IMLebanon

زيارة عون الى السعودية تتجاوز الهبة

 

 

اتجهت أنظار اللبنانين، منذ مساء الاثنين، نحو السعودية مع وصول الوفد اللبناني الرسمي برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى ربوع المملكة، في زيارة طال انتظارها، تُعلّق عليها آمال كثيرة علّها تؤسس لطي صفحة الفتور الذي شاب العلاقات بين الرياض وبيروت منذ نحو عامين، نهائياً، وتعبّد الطريق أمام عودة “الاحاطة” السعودية بلبنان على الصعد كافة.

وأكدت مصادر سياسية أن ثمة تعويلاً كبيراً على ان تحقق الجولة اللبنانية في الرياض تقدماً أولاً على خط الهبة السعودية للجيش التي جمدتها المملكة اعتراضاً على ما اعتبرته “سيطرة” من “حزب الله” على مفاصل الدولة اللبنانية وقرارها، فتنتعش مجدداً.

كما يريد الوفد اللبناني من الزيارة أيضاً أن تحوّل الضوء الاحمر الذي أضاءته المملكة أمام زيارة رعاياها لبنان، الى أخضر، مع ما لهذه الخطوة من تداعيات ايجابية على الاقتصاد والسياحة اللبنانيين. أما الهدف الثالث، فتعيين سفير سعودي لدى لبنان، فيما يكمن الغرض الأخير من الزيارة في تزخيم العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

وإذ نفت مصادر وزارية في عداد الوفد الرسمي وجود أي خلفيات لعدم اصطحاب الرئيس عون رئيس الحكومة سعد الحريري في هذه الزيارة، فإنها أكدت لـ”السياسة” أن الرئيس الحريري لعب دوراً أساسياً في التحضير لهذه الزيارة وهو يدعمها بكل قوة ويرى أنها ستعود بنتائج إيجابية لمصلحة لبنان في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر الوفد الوزاري المرافق للرئيس عون لـ”السياسة”، إن هذه الزيارة التي تأتي بعد فترة جمود في العلاقات بين البلدين، لا يمكن اختصارها بموضوع إعادة تحريك الهبة المقدمة من المملكة لتسليح الجيش التي جرى تجميدها، احتجاجاً على مواقف “حزب الله”، بل سيتعدى ذلك إلى البحث العميق في تطوير العلاقات بين البلدين.

وأشارت إلى أنه من خلال الوفد الوزاري المرافق، يمكن فهم الملفات التي تتركز عليها المحادثات مع المسؤولين السعوديين، بدءاً من ترسيخ مداميك التعاون بين لبنان والسعودية إلى ما كانت عليه في المرحلة التي سبقت فترة الجمود هذه، بمعنى أن تعود هذه العلاقات إلى سابق عهدها من التنسيق والتفاهم بما يخدم مصالح البلدين، مع تأكيد الجانب اللبناني الرسمي عدم الإساءة للمملكة تحت أية ذريعة، محددة المحطات الإيجابية من الزيارة بتعيين سفير أصيل للمملكة في بيروت خلفاً للسفير السابق علي عواض العسيري، والتعاون الكامل في كافة المجالات وتشجيع المستثمرين السعوديين على استئناف عملهم بالاستثمار في لبنان، وكذلك في المجال السياحي، من خلال تشجيع الرعايا السعوديين على الاصطياف في لبنان الذي ينعم بالهدوء والاستقرار أكثر من أية دولة عربية أخرى، إضافة إلى التفاهم على الأمور السياسية المتعلقة بمواقف المملكة من التطورات التي تحصل في سورية والعراق واليمن والبحرين وغيرها من الدول التي تشهد أوضاعاً أمنية غير مستقرة.

وأكدت مصادر مطلعة أن الوفد الرسمي الذي يضمّ وزراء الخارجية والتربية والمالية والدفاع الوطني والداخلية والبلديات وشؤون رئاسة الجمهورية والإعلام والإقتصاد والتجارة، لن يكتفي بالعمل لاعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى سابق عهدها فحسب، بل على أجندته أيضاً السعي لاذابة الجليد الذي تجمّع في السنوات الماضية في قنوات التواصل بين لبنان والدول الخليجية ككل. وفي هذا الاطار، سينتقل الرئيس عون والوفد المرافق من السعودية الى قطر غداً الأربعاء، ملبيا دعوة من أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.