IMLebanon

ارتيابٌ… من بعد انتخاب عون!

 

michel-aoun-new

 

 

لا تبدو أوساط مواكبة للاستعدادات الجارية ليوم الانتخاب الرئاسي واثقة من هذا التوصيف ولو أن انتخاب العماد ميشال عون صار في حكم المحسوم ولم يعد هناك أي شكوك جدية في أنه سيُصبِح الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية منذ نيل لبنان استقلاله عام 1943.

وتسبغ هذه الأوساط صورة شديدة التشكيك والتوجس مما سيأتي تباعاً من استحقاقات بعد انتخاب عون وخصوصاً بالنسبة الى عملية الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها في منتصف الاسبوع المقبل لتكليف رئيس الحكومة الجديدة ومن ثم مخاض الرئيس المكلف، الذي سيكون الرئيس سعد الحريري، في إنجاز عملية التشكيل التي يحوط بها “حقل ألغام” سياسي، بعضها من ارتدادات مسار الانتخاب الرئاسي الذي يُعتبر رئيس البرلمان نبيه بري متصدِّر جبهة الاعتراض عليه.

وتكشف الاوساط في هذا السياق، أنه طُرحت في الكواليس منذ ايام مسألة الاشكالية الاولى التي يمكن أن تبرز فور تكليف الحريري بتشكيل الحكومة وهي ألا يسمي الثنائي الشيعي”حزب الله” و”امل” (يتزعّمها بري) الحريري لرئاسة الحكومة، الأول بفعل موقفه الذي حدده السيد حسن نصرالله بكلامه في خطابه الأخير عن أنه “لا يمانع” تكليف الحريري وهو ما فُسّر على أن كتلة الحزب ليست ملزمة تسمية الحريري ولا التزام اتفاق “تبادل الرئاسات” الذي تم بين عون والحريري. اما بري فان إمكان عدم تسميته الحريري ينطلق من انه سيصوّت ضد العماد عون في جلسة الاثنين الرئاسية ومع النائب سليمان فرنجية، ما يعزز احتمال ان يبقى في صفوف المعارضة خلال استشارات التكليف ويرجّح ان كتلته لن تسمي الحريري.

وتلفت الاوساط نفسها الى أنه في حال عدم حصول ما يدفع بري الى تسمية الحريري فإن الأخير سيكون امام إشكالية “ميثاقية” من منطلق أن الطائفة الشيعية لم تزكه لرئاسة الحكومة، الأمر الذي يُبحث كاحتمال جدّي من الآن.

وتنتظر هذه الاوساط المقابلة التلفزيونية التي سيطلّ عبرها الرئيس الحريري مساء اليوم لتبين توجهاته التفصيلية من الاستحقاق الرئاسي والحكومي في ظل انتخاب عون. وتقول إن ثمة حركة مشاورات واتصالات محمومة ستتصاعد بقوة في الساعات الثماني والاربعين المقبلة وخصوصاً بعد عودة الرئيس بري غداً الى بيروت من زيارة دامت أسبوعاً لجنيف، وأن مسألة التسمية لن تُحسم على الأرجح الا قبيل بدء عون استشاراته النيابية لتكليف الحريري، وان رئيس البرلمان سيتخذ الموقف النهائي بعد مشاوراته مع “حزب الله” وحليفه النائب سليمان فرنجية.

وتشير هذه الاوساط الى أن من الصعوبة بمكان الإطلالة مسبقاً على عملية تشكيل الحكومة وما يمكن أن تشهده من عقبات وأفخاخ أو تسهيلات قبل اتضاح الاتجاهات الشيعية في شأن تسمية الحريري، اذ أن مؤشرات التعقيد أو التسهيل ستظهر اولاً في عملية التكليف، ولن يكون ممكناً للحريري القفز فوق امتناع الثنائي الشيعي عن تسميته. ولكن السؤال الذي تفرضه هذه المسألة هو عن موقف الرئيس المنتخَب اي العماد عون الذي ستغدو كل عقبة محتملة امام التكليف والتشكيل كأنها استهداف لانطلاقة قوية لعهده.

October 28, 2016 02:08 AM