IMLebanon

الحريري تفادى إحراجين في خطابه الأخير!

كتبت صحيفة “الأنباء” الكويتية: أول ما يميز الاحتفال السنوي الذي أقامه تيار المستقبل في وسط بيروت (قاعة البيال) إحياء لذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، أنه الاحتفال الأول بعد عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة إثر غياب قسري استمر ست سنوات تقريبا.

وأبرز الملاحظات:

ملاحظات في الشكل: 1 ـ أثبت تيار المستقبل القدرة على تنظيم احتفال سياسي حاشد ومتقن، تميز هذه المرة بحضور النخب والكوادر الحزبية التي اعتلت المنبر والتي كانت حددتها الانتخابات الداخلية على مستوى منسقيات المناطق والقطاعات في تيار المستقبل، وبالتالي فإن الرسالة الأولى التي صدرت عن الاحتفال أن تيار المستقبل تجاوز كل أشكال أزمته الداخلية واستعاد عافيته وزخمه وتماسكه.

2 ـ التغييرات الطارئة على المشهد السياسي ترجمت بتغييرات في مشهد الاحتفال وفي الحضور، بحيث حل الوزيران الحاليان سليم جريصاتي ويعقوب الصراف مكان الوزير السابق أشرف ريفي، وتعزز حضور نواب ووزراء التيار الوطني الحر مقابل تقلص حضور قوى 14 آذار التي لم يأت الحريري على ذكرها مرة في خطابه، والتي قدم احتفال البيال نسخة جديدة عنها هي التحالف بين المستقبل والقوات، مع إعطاء حيز خاص لحزب الكتائب الذي كانت مشاركته مميزة (الرئيس أمين الجميل مع النائبين سامي ونديم).

3 ـ أكثر ما توقف عنده المراقبون وما استوقفهم، هو “الدخول معا” لسعد الحريري ود.سمير جعجع الى القاعة متشابكي الأيدي، وفي مشهد ينطوي على دلالات كثيرة تبدأ بالتأكيد على أن صفحة التباينات والتوترات قد طويت، وتصل الى حد “الرد بالحركة والإشارة” على التناغم الشديد بين ميشال عون وحسن نصرالله.

ملاحظات في المضمون: ثمة رسائل سياسية مررت من خلال “الشكليات”.

أما الرسائل الأهم فإنها مررت من خلال خطاب سياسي بامتياز رد الحريري على تطورين حصلا عشية ذكرى 14 شباط: تصريحات الرئيس ميشال عون التي أيد فيها سلاح حزب الله، وخطاب السيد حسن نصرالله الذي حسم فيه مسألة قانون الانتخابات باتجاه النسبية.

تفادى الحريري الرد المباشر على عون، وهو الذي يحرص على عدم الدخول معه في اشتباك مبكر وعدم كسر جرة التعاون وتعريض العهد في انطلاقته لخطر التعثر والفشل الذي سيحسب عليهما معا.

ولكن الحريري لم يستطيع تجاهل رد الفعل الاعتراضي داخل الطائفة السنية على تصريحات عون.

لذلك، فإن الحريري قرر وفي الساعات الأخيرة إدخال تعديلات طارئة على الخطاب وتضمينه ردا غير مباشر على مواقف عون، وعبر التأكيد على الثوابت والمبادئ والتذكير بها.

وكذلك الأمر في الرد على خطاب نصرالله وموقفه من قانون الانتخابات، فإن الحريري تفادى الرد المباشر والصريح ولم يأخذ موقفا من قانون الانتخابات، مكتفيا بالتأكيد على ضرورة التوصل الى قانون جديد للانتخابات بعدما أيقن أن قانون الـ 60 صار في حكم الساقط، وهنا برزت لدى الحريري أولوية التضامن مع حليفه في السراء والضراء وليد جنبلاط، فأرسل إشارة سياسية مقتضبة ومعبرة عندما وضع شرطا أساسيا لأي قانون جديد بألا يشكل حالة قهر أو عزل لأي من مكونات العيش المشترك.