IMLebanon

حطيط: لا خوف أمنياً على لبنان

أكّد الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد الدكتور أمين حطيط أن “العدو الإسرائيلي هو من بادر إلى الحرب النفسيةعلى لبنان، مستنداً إلى التغيير الى شهدته السياسة الأميركية مع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة وتطوّر الدعم الاميركي له بجرعات إضافية، ما دفعه إلى التهويل بالعمل العسكري “، واعتبر أن “إسرائيل رأت أن فكرة المناطق الآمنة في سورية، والتي خصّصت لها المنطقة الجنوبية من الجولان إلى السويداء، لن تمر إلا عبر التهويل بالقوة والحرب، وبالتالي فإن إسرائيل هي التي بدأت بالتهويل بالحرب، ما جعل حزب الله أمام خياريْن، إما أن يصمت فتنجح إسرائيل بتحقيق أهدافها من الحرب النفسية، وإما أن يرد بما هو مناسب. وقد أجرى الحزب تقييماً للموقف وتقديراً للموقف الاستراتيجي، فوجد أن البنية العسكرية والمدنية الإسرائيلية هي بوضع واهن. وبالتالي كان لا بد من موقف لمواجهة الحرب النفسية التي شنّتها إسرائيل، فوجد أن الأسلوب الأنسب في الرد هو الذي اعتمده السيد نصرالله”.

وعن الخطر الأمني الذي يلحق لبنان بنتيجة هذا الخطاب الردعي، قال حطيط أن “الأمن والاستقرار الأمني لا ينشأ بنتيجة وعود وضمانات، بل بنتيجة توافق سياسي وقوّة عسكرية”، واضاف ان “التوافق السياسي اللبناني على حفظ الأمن في لبنان او على صنع الأمن في لبنان قائم ويبدو مقبولاً، وإلا لما انتُخب العماد ميشال عون رئيساً ولما تشكّلت الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، وبالتالي نستطيع أن نقول أن السياسة في لبنان مناسبة لوضع أمني مستقرّ. أما لناحية القوة، فإن القوة الردعية التي يملكها حزب الله مع الجيش اللبناني لحماية لبنان كافية لتلقي الطمأنينة في نفوس اللبنانيين بأن لبنان لا يزال في دائرة أمان معقولة تحصّنه من أية حرب قد تشنّ عليه”.

ورداً على سؤال حول مصدر حماية لبنان ودور المظلّة الدولية في هذا السياق، أكّد حطيط أن “كثيرين عوّلوا على المظلّة الدولية، لكن هذه المظلّة، إذا تشكّلت، فغالباً ما تكون عاملاً مسانداً ومعززاً للأمن ولا تكون عاملاً منشئاً للأمن وأو صانعاً للحالة الأمنية”، وشدد على أن “صنع الأمن في لبنان حقيقةً يرتكز إلى عنصرين: العنصر السياسي والعنصر العسكري. والعنصر السياسي يحتوي على شقّيْن، الشق الداخلي وهو توافق، والشق الخارجي وهو أيضاً تكامل وحاجة. لذلك فإن ما يسمّى مظلة أمنية دولية حول لبنان يدخل من ضمن الشق الخارجي السياسي. والسبب في ذلك هو أن هؤلاء الدول يعطون لبنان مثل هذه الضمانات لحاجتهم إلى لبنان مستقر، لأن تفجير الوضع الأمني في لبنان يحرم الخارج من قدرة المناورة في مكان قريب من ميدان الحريق السوري. فهم بحاجة إلى مكان آمن أو منطقة آمنة للديبلوماسيين وللإعلام وللمراقبين حتّى يراقبوا ما يجري في سورية والعراق. ولبنان يشكّل لهم هذه المنصّة. لذلك هم بحاجة إلى استقرار أمني فيه، وهي الحاجة الغربية. أما بالنسبة للحاجة الداخلية، فالفرقاء السياسيون يعلمون أن سقوط الحالة الأمنية في لبنان سوف يطيح بمصالحهم.

ولفت إلى أنه “بحكم الضرورة فإن فرقاء السياسة اللبنانية مضطرون لحفظ الامن، كما أن الخارج مضطر لصون السلام في لبنان”، جازماً بأنه “رغم كل التهويل والخطابات التصعيدية، فلا خوف أمنياً على لبنان في هذه المرحلة”.