IMLebanon

“حزب الله” لابعاد خطاب القسم عن البيان الوزاري

 

government-building-lebanon

 

 

قال وزير المردة في حكومة تمام سلام، روني عريجي، ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ينتظر اتصالا او دعوة رسمية من الرئيس ميشال عون لزيارة بعبدا، في حين جرى الحديث عن امكانية زيارة رئيس التيار الوطني الحر، وزير العهد، جبران باسيل للنائب فرنجية في مقره الرسمي في بنشعي للغاية نفسها، اي اعادة المياه الى مجاريها بين الرئيس عون والنائب فرنجية.

ومع تفاؤل بعض الاوساط المتابعة بامكانية اجتياز عقدة فرنجية، بدأت مطابخ الاشكالات بتحضير وجبة علقم جديدة تتربص للحكومة العتيدة على منعطف بيانها الوزاري، حيث بدأ يلوح في افق السياسة اللبنانية رفض استباقي من “حزب الله” لاعتماد خطاب القسم الرئاسي كظهير للبيان الوزاري للحكومة الحريرية، خصوصا الفقرة منه التي تتحدث عن النأي بالنفس عن صراعات المنطقة فيما الحزب منغمس في هذه الصراعات، من سورية الى العراق وصولا الى اليمن، تمهيدا للعودة الى صيغة العلاقات المميزة مع سورية وفق ما اشارت اليه قناة «ام.تي.في» الواسعة المشاهدة.

رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قرر وضع يده بيد الرئيس عون في موضوع معالجة العقبات، متجنبا الاحتكاك مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري تحسبا للحساسيات المعروفة، فيما يتولى الوزير جبران باسيل معالجة الامور مع حزب الله من خلال التواصل مع مسؤول الارتباط وفيق صفا.

مصادر التيار الوطني الحر بدأت ترفع النبرة وتشير بالاصبع، وفي مقدمة نشرة القناة البرتقالية امس كلام غير مسبوق، كقولها “انه منذ انتخاب الرئيس عون وقبله اقسم البعض على اداء دور المعرقل، فاستقدم حملات التحريض وشحنات الافتراء وبضاعة الاستهزاء بعقول اللبنانيين”. وبذلك، تزداد الخشية من ان تكون العقدة ابعد من وزارة او حقيبة، وان تكون الغاية من هذه الالاعيب السياسية فرض وقائع معينة، كعرف او سابقة في كيفية ادارة الدولة وطريقتها، او الاطاحة باستحقاق معين، كالانتخابات النيابية المقبلة من خلال تفويت مهلة اصدار قانون انتخاب جديد ومن ثم فرض الاعتماد على القانون الحالي غير المقبول، وبالتالي تطيير هذه الانتخابات.

والرهان اليتيم، وفق المصادر المواكبة لـ”الأنباء”، على الاتصال المباشر بين رئيس التيار الحر الوزير جبران باسيل ومسؤول الارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا الذي سيكون على اتصال بكل من الرئيس نبيه بري وبالنائب سليمان فرنجية استكمالا لما اتفق عليه، كما يبدو مع الوزير باسيل.

وهذه النقلة في طبيعة التجاذبات اثارت خشية المستقبليين وحلفائهم في القوات اللبنانية من ان يكون هذا التدخل لحزب الله مدخلا لاعادة تشكيل الخصومة بين الطرفين من خلال تسهيل تشكيل الحكومة عبر احتواء التباعد بين الرئيس عون وحليفه القديم سليمان فرنجية، ومن ثم التركيز على البيان الوزاري للحكومة، حيث يراهن المراهنون على عدم تطابق المواقف بين الرئيس عون وبين حليفيه الجديدين سعد الحريري ود.سمير جعجع حول بعض المواقف الحاسمة، كإبعاد مضامين خطاب القسم الرئاسي عن روحية هذا البيان، وازالة عبارة النأي بالنفس من القاموس الوزاري، لأنه يصيب بالصميم مبررات وشعارات تورط حزب الله في سورية والمنطقة، علما ان النأي بالنفس الذي هو جوهر “اعلان بعبدا” الذي توج به الرئيس السابق ميشال سليمان نهائيات عهده كان العنوان الابرز في خطاب قسم الرئيس عون، ما يصعب معه تصور ابعاده عن البيان الوزاري لصالح ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” التي يرفضها الفريق الآخر بالمطلق.