة بعدما تَسبب “التيار الحر” في تعليق جلسات الحوار الوطني التي كان يستضيفها بري.