IMLebanon

هل عادت السعودية؟

 

اعتبرت اوساط سياسية مطلعة في بيروت، إن عودة السعودية من الباب العريض الى لبنان، أولاً عبر رجوع الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة ثم من خلال ما عبّر عنه استقبالها الكبير لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي خصّها بأول زيارة خارجية له، تعني بشكل واضح انتهاء مرحلة “فقدان التوازن” في المظّلة الاقليمية التي كانت تحوط بالوضع اللبناني والتي بدت معها ايران “اللاعب الوحيد” بفعل “وهج” الانفلاش العسكري لـ “حزب الله” في أكثر من ساحة مشتعلة، لا سيما سورية، وانكفاء الرياض عن لبنان، وهو الأمر الذي يتعيّن رصْد ترجماته في المرحلة المقبلة، خصوصاً حين يبدأ تنفيذ الوعود التي تلقّاها عون في المملكة سواء على خط عودة الرعايا السعوديين او رفْع التمثيل الديبلوماسي الى مستوى سفير، كما معاودة تحريك هبة المليارات الثلاث.

وفي حين حصل التباس في ما خص رفْع السعودية قرار تجميد العمل بالهبة لتسليح الجيش اللبناني بفعل ما نُقل عن أحد أعضاء الوفد اللبناني في هذا الشأن، فإن المعلومات المتقاطعة تشير الى ان عون أثار في خلوته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الاستمرار بدعم الجيش لمواجهة الاٍرهاب والتحديات الأمنية الاخرى، بما في ذلك موضوع الهبة المجمّدة، فوعد العاهل السعودي بمتابعته مع الوزراء المختصين لمعالجته، قبل ان يعلن الرئيس اللبناني في حديث صحافي ان موضوع المساعدات للجيش اللبناني “يُبحث بين وزيري الدفاع في البلدين”، ويشير وزير الإعلام ملحم رياشي الى “ان الأمور تذهب بالاتجاه الصحيح فيما خص مصير الهبة السعودية”.

ووسط تشكيك في وسائل إعلام لبنانية محسوبة على فريق “8 آذار” بنتائج زيارة السعودية واعتبار أوساط من “14 آذار” ان التركيز على موضوع الهبة العسكرية فقط هو محاولة لـ “التشويش” على الزيارة “التاريخية”، لفت إعلان عون امام الجالية اللبنانية في السعودية أن “الأيام الآتية ستثبت عودة العلاقات الى صفائها ووضوحها مع المملكة”، مؤكداً في إطلالة تلفزيونية “ان الدولة اللبنانية ليست مع أي سلاح يُستخدم في الداخل، وموضحاً أنه”لا يوجد دور للمقاومة في الداخل اللبناني، لأن هذا الدور أصبح جزءاً من أزمة الشرق الأوسط التي يدخل فيها الأميركيون والروس والإيرانيون”.