IMLebanon

إدارة ترامب تتحرك باتجاه لبنان

 

 

أكدت أوساط مطلعة لصحيفة “الأنباء” الكويتية على محادثات رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس روبرت كوركر في بيروت أنه عبر صراحة أمام من التقاهم عن وجود صدمة بين مسؤولي الملف اللبناني في الإدارة الأميركية حول تصريحات الرئيس ميشال عون المتعلقة بسلاح حزب الله، ولفت الى ان كلام رئيس الجمهورية سبب حالة من الاستياء الشديد في واشنطن، لأنه لم يراع الحد الأدنى من الديبلوماسية المعهودة في مواقف مماثلة، فالموقف في المضمون لم يكن مفاجئا، لأن أحدا لم يكن يعتقد أن عون سيغير مواقفه من حزب الله بعد وصوله الى قصر بعبدا، لكن كان الظن به أن يغلف مواقفه ببعض المرونة الشكلية التي تسمح بالتمييز بين مواقفه كرئيس أكبر حزب مسيحي في البلاد، وبين كلامه كرئيس للجمهورية يمثل مختلف مكونات المجتمع اللبناني المنقسم حيال هذه القضية. لكنه لم يراع ذلك، ولم يراع أيضا موقف المجتمع الدولي من هذه القضية.

وتشير مصادر رسمية إلى أن الاستفسارات الديبلوماسية الغربية والدولية عن موقف عون (حول سلاح حزب الله) لقيت ردودا من بعض المسؤولين اللبنانيين، إضافة إلى التوضيحات التي عاد عون فأدلى بها، مشيرا إلى أن سلاح الحزب مطروح للبحث في إطار الاستراتيجية الدفاعية، وإلى إعلان الحريري في ١٤ فبراير أنه لا اتفاق على موضوع السلاح لا في مجلس الوزراء والبرلمان وهيئة الحوار، بحيث يجرى تبديد أي انطباع لدى الأميركيين يخلط بين حزب الله وبين الموقف اللبناني الرسمي.

لكن من التقوا الزائر الأميركي فهموا منه أن الإدارة الأميركية لا تزال تضع نصب أولوياتها الحرب على الإرهاب المتمثل بـ «داعش» وتنظيم «القاعدة»، وليس ضمن أولوياتها راهنا فتح النقاش في لبنان حول سلاح حزب الله، بل يهمها ما يحصل في سورية.

وفي هذا السياق، ثمة نقطة جوهرية تحمل دلالات شديدة الأهمية، وهي أن الأميركيين لم يلمحوا الى نيتهم خفض المساعدات العسكرية الى الجيش اللبناني، بل على العكس من ذلك أوحوا بامكانية زيادة التعاون مع المؤسسة العسكرية، وأعربوا عن استعداد واضح للتعاون مع القائد الجديد للجيش الذي سيعين في وقت لاحق.

وفي السياق، حملت محادثات قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل في بيروت أمس الأول انزعاجا من المواقف الرسمية الأخيرة، ولكن من دون أن تحمل أي تغيير أو تعديل في سياسة مساعدة الجيش اللبناني وتحييده لكي يبقى بمنأى عن التجاذبات السياسية في البلاد.

وعلم ان فوتيل نقل إلى الرئيس عون تهاني القيادة العسكرية الأميركية بانتخابه رئيسا، وأبلغ إليه وجود قرار أميركي على أعلى المستويات باستمرار دعم القوات الأمنية والعسكرية في لبنان خصوصا الجيش اللبناني الذي أثبت قدرات عالية في ممارسة المهام التي أوكلت إليه، ولاسيما في مواجهة الإرهاب، منوها بأهمية العمليات الأمنية الاستباقية التي قامت بها القوى العسكرية والأمنية مجتمعة.

وأكد «أن هذا القرار اتخذ في اجتماع عسكري عالي المستوى عقد في واشنطن، وهو الأول من نوعه منذ أن تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض، وضم كبار ضباط الأركان المشتركة وقادة الأسلحة والمناطق العسكرية في العالم، حيث جرى تقويم التطورات على مستوى العالم.

وانتهى الاجتماع الى توصيات تعني عددا من الدول الصديقة للولايات المتحدة، ومنها التأكيد على أهمية استمرار الدعم العسكري للجيش اللبناني وفق حاجاته، بكل وجوهه، إن على مستوى تعزيز قدراته القتالية أو البشرية، وتمكينه من مواجهة الحالات التي يمكن أن تواجهه على الحدود أو في الداخل اللبناني.

وأجرى فوتيل عرضا شاملا لمهام ودور الجيوش الأميركية في العالم، ولاسيما المنطقة الوسطى التي يقودها، منوها بدور الجيش تحديدا، ومبديا ارتياحه واطمئنانه للعمل والمهام التي يقوم بها.

وزار فوتيل قائد الجيش العماد جان قهوجي وعقد مؤتمرا صحافيا في نادي الضباط – اليرزة، وأكد أن «الشراكة الأمنية بين الجيشين الصديقين راسخة وقوية»، هذه الشراكة التي تندرج ضمن حشد طاقات الجيوش العربية المدعومة من الولايات المتحدة، في إطار ما يشبه «ناتو عربي»، مهمتها محاربة الإرهاب في الدول العربية.

ولبنان من البلدان المستهدفة من الإرهاب، في ظل مخاوف دولية من تسلل «داعش» إلى لبنان والأردن بشكل خاص، إثر الضربات التي يتلقاها الإرهاب في سورية والعراق، وهناك مساع أساسية لتحصين الوضع الداخلي في لبنان والأردن.