
أكدت مصادر موثوقة لصحيفة ”الجمهورية” انّ مشاورات الرئيس سعد الحريري التي يتابعها في الداخل ما زالت تتمحور حول العناوين ذاتها لناحية التعجيل في إنجاز الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن، وتوحي تلك المشاورات انه اقترب جداً من حسم خياره بترشيح رئيس تكتل “الاصلاح والتغيير” النائب ميشال عون، على ان يأتي إعلان هذا القرار في ضوء المشاورات التي سيجريها في الرياض قريباً.
وأوضحت مصادر عاملة على خط الاستحقاق الرئاسي انّ الاجواء التفاؤلية قابلة لأن تكون ملموسة من الآن وحتى جلسة 31 تشرين الاول الجاري، إذ انّ الرئيس العتيد قد يولد في هذه الجلسة، الّا إذا طرأ ما يستوجب تأجيلاً جديداً لمرة واحدة وبرزت عقبات حالت دون ذلك.
واعتبرت المصادر انّ كل ذلك يتوقف على مبادرة الحريري الاعلان عن قراره ترشيح عون، حيث يُعتبر هذا القرار بمثابة التزام لا رجعة عنه بما يضع البلد على سكّة نحو عقد جلسة الانتخاب.
وقالت: يبقى انّ الكلمة الفصل هي للرياض التي لم تعلن قرارها حتى الآن. وهذا ما اكّده الحريري لكتلة “المستقبل” في اجتماعها امس الاول، ما يعني انّ القرار لم يصل بعد، وأنّ توقيت وصوله معلّق على ساعة المملكة.
من هنا، استبعدت المصادر ان يصدر عن الحريري ايّ موقف صريح قبل ذلك، بمعنى آخر انّه في فترة انتظار قرار المملكة.
وكشفت “الجمهورية” انّ الحريري، وفور عودته من زيارته الى موسكو والرياض، كان قد كلّف احد ممثليه التواصل مع الرابية وإبلاغها بأنّ السعودية ايجابية، الّا انه لم يتبلّغ منها قراراً حاسماً في هذا الاتجاه.
وبحسب المعلومات، انّ هذا الكلام وجد أصداء ايجابية ومريحة جداً في الرابية، وتبع ذلك تواصل بينها وبين “حزب الله”، حيث وُضع الحزب في أجواء تواصل الرابية و”بيت الوسط” و”انّ الامور قد انتهت ولم يبق سوى الرئيس بري”.
وفي هذا السياق، تمنّت الرابية على الحزب القيام بما يمكن ان يسهّل إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتليين موقف بري، فيما لاحظت المصادر نفسها انه ما زال ثابتاً على ما يسمّيها مسلّماته المتمثّلة بالتمسّك بالتفاهمات المسبقة قبل انتخاب رئيس الجمهورية بمعزل عن الشخص.