IMLebanon

تقرير IMLebanon: حريق وادي شحرور يثير التساؤلات.. اسباب بيئية ام تخفيض لسعر الارض؟!

wadi-chahrour-fire

 

ما تبقى من مساحة لبنان الخضراء التي تتقلّص لتساهم في غرق وطن الارز بالتلوث والسموم اكثر واكثر، يواجه كل عام خطر الحرائق ولأسباب عدة أغلبها يكون بشرياً. فتفتك تلك الحرائق بالأخضر واليابس وتحول البقعة الخضراء الى أرض سوداء قاحلة لا حياة فيها…

لكن احياناً فإن الحرائق لا يكون سببها عفوياً او بلا قصد اما بتدخل بشري مقصود ومتعمد وعن سابق تصور وتصميم!

في وادي شحرور السفلى في قضاء بعبدا، شب الاحد حريق استمر لساعات من الصباح حتى بعد الظهر، لكن مع غياب الشمس وحلول الظلام عادت النيران لتشتعل من جديد وتحديدا عند الساعة التاسعة مساء لتبقى حتى ساعات الفجر الأولى ويتم السيطرة عليها عند الساعة الثانية من منتصف الليل!

هذا الحريق طرح أكثر من علامة استفهام، اذ صحيح ان العوامل الطبيعية تؤثر سلبا احيانا وتساعد على انتقال النيران بطريقة اسرع خصوصا اذا كانت الرياح ناشطة، ولكن كيف يمكن للنار ان تنطفئ لتعود وتتجدد في الليل؟! فما هي الأسباب التي تقف خلف هذا الحريق؟ وهل هو مفتعل أو حصل جراء عوامل طبيعية بحتة؟ وكيف يمكن مواجهة تلك الحرائق وتجنيب لبنان كوراث بيئية إضافية؟

أسباب مجهولة

رئيس بلدية وادي شحرور السفلى سيمون أبو راشد، يكشف في حديث لـIMlebanon أن “أسباب الحريق ليس واضحت حتى الساعة ولا نعتقد أنه مفتعل، ولكن علينا ان نترك التحقيقات تأخذ مجراها لكي نتأكد من الأمر والجهات المختصة تحقق في الموضوع لترى ان كان هناك شخص قام بافتعال الحريق ام لا”. ويشير الى أن “المشكلة التي واجهها الدفاع المدني خلال اخماد الحريق هو انه ليس هناك اي طرقات تساعد الآليات على الوصول الى مكان الحريق لاخماده لان الحرج كبير جدا ويقع عند سفح جبل وهو كناية عن عقارات خاصة فليس هناك املاكا للبلدية او مشاعات”.  ويشرح “انه في الليل مع الأسف هبّت الرياح الشرقية ما ادى الى اشتعال النيران مجددا في المنطقة العليا للبلدة والتي هي على مقربة من البيوت السكنية، وكان الدفاع المدني يخمد النيران على بعد بضعة امتار من المنازل السكنية ولحسن الحظ انه لم يقع اي اصابات او جرحى جراء هذا الحريق الكبير خصوصا أن الجيش استخدم الطوافات من اجل السيطرة على الحريق”.

ويلفت أبو راشد الى أن “هناك بحثا جديا في البلدية مع قيادة الجيش والدفاع المدني لإيجاد طريق توصلنا الى داخل الأحراج لانه في حال حصل اي حريق مستقبليا نستفيد من هذا الطريق للسيطرة باسرع وقت ممكن على النيران ومواجهة اي خطر يهدد الأشجار”. أما بالنسبة للأضرار، فيؤكد أن “المنطقة كل فترة تتعرض لحرائق عدة والأضرار لا بأس بها من أشجار سنديان وصنوبر وغيرها، ولكن هذه المرة الأضرار لم تكن كبيرة جدا كما في السابق لان الأشجار ليست بالغة لأنه في العام 2010 حصل حريق كبير واتى على عدد كبير من الأشجار”.

وينفي أبو راشد أن “يكون سبب الحريق مفتعلا من أجل بيع الحطب والاستفادة منه خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء فالمنطقة ليست منطقة شجرية 100% فهي ليست غابة سنديان او صنوبر لكي تكون هذه الفرضية صحيحة، فالمنطقة صخرية وحرجية وتحوي على أشجار صنوبر وسنديان وزيتون ولكن ليس بالكثافة المطلوبة، والاتجاه يشير الى أنه خلال تنظيف عقار يحوي على اشجار زيتون عبر حرق الأعشاب اليابسة حصل الحريق لذلك الامر ليس مفتعلا، ولكن في المرات السابقة كنا نلاحظ ان الحرائق مفتعلة ومتكررة فضلا عن ان السكان شاهدوا اكثر من مرة من يقوم بحرق الأشجار عمدا”، شاكرا الدفاع المدني والجيش اللبناني وقيادة الجيش على الجهد الكبير الذي قاموا به من اجل السيطرة على الحريق واخماده، فضلا عن المتطوعين من الأهالي والشرطة البلدية الذين لم يقصروا ابدا.

 

هل الهدف تخفيض سعر الارض؟!

لكن اللافت ان مصادر عدة أكدت لموقع IMlebanon أن سبب الحريق ليس بيئيا وانما مفتعلا ولكن اختلفت الأسباب، فالبعض أكد أن السبب يعود لتخفيض سعر الأرض في المنطقة خصوصا أن فقدان المناطق الخضراء يؤثر سلبا على المشترين فتلقائيا يضطر صاحب الأرض على تخفيض سعرها لكي يبيعها، فيما البعض الآخر كشف عن أن السبب يعود للاستفادة من الأشجار مع اقتراب فصل الشتاء وهكذا يتم اقتلاع الأشجار تحت حجة الحريق من اجل استخدامها كحطب للتدفئة وبيعها.

أما مصدر آخر، فرجح أن يكون السبب هو لانشاء بعض الأبنية لانه عندما يتم شراء الأرض ويكون فيها أشجار خضراء يتطلب جرفها عملا أطولا وبكلفة أعلى، فيما إذا كانت قاحلة ومن دون أعشاب وأشجار فتكون كلفة الجرف أرخص بكثير من أجل البدء في أعمال الحفر والبناء.

الاهالي يرفعون الصوت

عدد من الاهالي تحدثوا لـIMlebanon مؤكدين ان الحريق يثير الشبهات خصوصا انه عاد وتجدد في المساء، فالسيّد ” ج. ب. ” يشير الى أن عناصر الدفاع المدني أخمدوا الحريق في الصباح بمساعدة من الجيش اللبناني وابناء المنطقة وتأكدوا جيدا انه تم اخماده نهائيا إلا ان المفاجأة كانت بتجدده في الليل.

السيّدة “ع. و” والتي يعمل زوجها في الدفاع المدني والذي كان حاضرا خلال اخماد الحريق، فتؤكد أن الحريق كان هائلا واتى على عدد كبير من الأشجار والثروات الطبيعية، وتسأل: “كيف يمكن لحريق ان يندلع في الليل مجددا بعد اخماده؟ ولماذا قضاء بعبدا يعاني كل عام او عامين من حرائق كبيرة فيه؟ فمن يقف وراء هذا الأمر؟”.

أما الآنسة ” س. ج.”  توضح أنه لولا جهود الدفاع المدني والأهالي لكان وصل الحريق الى المبنى الذي تقطن فيه، وتضيف أن بعض السكان شعروا بضيف في التنفس جراء الدخان المتصاعد.

تعددت الأسباب ولكن النتيجة واحدة، كارثة بيئية تلوى الأخرى تهدد الحياة الطبيعية ومع انتشار الحرائق يفقد لبنان تدريجيا المساحات الخضراء ليتحول مع مرور السنين الى صحراء قاحلة خصوصا بعد فقدانه لقب لبنان الأخضر.