IMLebanon

جعجع: لا لحكومة وحدة وطنية

samir-geagea-new

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن تساؤلات البعض عما إذا كان من الممكن أن يطعن الرئيس ميشال عون “القوات في الظهر خطأ”، مضيفًا: “أخذنا مجاذفة كبرى وربحنا حتى الرهان هذه اللحظة”.

جعجع رأى في حديث لبرنامج بموضوعية عبر الـ”mtv”، أن ما حصل في جلسة انتخاب الرئيس مخز، والقول إن الرئيس صنع في الضاحية غير صحيح ولكن إن صح هذا الأمر أين تقع الضاحية؟ أليست في لبنان، معتبرًا انه لو كان “حزب الله” جدي بدعمه لعون لكان أوصله عندما دعمته “القوات”، وتابع: “يجب ألا ننسى أن الحزب حاول يومها رمي وزر التعطيل على الرئيس سعد الحريري”.

واذ شدد على ان انتخاب العماد عون صنع في لبنان وكل الانتخابات الرئاسية السابقة كانت تتحرّك دائمًا في ظل محرّك خارجي، إعتبر جعجع  ان الأكثرية الساحقة من الدول حتى إيران لا تريد وصول عون الى الرئاسة وهذا الأمر يعرفه الاخير والوزير جبران باسيل أيضاً.

وتابع: “نحن نريد رئيس جمهورية وحكومة يتكلمان عن أن الجيش هو الحامي لسيادة الوطن، وإن قارنا بين كلمتي الرئيس نبيه بري والعماد عون لبان لنا الفرق بينهما”، مضيفًا: “نحن نؤيد بالكامل مقاومة الدولة، وأن تكون سياسة المقاومة محصورة بالدولة لا أن يكون هناك حزب مستأثر بهذا الأمر”.

وكشف أن “حزب الله” لم يكن مسرورًا بخطاب القسم لأنه وطني واستقلالي وسيادي بإمتياز 100%، سائلاً: “إذا كان نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم يعتبر أن خطاب القسم وطني واستقلالي بإمتياز فلماذا لا نطرح اعتماده كبيان وزاري ما دام يعجب الجميع؟”.

ولفت رئيس حزب  “القوات” الى ان كلام عون عن الحرب الاستباقية على الارهاب في خطاب القسم لا علاقة له بموضوع قتال “حزب الله” في سوريا وهو أعلن أكثر من مرّة عن رأيه في هذا الإطار وإن كان قد عبّر عن رأيه على طريقته.

ورفض إعتبار البعض بأنهم استسلموا لـ”حزب الله”، قائلاً: “نحن لم نستسلم لمن هم أكبر من “حزب الله” لذا لا نستسلم للحزب اليوم، والأيام أمامنا لنرى من كانت حساباته صائبة ومن كان مخطئاً ولكن أتمنى أن يعتذر من يجد نفسه مخطئاً”.

وذّكر جعجع أنه عندما رشح “حزب الله” الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة قام بسحب المرحوم الرئيس عمر كرامي وعمل ما عمله من أجل إيصال ميقاتي لرئاسة الحكومة، سائلاً: “ماذا فعل الحزب من أجل إيصال عون؟” وتابع: “عندما كانوا يريدون تشكيل الحكومة التي يريدون ضغطوا على النائب وليد جنبلاط من أجل القيام بذلك ولكن اليوم عندما رأوا أن الأكثرية مع عون لما كانوا حضروا الجلسة”.

وعن تشكيل الحكومة، قال: “سنضغط بكل قوّتنا من أجل تشكيل الحكومة بشكل سريع لأنه من غير المقبول أن نصل إلى نهاية العام من دون حكومة”، مؤكدًا على انه ضد تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولفت الى ام حكومات الوحدة الوطنيّة غير منتجة، واضاف: “مهما كان الواقع اللبناني معقداً إلا أن هناك دستور واضح يجب الالتزام به. هناك العديد من الكتل لا تريد انتخاب العماد عون لأنهم لا يؤمنون بسياسته لذلك على هؤلاء أن يكونوا في المعارضة”، داعيًا إلى تشكيل حكومة متجانسة.

وشدد على أن “القوات” جزء أساسي من المعادلة، سائلاً:”الا يشهد لنظافة كفة “القوّات” وعدم انغماسها في الفساد؟ فما المانع أن تكون وزارة المالية معنا في الحكومة المقبلة؟”.

وردًا على اعتبر الوزير سليمان فرنجية وصول عون الى رئاسة الجمهورية انتصار لخطهم السياسي، قال: “كيف يمكن أن يكون قد انتصر خط فرنجيّة بوصول العماد عون فهم لم يألوا جهداً من أجل عرقلة وصوله وكان هناك تخطيط جدي من أجل تعطيل جلسة الانتخاب”.

واضاف: ” كانوا يريدون تعطيل الجلسة عبر الفوضة لأنهم يدركون أنه من غير الممكن أن ينسحب “الكتائب” من الجسلة أو المعارضين لوصول عون في كتلة المستقبل. راهنوا على الفوضى والعمل على اثارة غضب العماد عون ونواب “التيار” و”القوات” ونحن عملنا على ضبط الموضوع”.

واوضح جعجع: بعد تجربة التفاهم بيننا وبين “التيار” أيقنا أننا بتفاهمنا نحن أقوى وموضوعياً من أجل مصلحة الفريقين أن يستمر هذا التوافق، نحن اتفقنا مع “التيار” على أن نكون شريكين والحساب بيننا بالجملة، فوجود العماد عون في الرئاسة هو كأننا نحن في الرئاسة أيضاً، لا أرى بوادر مناكفة مع العماد عون واليوم أمامنا امتحان تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب، معتبراً ان هناك احتمال للعودة إلى قانون الستين في أيار 2017.

واكد ان مشروع 14 آذار هو مشروع حقيقي أما مشروع 8 آذار فهو غير موجود، واعتبر انه في السنوات الاخيرة تعرّض التحالف مع تيار المستقبل إلى إهتزازات كثيرة وهذا قبل الرئاسة، مؤكداً ان الخطاب الرئاسي والإنتخابات تنفيذ لمشروع 14 آذار.. أمامنا متسع من الوقت من أجل إقرار قانون انتخابي جديد ويجب ألا تغفل واقع أن لدينا رئيس جديد وهناك حكومة ستشكل.

واضاف: ما يحدّد تموضعنا هو مشروعنا السياسي وطالما طروحاتنا ليست طائفية اذا مشروعنا ليس بطائفيّ، ولا يمكن أن نقول عن حزب ما إنه طائفي إن كان صاحب طروحات وطنيّة حتى لو كان جميع مناصريه ينتمون لطائفة واحدة فالأحزاب تحاكم على طروحاتها.

واشار جعجع الى ان العلاقة مع “حزب الله” ليست سيئة إلا ان لا علاقة موجودة وذلك نظراً لتباعد المشروع السياسي، وقال: ان التعاطي بين نواب القوات ووزراء “حزب الله” يحصل بشكل جيد جداً لذلك أقول إن وزراء الحزب من أفضل الوزراء في الحكومة، نكن فائق الاحترام لمسؤولي “حزب الله” لأنهم أصحاب قضيّة.

في المقابل، اعتبر ان  تيار المستقبل غير موفق بعلاقته مع حزب الله وهدفه الوحيد تنفيس الحقن الطائفي الشيعي-السنّي.

واوضح جعجع أن التحالف في الإنتخابات المقبلة سيكون قوامه “القوات” و”التيار” و”المستقبل” و”الاشتراكي” ومن المبكر البحث بهذا الموضوع اليوم، لكن اذا لم يرد تيار المستقبل التحالف مع القوات نستطيع بكلّ بساطة التحالف مع قوى أخرى.

واكد رئيس حزب القوات اللبنانية ان الدور الأكبر الذي يمكن للمسيحيين لعبه في لبنان هو إعادة بناء الدولة اللبنانيّة ووصول العماد عون إلى الرئاسة هو البداية، وقال: لا شكّ من أننا في مرحلة جديدة على الرغم من صعوبة الخيارات، أعتقد أن الاحباط المسيحي انتهى ومعنويات الناس تغيّرت فهم يعتبرون أننا دخلنا مرحلة جديدة.

واعلن الدكتور جعجع معركة لا هوادة فيها على الفساد، وقال لن نسمح بتمرير أي صفقة مشبوهة على طاولة مجلس الوزراء مهما كلف الثمن، حزب القوات هو من سيقوم بالعمل على مكافحة الفساد.