IMLebanon

البيان الوزاري اللبناني شّرع المقاومة لكل المواطنين

 

كتبت بولا أسطيح في “الشرق الاوسط”:

انطلقت الثلاثاء 27 كانون الأول الجلسات النيابية لمناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري الذي من المرجح أن تنال على أساسه ثقة أكثرية أعضاء مجلس النواب٬ خصوصا أن معظم من أدلوا بمداخلات يوم أمس أعطوا الثقة٬ فيما حجبها فقط المستبعدون منها وأبرزهم حزب “الكتائب اللبنانية” وحزب “البعث” و”كتلة التضامن” التي يرأسها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي٬ كما النائب خالد الضاهر.

وانطلقت هذه الجلسات التي تستمر حتى اليوم الأربعاء٬ بتلاوة الحريري مضمون البيان الوزاري الذي ركز على أولوية إقرار قانون جديد للانتخاب والنهوض الاقتصادي٬ فيما تم تبني الصيغة التي اعتمدتها الحكومة السابقة التي كان يرأسها النائب تمام سلام بما يتعلق بموضوع المقاومة٬ بحيث تم التأكيد على “الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة”٬ وهو ما اعترض عليه حزب “القوات اللبنانية” واعتبره مراقبون قفزا فوق إشكالية سلاح ما يسمى “حزب الله” للوقوع في إشكالية أكثر خطورة من خلال ما بدا أنّه تشريع لميليشيات مسلحة من خارج كنف الدولة٬ تشبه إلى حد بعيد المجموعة التي أعلن عن تشكيلها بوقت سابق رئيس حزب “التوحيد” وئام وهاب. وفي هذا السياق قالت مصادر وزارية في حزب “القوات” لـ”الشرق الأوسط” إن اعتراضهم هو على “بند وحيد في البيان يهدد بانتزاع حق الدولة وحدها بالدفاع عن الأراضي اللبنانية والمواطنين وتسليمه لمجموعات أخرى مما سيسهم بضرب الاستقرار الأمني وزعزعة صورة الدولة القوية الموحدة”٬ مؤكدة أن “كل نواب الحزب سيعطون ثقتهم للحكومة لإعطائها فرصة بتحقيق الإنتاجية المطلوبة منها والتي يطول الحديث عنها في باقي فقرات البيان الوزاري”.

من جهته٬ اعتبر الوزير السابق إبراهيم نجار أن التعاطي مع بند المقاومة مجددا بالطريقة نفسها التي تعاطت بها حكومة الرئيس سلام إنما هو بمثابة “مسألة خطيرة على كل المقاييس٬ الدستورية والسياسية والأخلاقية والعملانية”٬ لافتا إلى أنه “وبحجة اعتماد منطق الدولة الذي يقضي ببلع السم تأمينا للمصلحة العليا٬ يتم بمكان ما التنازل عن السيادة اللبنانية٬ وهذا أمر خطير”. وقال لـ”الشرق الأوسط”: “ما يحصل يشرع بشكل أو بآخر منطق الدويلة ضمن الدولة”٬ لافتا إلى أن “البيان كان يجب أن يوضح وبشكل لا يقبل الالتباس أن واجب اللبنانيين بالمقاومة يجب أن يبقى بالإطار الذي تسمح به الدولة ومؤسساتها”.

وورد حرفيا في البيان الوزاري أنه “فيما يتعلق الصراع مع العدو الإسرائيلي٬ فإننا لن نألو جهدا ولن نوفر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة وحماية وطننا من عدو لم يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية٬ وذلك استنادا إلى مسؤولية الدولة ودورها في المحافظة على سيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أبنائه٬ وتؤكد الحكومة واجب الدولة وسعيها لتحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر٬ وذلك بشتى الوسائل المشروعة٬ مع التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة.