IMLebanon

ريفي: سنعمم ثقافة المخطط التوجيهي ونهتم بحزام البؤس بشأن طرابلس

ashraf-rifi

 

اشار وزير العدل اللواء أشرف ريفي الى انه ىعندما دخلت قوات النظام السوري في الثمانينات الى باب التبانة في طرابلس، ارتكبت مجزرة كبيرة واستشهد خلالها اكثر من 800 شاب من المنطقة والهدف لم يكن فقط قتل الشباب انما قتل معنويات وخيار هذه المدينة الحر، ولكن طرابلس صمدت، واستمر استهدافها فشكلوا لاحقا ما يسمى ب “فتح الاسلام” وهي تركيبة مخابراتية سورية، ولنسم الامور باسمائها، كان الهدف من ذلك اسقاط الشمال اللبناني في توجه سياسي غير توجهه الحقيقي، والحمد لله بفضل ابناء المدينة وابناء المنية والضنية وعكار وزغرتا وبشري والكورة والبترون والتعاون مع الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، اسقطنا هذا التحدي الثاني”.

كلام ريفي جاء في مداخلة خلال مشاركته في أعمال الطاولة المستديرة الأولى التي نظمتها لجنة متابعة الإنماء في نقابة المهندسين في طرابلس بعنوان “مكافحة الفقر في طرابلس”.

وقال: “التحدي الثالث كان ما يسمى ب 11 ايار الذي جاء نتاج 7 ايار 2008 لاسقاط هوية وخيارات المدينة، وقد دحرنا هذه المؤامرة وساهمنا في منع تغيير هويتنا العربية امام المحاولات كافة. أما التحدى الآخر فكان عندما فرضوا على طرابلس 21 جولة عنف، لم تكن مصادفة بل كانت استهدافا مقصودا لاسقاط المدينة في خيارات سياسية اخرى، وتمكنا بفضل وعي ابناء الشمال والقيادات الوطنية والسياسية والقوى السيادية بالتعاون مع الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ان نزيل هذا التحدي وآمل الا نعود ثانية الى التحدي الامني المباشر”.

واضاف: “لا يمكن لأي مدينة ان تنطلق في تنمية اقتصادية او دورة حياة طبيعية الا من خلال ازالة التحدي الامني وارجو ان نكون قد ازحنا ذلك عن انفسنا، ونحن اليوم امام تحديات غير منظورة تكمن في محاولتهم تغيير هويتنا العربية ولكن سنبقى صامدين مهما كلف الامر فنحن لبنانيون وعرب وسنبقى لبنانيين وعربا مهما كلف الامر”.

وتابع: “طرح سؤال فيما مضى هل طرابلس هي طرابلس الشام او هي طرابلس لبنان؟ نقول للجميع لقد كانت طرابلس في ادبيات القرن الماضي طرابلس الشام، انما اليوم فهي طرابلس العاصمة الثانية لبلدنا، ونفتخر اننا جزء من هذا الوطن العزيز. وانطلاقا من موقعي السياسي امد يدي الى القوى السياسية كافة في طرابلس والشمال، وحتى لو اختلفنا في السياسية وفي الانتخابات، فلنبعد تنمية المدينة عن صراعاتنا السياسية وانا على استعداد للقاء اي شخصية طرابلسية او شمالية لنعمل سوية من اجل انماء المدينة”.

عن الشأن البلدي، قال: “نفتخر برئيس البلدية الصديق احمد قمرالدين الذي يعي الصعوبات التي تنتظره، ومنذ انتهاء الانتخابات البلدية كان لنا موقف موحد بان المجلس البلدي هو لكل أبناء المدينة من دون استثناء، ويجب الانفتاح على القوى السياسية كافة، فطرابلس هي لكل اهلها وتطلب منا جميعا جهودا استثنائية لانمائها، فالكلام التي يوجه الى البلدية على اعتبار انها لم تقم بادائها المفترض حتى الآن غير دقيق، ولكننا نتفهم مطالب المواطنين المحقة، ونطمئنهم إلى اننا على ثقة تامة بكل اعضاء المجلس البلدي وعلى رأسهم الرئيس قمرالدين، بانهم سيقومون بواجباتهم تجاه اهلهم ومدينتهم”.

وأشار إلى ان “الوضع البلدي شبيه بما كان وضع قوى الامن الداخلي، في عام 2005 عندما توليت قيادتها، وكان ذلك في بداية مرحلة خروج النظام السوري والقبضة المحكومة على المؤسسات الامنية التي كانت عبارة عن هياكل الى حد ما بالشكل والمضمون، اذ لا يوجد آليات تدريب وغيرها، وتصورنا في ذلك اليوم اننا نستطيع ان نعيد تشغيل المؤسسة خلال شهرين الى 3 اشهر، واسمحوا لي ان انقل تجربتي هذه ليس لتبرير التأخير لكن لكي انقل الموضوع بواقعية. أخذت معنا حوالى 6 اشهر الى سنة وتمكنا من إعادة الامور الى طبيعتها، لذلك فلنعط الفرصة لبلدية طرابلس وبلدية الميناء وكل البلديات المعنية لتستطيع تنفيذ مهمتها، وانطلاقا من ذلك، اطمئنكم ان جميع اعضاء المجلس البلدي يتمتعون بثقة اهل طرابلس”.

ولفت الى ان هناك مداولات كثيرة بين اعضاء المجلس البلدي ورئيس البلدية، واؤكد ان هذه البلدية ستحقق النجاح فالاعضاء يهمهم اولا واخيرا مصلحة المدينة وابنائها، ولا غبار على نزاهة وكفاءة اعضاء المجلس سواء من اللائحة الاولى او الثانية، انما قد يكون الجسم البلدي جسم مترهل، وبيروقراطي ويحتاج الى تفعيل ونحن نعمل على ذلك، في الجزء الاداري وشرطة البلدية وجهاز الحماية المدينة أي الاطفائية الذي يتبع اتحاد بلديات الفيحاء. الجسم الاداري يحتاج الى تطوير وملء الاماكن الشاغرة بالكفاءات وعودة كل موظف الى وظيفته المحددة، ومن ثم نعمل على تنظيم وتجهيز وتدريب الشرطة وعناصر الاطفاء”.

واضاف: “لا يوجد مدينة تتقدم وتتطور اذا لم تكن تتمتع برؤية مستقبلية وكيف ترى نفسها بعد 50 عاما، من هنا اريد ان اوجه الشكر الى نقابة المهندسين لاقامة هذا اللقاء، ونريد ان نعمم ثقافة المخطط التوجيهي، لاننا لن تتقدم الى الامام عبر مشاريع عشوائية، لذا يجب وضع مخطط توجيهي ل 5 سنوات و10 سنوات و50 سنة، و يجب علينا ان نعطي اهتمامنا لقضية حزام البؤس حول المدينة، من شرق نهر ابو علي الى شماله، واذا لم نقم بمشاريع استراتيجية وحيوية، ونهتم بحياة الناس اليومية، فحزام البؤس سيتوسع وسيكمل الطوق حول المدينة ويقضي عليها، او على الاقل يدخلنا في صراع طبقي بين الفقراء والاغنياء في المدينة. وضمن تصورنا للمشكلة اعددت مخططا توجيهيا لحل هذه المعضلة ، واذا تم التواقف عليه من المجلس البلدي فسنعمل على تغيير طبيعة نهر ابو علي وتغيير طبيعة المنطقة كلها لحماية المدينة من حزام البؤس والعمل على تحسين الاحوال المعيشية لسكان هذه المناطق وتوفير حياة كريمة لهم. بالمقابل يجب اعلان حالة الطوارىء في المدينة للاشغال الضرورية جدا، والمجلس بصدد العمل على ذلك بعد تقسيم المدينة الى 6 مناطق هب التبانة والقبة وابي سمراء وباب الرمل والاسواق الداخلية وطرابلس الحديثة. ويتولى عضوان من المجلس البلدي قيادة العمل الانمائي الطارىء في كل بقعة وليتنافسوا على ذلك”.

وتابع ريفي: “كل ابناء المدينة يعلمون ان هناك مدافن تسمى مدافن الغرباء ويوجد عائلات تعيش في داخلها، وهذا عار علينا جمعيا. منذ سنة تحدثت عن هذا الموضوع واكدت انه لا يجوز لاي طفل ان يعيش بين المدافن والمقابر. يجب توفير بيئة طبيعية لكل عائلات مدافن الغرباء. ان ارض مقبرة الغرباء ومحيطها تعود ملكيتها الى دار الاوقاف الاسلامية ويجب ان تضع الاوقاف الاسلامية هذه الاراضي بتصرف الفقراء، وسنسعى جميعا لتشييد الابنية لهم، وسأتقدم بمشروع رسمي لدائرة الاوقاف في الشمال او لدار الفتوى في بيروت يتضمن حل مشكلة فقرا مدافن الغرباء.