IMLebanon

تفاهمات التكبيل (بقلم بسّام أبو زيد)

nasrallah-berri-hariri

 

كتب بسّام أبو زيد:

 

لم يختلف كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تقرير مسار الاستحقاق الرئاسي عن كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإن كان الاختلاف فقط في التزام حزب الله بالعماد عون كمرشح.

لقد دعا السيد نصرالله العماد عون إلى تفاهمات مع الرئيس بري والنائب فرنجية والحلفاء، ما يعني أن هذه التفاهمات يجب أن تشمل الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث والحزب الديمقراطي اللبناني بزعامة الأمير طلال أرسلان وحزب التوحيد وغيرها ربما من القوى المتحالفة مع حزب الله.

واللافت في كلام السيد نصرالله عن هذه التفاهمات المطلوبة أنه لم يشر إلى أي دور لحزب الله فيها، وترك الباب مفتوحا للتفاوض بين المرشح الأقوى على الساحة المسيحية وحلفاء الحزب كل على حدة. وكأنه أراد بالفعل ان يؤكد على سياسة النأي بالنفس عن أي خلافات بين العماد والحلفاء، وعن اي مطالبة له بالضغط على المعترضين.

وفي الحديث عن هذه التفاهمات التي تحدث عن ضرورتها السيد نصرالله يبرز السؤال الكبير: على ماذا يجب التفاهم بين العماد عون وحلفاء الحزب؟

في السياسة ليس هناك من تفاهمات مطلوبة، فالعماد عون وحلفاء الحزب متفقون على أن وصوله إلى سدة الرئاسة هو انتصار لمشروع محور الممانعة، ومتفقون على بقاء السلاح في يد حزب الله وعلى دوره في قتال إسرائيل والارهاب والقتال الى جانب النظام السوري، وعلى ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”، ومتفقون على النظام النسبي في الانتخابات النيابية. فعلى ماذا يريدون التفاهم إذا؟

قد يكون المطلوب تفاهم على توزيع الحصص والمقاعد وتحديد مواقع النفوذ في الدولة منعا للصدام. ويجري كل ذلك تحت عنوان الميثاقية التي تحولت بالفعل إلى نظام ميثاقية المغانم بحيث ينال الأقوى في مذهبه حصة الأسد من الوظائف والمشاريع ويوزع الباقي على من تبقى من الحلفاء.

إن التفاهمات المطلوبة بالفعل هي مع خصوم العماد عون. والمطلوب تفاهمات سياسية أولا تتعلق بابتعاد لبنان عن سياسة المحاور، تفاهمات تتعلق بالسلاح وقتال حزب الله خارج لبنان. تفاهمات لا تضع البلد في مواجهة مع بلدان شقيقة وصديقة، وتفاهمات تتعلق بحرية التعبير والرأي والعمل السياسي.

وفي هذا الإطار ماذا يمنع العماد عون من الحديث مع بقية خصومه بعدما وقع ورقة النوايا مع القوات اللبنانية؟ ألا يستحق حزب الكتائب أن يتفاهم معه؟ ألا يحق ذلك لحزب الوطنيين الاحرار؟ ألا يحق ذلك للنائب بطرس حرب؟وغيرهم من القوى المسيحية والسيادية؟

إن التفاهمات التي يقيمها الرئيس القوي يجب أن تكون على مبادىء ومسلمات سياسية تحافظ على سيادة واستقلال وحرية لبنان، ولا يجب أن تكون تفاهمات على حقائب ومقاعد. وبالتالي ما من أحد يستطيع تكبيل الرئيس العتيد إن لم يرض هو بالتكبيل ثمنا لولاية رئاسية لن تختلف عما سبق.