IMLebanon

لماذا يصعّد نصرالله؟

وضع رئيس مركز “الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري – أنيغما” رياض قهوجي، التهديدات التي أطلقها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في إطار مساعيه للحفاظ على “هيبة الردع” لديه: “وإن كان لا يجد مصلحة له في أي حرب مقبلة مع إسرائيل، كونه منهمكا بالحرب السورية، وأي مواجهة بينهما ستعني تحول ثكناته ونقاطه العسكرية في الداخل السوري لهدف مباشر للطائرات الإسرائيلية، ما سيزيد الأوضاع تعقيدا”.

ورأى قهوجي في حديث لصحيفة ”الشرق الأوسط”، أن روسيا “ستقف متفرجة على أي حرب مقبلة بين الحزب وإسرائيل، باعتبار أن مشروعها في المنطقة، وبالتحديد في سوريا، لا يشمل على الإطلاق التورط في حرب مع تل أبيب”.

من جهته، اعتبر علي الأمين، الباحث السياسي المعارض لـ“حزب الله”، أن كل المواقف التي أطلقها نصر الله إنما تعكس التوجه الإيراني. ولفت في حديث لـ”الشرق الأوسط” إلى أن الحزب وطهران “كلما تفاقمت مشكلاتهما الداخلية يسعيان للتعويض عنها برفع الصوت بوجه عدو خارجي. أحيانا يستخدمان الإرهاب وأحيانا إسرائيل”.

ووضع الأمين التطورات الأخيرة في هذا المجال في سياق “الاستعراض لاقتناع نصر الله أن الأولويات الأميركية في الصراع مع إيران لا تلحظ (حزب الله)، بل العراق، وبجزء ما سوريا، وأيضا هو سعي منه لتبييض الجريمة التي يتم اقترافها في سوريا، من خلال القول: نحن لا زلنا نستعد لمواجهة إسرائيل، ما يُخفف برأيه من تبعات ارتكاباته في الداخل السوري”.

هذا، ولئن كان الأمين يستبعد حربا إسرائيلية مقبلة على لبنان من منطلق أن إسرائيل مطمئنة للاستقرار الحاصل على حدودها المشتركة مع لبنان، وبنفس الوقت لوضع ما يسمى “حزب الله” الغارق بالرمال السورية، يرى قهوجي أنّه “ومنذ عام 2006 الحرب بين الطرفين متوقعة في أي لحظة، نتيجة ظرف أو قرار ما”. وتابع قهوجي أن تل أبيب و“حزب الله” “يستعدان عمليا لجولة مقبلة، إلا أن تاريخها والشرارة التي ستؤدي لاندلاعها غير معروفة”.

وأضاف: “داخل إسرائيل هناك وجهتا نظر. الأولى تقول بأن “حزب الله” يُستنزف في الداخل السوري، وبالتالي، لا حاجة لتكبد أي خسائر إسرائيلية، أما الثانية فتعتبر أن الوضع الحالي للحزب المنهك بجبهة سوريا، إضافة للحصار العربي المفروض عليه، يشكلان فرصة سانحة لاستهدافه والانتقام مما حصل في حرب 2006”.