هنأ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي العماد ميشال عون لانتخابه رئيسا للجمهورية. وتمنى ان تكون زيارة الرسمية الأولى لبكركي جريا على العادة والتقليد، دليل على التأكيد ان الرئاسة والبطريركية يعملان معاً من أجل لبنان.
وقال الراعي من كنيسة الكرسي البطريركي خلال زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى بكركي: “نهج البطريركية هو اياه الذي رسمه الياس الحويك واستكمله البطريرك انطون عريضة”.
وأضاف: “بكركي هي بيت كل اللبنانيين، ونؤكد دعمنا الكامل لكم بوصفكم رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن وتسهرون على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه.
وتابع الراعي: “نرفع صلاة الشكر لله على انتخابكم رئيسا بعد سنتين وخمسة أشهر من الفراغ القاتل، وانتخابكم وحدّ ما بين فئات الشعب اللبناني كمقدمة لمصالحة وطنية شاملة تحتاج إلى الاستكمال في عهدكم بتحقيق مشاركة وازنة في الحكم والادارة”.
وأشار إلى أن ازدهار لبنان يحتاج إلى الاتحاد بين جميع مكوناته، وأضاف: “انتخابكم أتى وفاء لنضالكم الطويل، كنقطة انطلاق مسؤولة، فأنتم “ربان” حكيم لسفينة الوطن نحو إقامة الدولة القادرة والعادلة والمنتجة، ما يقتضي الالتزام بالدستور وبالميثاق الوطني نصا وروحا من قبل القيادات السياسية”.
وتابع: “هي فرصتكم لتطبيق وثيقة اتفاق الطائف تطبيقا فعليا منعا لشلّ قرارات الدولة وتفكيك أوصالها، وهذا ما يشكل الخطر الأكبر على الكيان، لذا لا بد من اقرار قانون جديد للانتخابات يكون حافزا، ويؤمن المناصفة التي نص عليها الطائف ويساهم بتجديد النخب السياسية، ويضمن مساءلة الشعب للمسؤولين ومحاسبتهم”.
وتمنى الراعي التوفيق لرئيس الحكومة تأليف مجلس وزراء جامع بروح المشاركة الكاملة ولا المحاصصة، مشددا على أنه لا يجوز استبدال سلّة الشروط بصيغ أخرى، واستخدام الفيتو من فريق على آخر غير مقبول ومخالف للدستور وللوفاق الوطني. من هنا، نأمل إزالة الغيوم السوداء عن بداية عهدكم.
ودعا البطريرك الماروني إلى محاربة الفساد ووضع حد لتدخل اهل السياسة في الادارة العامة والقضاء واعتماد الكفاءة والثواب والعقاب. فالشعب اللبناني يتطلع اليكم فخامة الرئيس، كما قال الراعي، وقد عانى طويلا من تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي والبيئي. هو شعبكم وانتم حماته.