IMLebanon

جعجع: نصرالله لا يحب التسلية.. ولا انا طبعاً

يبدو رئيس حزب  القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع كأنه “المنتصر” في خيار ترشيحه للعماد ميشال عون رئيساً لجمهورية لبنان. يستند في ذلك إلى نتائج ذلك الخيار المفصلي المتخذ بعد حوار شاق وطويل مع التيار الوطني الحر. نتائج يؤكد انها لا تُقارن مع مفاعيل ورقة التفاهم التي وقعها “التيار” مع “حزب الله” قبل 10 سنوات. نتائج يعوّل عليها جعجع كثيراً لبناء الدولة ذات السيادة.

جعجع اوضح في حديث لصحيفة “القبس الكويتية، ان “حزب الله” كان يتابع حوار “القوات” و”العونيين” لحظة بلحظة، لكنه لم يتوقع ان يفضي ذلك الحوار الى خلاصة كالتي أثمرت رئيساً ثم حكومة، لذا حاول “متأخراً” عرقلة شيء ما باعتراضه مثلاً على حقيبة وزارية سيادية لحزب القوات.

وعن حوار ممكن مع “حزب الله” قال: لا أحب التسلية ولا أعتقد ان السيد حسن نصرالله يحب التسلية أيضاً. ثوابتنا معروفة، لا نمشي في سياسات غامضة ولا نرغب في ممارسة السياسات التقليدية. اذا اتى يوم قال فيه السيد نصرالله انه مع قيام دولة نضع بيدها كل القرارات الاستراتيجية تعالوا لنرَ كيف نحقق هذا الانتقال… سنكون اول المرحبين.

أما إذا دعينا للقاء على قاعدة ثلاثية “جيش.. شعب.. مقاومة” فاننا نرفض. نحن مع الدولة ومؤسساتها وفي مقدمتها الجيش بلا اي شريك اخر له في مهامه.

ثوابت “القوات” باقية وعلى رأسها قيام دولة قوية ذات سيادة غير منقوصة، تملك بيدها كل القرارات الاستراتيجية، أي أنه مستمر حتماً في رفضه لأي سلاح خارج نطاق الشرعية.

واشار الى ان التحالف مع التيار العوني غيّر معادلات، هناك الآن لاعب اضافي جالس إلى الطاولة (في اشارة إلى القوات اللبنانية)، لكن ذلك لا يعني ازاحة لاعب آخر، البعض رحب باللاعب الاضافي، البعض الآخر مارس القبول من باب الواقعية السياسية.

على صعيد آخر، لا يقل أهمية، يعوِّل جعجع كثيراً على زيارة الرئيس ميشال عون الى السعودية. يرى فيها توجهاً “14 آذراياً”، ومكسباً كبيراً للتيار السيادي في لبنان.

على الصعيد الحكومي، يرى الدكتور جعجع ان هذه “التشكيلة” أفضل الممكن الآن، منتقداً كل من يحاول تصوير حزب القوات متراجعاً عن مواقفه المبدئية الثابتة، لا بل انه يرى في الوضع الحالي، بعد انتخاب رئيس للجمهورية ومجيء سعد الحريري رئيساً للحكومة.. يرى “انعطافة” نحو مشروع بناء الدولة كما تصورته قوى “14 آذار” منذ بدايتها.

وفي رسالة للرفاق في “14 آذار” الذين انتقدوا خطوات جعجع وقالوا انه كان بالإمكان الانتظار أكثر في ملف الرئاسة، قال : لنأخذ الأمور من 3 أشهر إلى الآن من ناحية وجهات نظر وفكر “14 آذار”، وأهدافها.. ومن زاوية قيام دولة في لبنان، دولة ذات سيادة. هل الوضع قبل 3 أشهر كان “14 آذاري أكثر” أم هو الآن أفضل من حيث هذا المنظور؟ ما معنى “14 آذار” من دون قيام مؤسسات الدولة؟

أولاً، لدينا رئيس جمهورية بصرف النظر عن رأيك ورأيي فيه، قل لي ماذا قال من يوم انتخابه إلى اليوم يتناقض مع مبادئ “14 آذار”؟ خطاب القسم وكلمته عشية الاستقلال لا يتناقضان مع رؤيتنا أبدا..

والآن يقوم بأول زيارة إلى المملكة العربية السعودية، أو ليست زيارة “14 آذارية”؟

ثم لدينا رئيس حكومة هو من دعائم وركائز أساس “14 آذار”. ولدينا حكومة أقل ما يقال فيها إنها مثل العادة. إذا أين المشكلة؟

رئيس الحكومة على ما هو كما نعرفه في 14 آذار.. رئيس الجمهورية يقف الوسط تماما. هل أبالغ في هذا التوصيف؟

هل ربحت “14 آذار” أم خسرت؟ ولا ننسى أن القوات اللبنانية موجودة في هذه الحكومة بقوة. “القوات” هي صقر 14 آذار الأساسي. لذا المزايدة علينا ليست في محلها (مش حلوة).

كانت الخلافات والتباينات حادة وكبيرة، لذا نرى البعض غير قادر على فصل صورة الرئيس عون عن طهران ودمشق!

وعلق جعجع على هجوم وليد جنبلاط على مراسيم النفط، وقال: لم أر ما يستدعي هذا الهجوم، لكن يمكن ان تنقصني معلومات في هذا الشأن. أسمع كثيراً عن تقاسم في هذا القطاع، أتمنى ان يدلني أي كان على أي شيء خطأ حصل أو يحصل في هذا المجال، لاننا لا نقبل أبداً أي “تقاسم”. ما عايناه ليس من هذا القبيل أبداً، لذا كنا مطمئنين للمراسيم التي صدرت. المراسيم التي أقرت هي الخطوة الأساسية والضرورية تمهيداً للمضي قدماً باتجاه تلزيم التنقيب عن نفط لبنان، لا يمكن إطلاق العملية إلا على هذا النحو، لا يجوز استمرار الشك في كل شيء وبلا أدلة.

واوضح جعجع: خلافنا مع إيران لا يعني اننا ضد الشعب الإيراني، خلافنا مع طهران انها تدعم حزباً من الأحزاب على حساب المصلحة الوطنية العليا، وعلى حساب الدولة اللبنانية. إذا قررت إيران منح مساعدات للبنان، مساعدات تذهب لكل الشعب اللبناني ولمصلحة لبنان العليا كما تحددها الحكومة اللبنانية… الوحيدة المخولة بتحديد تلك المصلحة العليا… لماذا سأرفض هكذا مساعدة؟! لا، بل سأكون أول المصفقين.

عن الرئيس السوري بشار الأسد يجزم انه بات تفصيلاً صغيراً في معمعة كبيرة. معمعة تدخل دولي معقد أكبر من سوريا نفسها، لذا يعتقد الدكتور جعجع ان لا مستقبل لبشار الأسد في سوريا.