IMLebanon

موسكو تدعم تحرك الحريري!

saad-al-hariri-and-sergey-lavrov

كشفت مصادر لبنانية مواكبة للأجواء التي سادت محادثات الرئيس سعد الحريري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لصحيفة “الحياة” أن موسكو أكدت دعمها بلا شروط الجهود التي يقوم بها زعيم تيار “المستقبل” في تحركه لدى جميع الأطراف المحليين المقررين في إنجاز الاستحقاق الرئاسي من أجل كسر الحلقة المفرغة التي ما زالت تؤخر انتخاب الرئيس.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن موسكو تقف إلى جانب الجهود الرامية لانتخاب الرئيس لتدعيم الاستقرار في لبنان من دون أن يدخل لافروف مع الحريري في أسماء المرشحين أو في أي تفاصيل توحي بأن موسكو تدعم هذا المرشح أو ذاك.

وقالت إن موسكو لا تعطي أفضلية لمرشح على آخر وإن لافروف أبدى تفهمه وجهة نظر الحريري في عرضه أسباب تجديده مساعيه لملء الشغور في رئاسة الجمهورية، وأبرزها أن لبنان لم يعد يحتمل استمرار هذا الشغور وهو في حاجة إلى إعادة انتظام مؤسساته الدستورية لإنهاء الشلل والتعطيل الذي ترزح تحت وطأته.

ونقلت عن الحريري قوله إنه لا يزال في مهمة استكشاف الأجواء تمهيداً لتفعيل تحركه الذي يشمل جميع الأطراف، وهو يسأل جميع من التقاهم أو سيلتقيهم فور عودته إلى بيروت: “ما العمل؟ وهل من الجائز أن نستمر في الفراغ في رئاسة الجمهورية؟ وكيف يمكننا الخروج منه لما يترتب على استمراره من أضرار سياسية واقتصادية ومالية؟”.

وأكدت المصادر عينها -بحسب ما قال الحريري للافروف-، أنه حاول في البداية تبني ترشيح زعيم تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية وتوجه إلى المعسكر الآخر، أي إلى الفريق السياسي الذي يفترض أنه داعم له، لكن “حزب الله” لم يتجاوب.

وتابعت أن الحريري أبلغ لافروف أنه انتظر أكثر من 11 شهراً بعد أن تبنى ترشيح فرنجية لكن “حزب الله” ومن يدور في فلكه بقوا على موقفهم.

وقالت إن الحريري عاود تحركه بعد طول انتظار. لأن لبنان لا يتحمل الفراغ في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية، وأطلق مبادرة في اتجاه جميع الأطراف وبدأ حواره مع رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون ولم يصل إلى نتيجة حتى الآن وبالتالي سيواصل جهوده، لأن لا بديل من تأهيل الوضع السياسي في لبنان لكسر حلقة الفراغ في الرئاسة الأولى.

واعتبر الحريري ان هناك حاجة ملحة في البلد للإسراع في انتخاب الرئيس، لما يترتب على انتخابه من تدعيم للاستقرار وحماية التهدئة التي نمر فيها وصولاً إلى فتح الباب أمام دخول لبنان في مرحلة سياسية جديدة تحقق حماية المؤسسات الدستورية وإعادة الاعتبار للشرعية وتفعيل مؤسساتها.

ونقلت المصادر عن لافروف قوله للحريري: “أنت تمثل الاعتدال في لبنان ونحن لن نتردد في مساعدتك في دورك الوطني لإنهاء الشغور”، وأن الرئيس فلاديمير بوتين سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين المقبل وسيثير معه ضرورة دعم تحركه، وبالتالي فهو على استعداد للتواصل مع إيران والدول الأوروبية.

كما نقلت عن لافروف قوله أيضاً: “نحن نقدر دورك في لبنان وكنت قمت في السابق بأكثر من مبادرة، وأنت ضمانة لهذا البلد الذي هو النموذج الوحيد للتعايش بين كل طوائفه في المنطقة على رغم الخلاف السياسي في بعض الأحيان، وما يحصل حول بلدكم يدفعكم إلى الحفاظ عليه وعدم التفريط بهذا النموذج”.

لكن طغيان الوضع في لبنان على محادثات الحريري- لافروف لم يؤد إلى اغفال الوضع في سورية، الذي شهد تبايناً في وجهات النظر حول من تسبب بالنزوح السوري إلى لبنان والأعباء المالية والاقتصادية التي يتحملها.

وفيما قال لافروف إن “داعش” والمجموعات الإرهابية تسببت بهذا العدد الهائل من النازحين إلى لبنان، رأى الحريري أن سببه النظام في سورية، لأن هذا النزوح سبق وجود “داعش” وغيره من المجموعات الإرهابية. وكان يفترض فيه أن يعرف كيف يتعامل مع شعبه بعيداً من القتل والعنف.

ولفت الحريري إلى الدور التاريخي لروسيا في وقوفها إلى جانب الشعوب المضطهدة في العالم وفي المنطقة أيضاً. وقال: “نحن نقول لكم من موقع الصداقة إن على روسيا أن تدحض الانطباع السائد لدى الرأي العام بأنها معادية للشعب السوري، خصوصاً أن لديها القدرة على وضع أسس للحل السياسي للحرب الدائرة في سورية، لأنه مفيد للبنان ويوفر الحماية له في حال توصلنا إلى حل سياسي للأزمة التي نحن فيها”.