IMLebanon

لمَ تتعرّضون لأوجاع الصدر خلال الركض؟

femme

 

 

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

من الشائع جداً أن يُعاني الإنسان ألماً مُفاجئاً في صدره خلال منتصف ممارسته الركض، الأمر الذي قد يعوق متابعة نشاطه ويجعله يفكّر في أنّ أمراً فائق الخطورة يهدّد صحّته، كالنوبة القلبية. وعلى رغم أنّ الأعراض التي تُصيبكم قد تكون مُرعبة، إلّا أنّها قد تُشير في كثير من الأحيان إلى مشاكل أخرى غير مُخيفة. فما هي؟

قال رئيس قسم قصور القلب في “Long Island Jewish Valley Stream Hospital” في نيويورك، الطبيب دايفيد فريدمان: “هناك أسباب عديدة وراء أوجاع الصدر التي تحدث أثناء الركض. في حين أنه من المهمّ عدم تجاهل الألم، إلّا أنه لا داعي للقلق دائماً منه”.

في ما يلي 5 أسباب شائعة لأوجاع الصدر أثناء الركض، تمّ عرضها من الأخفّ إلى الأشدّ حدّة:

بدء الركض حديثاً

إدخال الركض إلى يومياتكم قد يكون مُرهقاً جسدياً، خصوصاً إذا كان الخمول يغزو حياتكم. من المُحتمل جداً أن تتعرّضوا لأوجاع الصدر إذا كنتم تمارسون نشاطكم بكثافة لم يعتد عليها الجسم بعد. يجب أن تتوقّفوا عن ذلك وتتحلّوا بواقعية أكثر بشأن ما تحاولون إنجازه. يُنصح بالمشي أولاً للتحمئة، ثمّ بدء الركض بسرعة مُريحة.

إذا كنتم تستطيعون التحدّث أثناء تأدية نشاطكم، يعني أنكم تلتزمون المجهود الصحيح. أمّا في حال العجز عن ذلك، أبطئوا وتيرتكم. التنفّس الثقيل أثناء الركض قد يكون مؤلماً بدايةً، غير أنّ الضغط سينخفض حتماً مع الممارسة الثابتة. يُذكر أنه من الضروري استشارة الطبيب أولاً قبل بدء أي نشاط بدني جديد.

تشنّج عضلات الصدر

على غرار عضلات الساقين، تتعرّض العضلات المُحيطة بالقفص الصدري بدورها للتشنّج أثناء الركض. هذا الألم الحادّ موضعي بشدّة، ما يعني أنه يمكن عموماً وضع الإصبع تحديداً على المكان المؤلم، وقد يزداد سوءاً مع الحركة. يرى الخبراء أنّ التعرّض للجفاف أو لاستنزاف الإلكتروليت قد يشكّلان سبب هذه التشنّجات.

بما أنه ما من أمور كثيرة يمكن القيام بها لتقوية العضلات المُحيطة بالقفص الصدري، يُنصح بتزويد الجسم بكمية جيّدة من المياه وتعديل طريقة التنفّس.

الحرقة

قد لا تلاحظون ذلك، إلّا أنّ الركض يؤدي إلى تفاقم الضغط على الجهاز الهضمي. زيادة الضغط داخل البطن تدفع العضلة العاصرة للمريء، التي تمنع محتويات المعدة من التصاعد باتجاه الحلق، إلى الإسترخاء وبالتالي التسبّب بالحرقة.

لتهدئة هذا العارض وإبقاء الطعام في المعدة حيث يجب أن يكون، يُنصح بتفادي تناول مأكولات ثقيلة قبل الركض. أمّا في حال الأكل مباشرةً قبل التمرين، فما عليكم إلاّ أن تبتعدوا من المواد المحفّزة كالمقالي، والكافيين، والحرّ. كذلك من المهمّ مراقبة الأطباق التي تستهلكونها قبل الركض لتحديد ما إذا كان أحدها لا يناسب أجسامكم. في حال التجشّؤ خلال الركض بعد تناول ثمرة من الموز على سبيل المثال، إستبدلوها بسناك آخر قبل الرياضة.

إهمال مشكلات الرئة

هناك مشكلات رئوية قليلة مختلفة قد تُثير الألم أثناء الركض، لعلّ أبرزها الربو. تساعد العلاجات التي تسبق التمارين على الوقاية من نوبة الربو التي يكون سببها الرياضة، كذلك من الضروري أن يصطحب كلّ مريض ربو جهاز الإستنشاق خلال ممارسته التمارين. أمّا في حال عدم الإستجابة له، قد يعني ذلك تفاقم آليات التنفّس والحاجة إلى عناية فورية.

كذلك توجد أسباب أخرى خطرة ولكنها أقلّ شيوعاً تشمل الإسترواح الصدري الذي يعني تسرّب الهواء في المساحة بين الرئتين وجدار الصدر، والإنسداد الرئوي الذي يرمز إلى تجلّط الدم في الشريان الذي يُغذّي الرئتين. غالباً ما تقترن كلّ من هاتين الحالتين بظهور مُفاجئ لألم شديد وضيق التنفّس لا يتوقّفان عند الإسترخاء. يجب عدم إهمال هذه الإشارات الخطرة، واستشارة الطبيب سريعاً.

مشكلات في القلب

يمكن الأخذ بعين الإعتبار هذا السبب في أسوأ الحالات. كلما زادت صعوبة الركض، إحتاج القلب إلى بذل جهد إضافي لإتمام وظائفه. لكن في حال ضيق الشرايين التاجية، فإنّ عدم كفاية إمدادات الدم قد يسبب ألم الصدر أثناء الرياضة. بالتأكيد إنّ الإجهاد البدني يمكن أيضاً أن يؤدي إلى نوبة قلبية.

تسارع آلام الصدر وتفاقمها، والتعرّق الشديد، والغثيان، والتقيؤ، وضيق التنفّس، وخفقان القلب، ودوخة تزداد سوءاً مع نشاط عالي الكثافة لكنها تخفّ عند الإستراحة، كلّها علامات تُشير إلى حدوث خلل كبير في القلب. في حال أدنى شكّ بوجود أي مشكلة في هذا العضو الحيوي، إستشيروا طبيبكم سريعاً لتشخيص حالتكم وإنقاذ حياتكم.