IMLebanon

“عوني” في الإقليم وزيراً

كتبت صحيفة “السفير”: يفتح توزير طارق الخطيب، السني ابن اقليم الخروب صديق ميشال عون القديم وحامل البطاقة البرتقالية منذ العام 2013، الشهية على سيناريوهات قديمة كانت تزكّي، ولا تزال، خيارات عابرة للطوائف داخل “التيار الوطني” مثل رمزي كنج الشيعي، احد مناضلي “التيار” التاريخيين، برغم الغبار الداخلي التنظيمي.

طارق الخطيب، هو أول من اختاره ميشال عون ليدشّن به “عهد العونيين” في الحكومات، ولاحقا النيابة، من غير الطائفة المسيحية، ما عكس التزام الرئاسة الاولى بتفضيل الاسماء “الشغّيلة” على تلك التي تشعّ صخبا في الإعلام.

لا يهمّ ان تورّط “بيّ الكلّ” بوجوه حزبية طالما انه مرتاح لخياره في وزارة البيئة التي “وجّعت رأس” شاغلها السابق واحالته باكرا الى التقاعد قبل تقاعد الحكومة نفسها. والأهمّ انها رسالة “مزعجة” للبيك الجنبلاطي المتوجّس أصلا من ترجمات التحالف المسيحي على أرض الشوف.

الخطيب سيشكّل نموذجا لشخصيات تعمل بصمت. لا منابر ولا جوقات إعلامية. رصيده العمل الدؤوب على الارض، وإن كتب له الحظ بأن يكون من اصحاب “الخط السريع” الى “المعلّم” الذي صار رئيسا للجمهورية.

خاض طارق الخطيب رئيس بلدية حصروت الشوفية منذ 1992، التي يشكّل المسيحيون نحو ربع سكانها، في الاستحقاق البلدي الاخير معركة طاحنة وسط محيط سنّي “خصم” وخرج منها رابحا.

تجمع الخطيب بعون علاقة قديمة تعود الى أيام “بيت الشعب”. في مرحلة المنفى، أبقى على تواصله مع “الجنرال” حتى عودته من باريس، لتنشط خطوط التواصل بين الاثنين الى حين انتخاب “الجنرال” رئيسا للجمهورية. الخطيب هو السنّي العوني الذي فضّله عون على “الصديقة” ورئيسة تجمّع اصحاب الحقوق في وسط بيروت ريا الداعـوق والوزيرة السـابقة ليلى الصلح.

يروي المرشح العوني عن مقعد الكاثوليك في قضاء الشوف غسان عطاالله عن “علاقة التعاون الممتازة التي جمعته بالخطيب منذ نحو سبع سنوات يوم عيّن منسق “التيار” في الشوف.

الاثنان خاضا مؤخرا المرحلة الثانية من غربلة المرشحين العونيين الى الانتخابات النيابية استنادا الى استطلاعات الرأي فنال عطاالله نسبة 48,60 في المئة والخطيب نسبة 36,70 في المئة.

في العام ٢٠١٣ ترشح الخطيب للانتخابات النيابية فقدم استقالته من رئاسة البلدية، وحلّ محله نائب الرئيس المسيحي، إلى ان استعاد مجددا لقب “الريّس” الصيف الفائت، ليعود مجدّدا ويقدّم استقالته بعد ان أصبح معالي وزير البيئة.

منذ نحو ثلاث سنوات، بدأ عون يسلّم الخطيب ملفات محدّدة للمتابعة ما متّن جسر الثقة بينهما حيث اثبت، كما يقول المتابعون، جدارته العالية، علما أنه ترشّح أكثر من مرة الى عضوية نقابة المحامين باسم “التيار” وهو عضو في المجلس السياسي عن قضاء الشوف.

طارق الخطيب هو ابن بيت شمعوني بامتياز، والده كان صديقا شخصيا لكميل شمعون، لكن الدفة مالت لاحقا الى خط “الجنرال” بعد ان اقتنع بطروحاته الوطنية والسياسية.