IMLebanon

ريفي: نحضر لوثيقة شرف تفصل التنمية عن السياسة

rifi

 

اشار وزير العدل اشرف ريفي الى انه لا يمكن بناء مدينة أو قرية بشكل عشوائي تؤدي إلى قيام عشوائيات.

كلام ريفي جاء خلال رعايته مؤتمر “المخطط التوجيهي العام ودور البلديات” الذي تنظمه اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس وشبكة سلامة المباني، في حضور عدد من الفاعليات والمهتمين.

وقال: “للأمانة نحن اليوم لسنا في معرض رمي المسؤولية على أحد أبدا، نحن اليوم مسؤولون عن النهوض بمدينتنا ولننهض ايضا بكل الشمال وأن نمضي إلى الأمام دون النظر إلى الوراء”.

أضاف: “الكل يدرك أنه تم استهدافنا من خلال واقع أمني غير طبيعي، وهذه المدينة تعرضت لمجزرة في التبانة سنة 1985 وذهب ضحيتها حوالى 800 شهيد وبالمقابل نحن نعي وندرك ماذا فعلت 7 أيار وتداعياته ونعرف أيضا مشروع ومخطط “فتح الإسلام” ونحن عندما كنا في قوى الأمن الداخلي ومع الجيش اللبناني لم ننقذ فقط شمال لبنان بل أنقذنا كل لبنان من مؤامرة فتح الإسلام، وبالمقابل تعرضنا ل21 جولة عنف بمعدل 4 او 5 جولات عنف كل أربعة أشهر تقريبا وسقط فيها عدد كبير من الضحايا، والحمد لله تخلصنا كما قلت من التحدي الأمني بفضل وعي السياسيين والجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وكل المؤسسات الأمنية ونحن اليوم أمام مرحلة جديدة”.

وتابع: “من هذا المكان في الأسبوع الماضي اعلنت أني امد يدي إلى كل القوى السياسية حتى أقول ان التنمية في المدينة هي مسؤولية الجميع ومن المفروض ان تكون لدينا وثيقة شرف ونقوم بتحضيرها مع نقيب المهندسين حتى يوقعها كل السياسيين لنقول أننا قد نختلف بالسياسة ونتقارع في الإنتخابات وبكل المناسبات ولكن على مستوى التنمية في المدينة لا يجوز إلا ان نكون يدا واحدة فقط لا غير. الوثيقة يتم تحضيرها وندعو كل السياسيين إلى توقيعها لفصل تنمية المدينة عن خلافاتنا السياسية وصراعاتنا الإنتخابية، وبالنسبة إلى التنمية نحن فريق واحد ومن يحب مشاركتنا أهلا وسهلا به ونتمنى ألا يعرقل أحدنا الآخر. هذه المدينة لها علينا وآمل أن نكون جميعا عند حسن ظنها”.

وقال: “في المقابل أصررنا على إقامة هذه الندوة لنقول كيف نريد تحضير مخططنا التوجيهي لما بعد عشرين او ثلاثين او خمسين سنة، وأن نذهب إلى أصحاب الإختصاص ليعدوا الدراسات عن واقعنا السوسيولوجي والبشري وعلى صعيد المساحات ونعد المخطط التوجيهي ولنقول خلال السنوات الخمس المقبلة لدينا هذه المشاريع وخلال عشر سنوات لدينا تلك المشاريع الأخرى”.

أضاف: “في كل الأوقات اركز على ناحية مهمة تكمن في وجود حزام بؤس حول المدينة وألا نفعل مثل النعامة بوضع رأسنا في الرمل ولا نرى ما يدور حولنا، فشمال وشرق نهر أبو علي هناك منطقة فقر غير مقبولة نهائيا، وإذا لم ننفذ مشروعا استراتيجيا بعيد المدى وغير ترقيعي لهذه المنطقة فإن حزام البؤس هذا سيلتف حول المدينة واليوم بدأ من شمال المدينة ويلف باتجاه البداوي وعلى العيرونية ويتابع إلتفافه ليصل إلى جنوب طرابلس بما يشبه الطوق ويحضر إلى ما يشبه حربا طبقية مستقبلية وندخل بذلك إلى صراع طبقي ودائما الفقر يأكل الغنى إلا إذا كان هناك رؤية وإرادة عمل. هذا الواقع تم طرحه من رئيس البلدية في المخطط التوجيهي لتغيير طبيعة نهر ابو علي الذي يتحول وخاصة خلال الصيف إلى مجرور وبالطبع المهندسون يعرفون أن المدينة التي فيها ماء يجب أن يكون هناك حياة على يمينها وعلى يسارها، والمياه التي تسير في مجرى النهر هي مياه آسنة وهي مكان لتكاثر البرغش والحشرات، والفكرة لإنقاذ منطقة النهر من هذا الواقع المزري هي في إقامة سد عند المولوية ومن ثم تتكون بحيرة مياه حلوة من شأنها تغيير طبيعة المنطقة، ومن ثم من السد إلى البحر على مسافة 3 كلم يكون مجرى النهر منخفضا عن سطح البحر وبذلك تدخل مياهه إلى مجرى النهر فتتحول المنطقة وتتغير الصورة نحو الأفضل، ويتبدل الحال من الفقر والتعتير إلى أمل وإلى زيادة في مداخيل سكان المنطقة”.

وتابع: “في المقابل مشروع سكة الحديد قائم وعندما كنت مشاركا في أعمال مجلس الوزراء تم إقرار هذا المشروع تمهيدا للاستفادة منه بأفضل ما يمكن في مرحلة إعادة إعمار سوريا التي آمل ان تتوقف فيها الإشتباكات، وهناك تواصل من البنك الدولي معي شخصيا والمطلوب التحضير لمؤتمر يعقد خلال ثلاثة اشهر في طرابلس، فالمشاريع من شأنها مكافحة الفقر والأمنيون يدركون ان الفقر يؤدي إلى التطرف والإرهاب، لذلك همنا تأمين فرص العمل لأبنائنا ليعيشوا بكرامتهم وإبعادهم عن الفقر والإرهاب وان تكون طرابلس قاعدة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، وأعود وأقول ان المفتاح السحري في إعادة إنماء طرابلس هي في التوقيع على وثيقة الشرف سواء ربحت أنا الإنتخابات او ربحوا هم الإنتخابات، فلنضع صراعاتنا جانبا ونعمل كفريق عمل لإنماء المدينة، ولن يكون إنماء إلا ضمن منظار موحد طرابلسي اولا ثم شمالي ثانيا ولبناني ثالثا”.

وردا على سؤال، قال: “مفهومنا لموقع المسؤولية هو في أن نكون في خدمة مدينتنا ووطننا، واما ان نكون في ابراج عالية وان يأتي الناس ويصفقون لنا فهذا امر قد سقط في الحقيقة، والبلدية ليس لديها عصا سحرية. عندما تسلمت مسؤوليتي في قوى الأمن الداخلي استغرق الأمر ستة أشهر لتطوير المؤسسة، ولا شك ان البلدية تحتاج إلى بعض الوقت للانطلاق في مسؤولياتها وخدماتها ومشاريعها، وأؤكد للجميع اننا من خلال حواراتنا مع رئيس البلدية وأعضاء المجلس نحن مطمئنون إلى نزاهتهم وحبهم لمدينتهم وكفاءتهم وتفانيهم في العمل، وولادة الجنين تتطلب تسعة اشهر ولا يمكن ان يكون ذلك بكبسة زر”.

وتابع: “كلنا يدرك ان إمكانيات البلدية محدودة، لكن من الضروري ان نكون في حالة إستنفار دائم ولا أخفي عليكم أني تلقيت إتصالا من مسؤول خليجي يقول لي فيه: “ان طرابلس عزيزة علينا ومن خلال نزاهتكم وإنجازاتكم التي حققتموها نحن نتطلع إليكم ونقول لكم أننا نقوم بتحضير صندوق خاص لتنمية مدينة طرابلس”.

وقال: “كلما أعطينا الدليل عن نزاهتنا وإصرارنا على التنمية كلما فتحت أمامنا فرص حقيقية للنجاح، وتصورنا أنه من خلال المخطط التوجيهي هناك أمور ملحة وطارئة، وكما تم تقسيم المدينة إلى مناطق هناك خمس مناطق شعبية هي التبانة والقبة وابي سمراء وباب الرمل والأسواق الداخلية، وطرابلس الحديثة هي ست مناطق ونعمل نحن والبلدية ومن خلال جزء من الصندوق الذي أشرت إليه بحالة طوارىء لإصلاح الحفريات وردم الحفر وما شابه، وخلال أشهر قليلة لن تكون هناك حفرة في طرابلس، وعلى المدى الطويل هناك مشاريع للمدينة من حيث التشجير والإضاءة وتنظيم الشوارع وفتح آفاق تمويل لهذه المشاريع، ونحن ندرك ما لدينا من تصورات وإرادة وكفاءات نضعها في خدمة المدينة. ندرك اننا استلمنا المدينة مع بداية ولاية المجلس البلدي وهي على ما هي عليه من أحوال وسنسلمها مع نهاية هذه الولاية على شكل آخر”.

واضاف ريفي: “نعم، الرئيس فؤاد شهاب هو باني لبنان الحديث كما أشار احد الأخوة ونحن في السياسة في انتظار فؤاد شهاب الجديد في رئاسة الجمهورية، وإن شاء الله يكون ذلك قريبا”.